بين الحدف والجلاب قصة رمضانية، تطغى على الشهر المبارك ، لتزدان الموائد بحلوى و شراب يتلذذ بهما الصائم. لا تخلو أي مائدة رمضانية من شراب الجلاب، فهو رفيق الصائمين ، يبدّد عطشهم و ينعشهم بطعمه المدهش، وهو يسمّى شراب الزبيب لأنه في الأصل كان يُصنع من عصير الزبيب، ويتمّ تطييبه بالبخور قبل أن يُصبح تحضيره صناعياً بواسطة ثمرة الخروب.
ورث أبو محمد سرحال "الكار" عن أجداده ، ويتباهى بتلك الصناعة التي تتطلب "المعلمية"، فاكتسب شهرة كبيرة، ولا يزال محله الصغير في إقليم الخروب مقصداً للزبائن خلال الشهر الكريم .
يستذكر أيام كان يبيع مع كل قنينة قطعة كبيرة من الثلج، إذ لم تكن البرادات متوفرة في البيوت، فيصطحبها الشاري معه، ويقسمها ويوزعها قطعاً في أكواب حتى يتمكن أفراد العائلة من تناول الجلاب بارداً .
اتخذ الجلاب تسميته كونه يجلب الإنتعاش لشاربه، بحسب أبو محمد الذي يمتلك "مهارة" أيضاً في صناعة الحدف أو ما كانت تُعرف بـ"البقلاوة الزغلولية"، وهي أيضا حلوى موسمية مرتبطة بالشهر الكريم.
يروي بحنين قصة تحوّل تسمية "البقلاوة الزغلولية" إلى ما يُعرف بـ"حدف رمضان"، فيشير إلى أن طريقة تحضير عجينتها تقتضي من "الحلونجي" حدفها من اليد اليسرى إلى اليمنى وبالعكس، لتُصبح جاهزة للمد في الصواني ، لتنضج وتتلألأ بلونها الأشقر ومذاقها اللذيذ، وتضفي على الموائد رونقاً يُحلّي الأجواء في أيام الصوم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.