يجتمعون على "موائد الرحمن"، ليتقاسموا وجبة إفطار فى نفحات رمضانية، كنوع من الصدقة وفعل الخير، في تقليد يعكس قوة التكافل الاجتماعي لمساعدة الفقراء والأيتام الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة.
تقام "موائد الرحمن" فى الساحات العامة أو فى المساجد في مختلف الأحياء والمناطق، إذ يبدأ المنظمون بعد صلاة العصر فى إعداد وجبات إفطار متكاملة غذائياً لاستقبال الصائمين عند أذان المغرب ليتقاسموا "لقمة الخير" فى الشهر المبارك.
تستعد الكثير من العائلات فى الشهر الفضيل إلى إقامة تلك الموائد من نفقاتها الخاصة، وبمبادرات منفصلة عن الجمعيات الخيرية والإنسانية، فباتت تلك الظاهرة معلماً رمضانيا لم يندثر.
تعود فكرة موائد الرحمن الى العهد النبوي، حيث قدم على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وفد من الطائف ليعلنوا إسلامهم، فكان يرسل لهم طعام الإفطار والسحور، واقتدى به الخلفاء الراشدون حتى أعدوا دار الضيافة لإفطار الصائمين ، وهناك من يرجعها الى عهد الأمير احمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية الذي كان أول من أقام مائدة الرحمن في مصر ، حيث دعا القادة والتجار والأعيان إلى مائدة حافلة في أول أيام الشهر المبارك، بمشاركة عدد من الفقراء، ودعا الأغنياء إلى أن يقتدوا به، ومن يومها أصبحت الموائد معلما رمضانيا عربيا وإسلاميا.
وهناك من يقول، أن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، كان أول من أقام مائدة في رمضان، وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع أنواع الطعام، لتوزع على الفقراء.
أما في العصر الحديث، وتحديدا في عام 1967 فتولى بنك ناصر الاجتماعي في مصر، الإشراف على موائد الرحمن في المساجد المختلفة من أموال الزكاة، واستمرت في معظم دول العالم الإسلامي، وأصبحت من نماذج الرحمة والعطاء والبركة في هذا الشهر الكريم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.