أكد ممثلون عن كُتل "المستقبل" و"التقدمي الإشتراكي" و"القوات اللبنانية" لـ"مستقبل ويب"، على أهميّة االموقف التي أدلى به رئيس الحكومة سعد الحريري في مؤتمر القمة العربية الطارئة التي عقدت في مدينة مكة المكرمة، والذي أكد فيه إنتماء لبنان العربي ورفضه لكل ما يشاع عن مشاريع التوطين، والتزام اللبنانيين موجبات الدستور ومقتضيات الوفاق الوفاق الوطني، ومناشدتهم الاشقاء العرب، حماية الصيغة اللبنانية من عواصف المنطقة. كما أجمعت المواقف على خطورة الخطاب الذي أدلى به الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس، حيث رأت فيه خروجاً عن الإجماع الوطني وتصويباً على البيان الوزاري.
عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار لفت إلى أن الحريري عبّر بكلامه عن لبنان الرسمي والشعبي وعن الموقف اللبناني برمته. هو مؤتمر في أرض مقدسة يأتي في ظروف صعبة تعيشها المنطقة، من هنا جاء كلام الحريري ليضع العناوين الكبرى لكل ما نمر به اليوم، ولكي نتجنب المخاطر التي تُحيط بنا من كافة الجوانب"، لافتاً إلى أن البعض ام يقرأ ولم يفهم كلام الحريري جيداً، علمأ أنها المرة الاولى ربما التي لا يؤتى فيها على اتهام "حزب الله" بالإرهاب، وهذا الأمر تطلب جهداً".
وقال: "إن ايران لها حضورها السياسي في المنطقة، لكن هذا لا يُعطيها حق التدخل في شؤوننا الداخلية. وأيضاً بالنسبة لنا كلبنانيين، ليس من مهمتنا حماية ايران التي تضع مصالحها السياسية والأمنية ولاقومية، في قائمة حساباتها. من هنا يجب القول أن كلام نصرالله أمس، فيه تجاوز واضح للبيان الوزاري، وتعد على السيادة الوطنية، وتجاوز للدولة ودورها".
عضو "اللقاء الديمقراطي" اللنائب بلال عبدالله أكد أن كلام الرئيس الحريري يُعبّر عن رأي وطني عام وعن أبرز البنود التي أُدرجت ضمن البيان الوزاري، وهو كلام مسؤول لرجل له مكانته الوطنية ولدى المملكة العربية السعودية. وجميعنا كّنّا اتفقنا في البيان الوزاري، على ضرورة النأي بالنفس وعدم رهن البلد لصراعات إقليمية والإنجرار وراءها ولا التمحور في ما يدور حولنا.".
وعن كلام نصرالله، شدد على أن ما "سمعناه من كلام تصعيدي، لا يخدم المصلحة الوطنية الداخلية بأي شكل من الاشكال ولا علاقاتنا مع الجيران، ولا هو يُعبر عن الرأي العام اللبناني. نحن نحترم عقيدة "حزب الله" الدينية ولم نتعرض لها يوماً، لكن فليسمحوا لنا فهناك عقيدة وطنية لا بد من تغليبها على بقية المصالح"، معرباً عن "أسفه لأن هذا الكلام بأخذ لبنان إلى حروب إقليمية من خلال وضعه في لعبة المحاور، هذا مع العلم أن الدفاع عن ايران، لم نسمعه من ايران نفسها، يوم حوّلت إسرائيل لبنان إلى محرقة وقتلت شعبه، ودمّرت بيته التحتية".
وسأل عبدالله: "عن أي توازن صاروخي يُحدثوننا، وأي حروب يُريدون جرنا اليها؟. التوازن لا يكون بالصواريخ، إنما يكون بالإقتصاد ولقمة عيش الناس، فنحن في بلد لا كهرباء فيه ولا مقومات صمود معيشية فيه، ومع هذا يُريدون جره الى حروب الأخرين. والأبرز من كل هذا وذاك، أين هي مقومات الصمود في الملاجئ التي تحمي الناس في حال وقوع هكذا حرب؟".
من جهته شدد أمين سر تكتل "الجمهوية القوي" النائب السابق فادي كرم على أن "كلام الرئيس الحريري يُعبر عن مسؤولية لبنانية وعن السلم الاهلي الذي نبحث عنه ونطمئن اليه. وقد عبّر أيضاً في كلامه، عن مصلحة لبنان العليا وضرورة إبعاده عن حروب وصراعات إقليمية والتركيز على دوره الإقتصادي الذي يجب أن يكون عليه، وذلك بعيداً عن سياسات وممارسات عبثية تعرض مصالح لبنان للخطر وتعرض لبنان السياسي للمسائلة الدولية، وتضعه في عين العاصفة"، مؤكداً أنه "كان لا بد مثل هذا الكلام، وهو خرج عن لسان رجل وطني ويُشكر عليه، وهذا أصلاً ما يتوقعه منه اللبنانيين وهو المعروف عنه بمواقفه الواضحة والصارمة".
وفي ما يتعلق بكلام نصرالله، اعتبر كرم أن "كلامه كان متوقعاً لأن سياسية حزبه تختلف كلياً عن سياسة الوطن، فهو لا يُعير أي اهتمام لمصلحة لبنان العليا بل ما يهمه هو المصلحة الإيرانية العليا. لذلك لا بد من جلسات عاجلة من أجل حثّ "حزب الله" على وضع سلاحه بإمرة الدولة، فهكذا سلاح لا يُمكن إلا أن يأخذ لبنان إلى الحرب والدمار وبالتالي يجب وضعه بيد الدولة اللبنانية".
أضاف: "نحن كقوات لبنانية والحزب "التقدمي الإشتراكي" و"تيّار المستقبل"، لم نكن نصر على قيام استراتيجية دفاعية عن عبث، فطالما أن هذا السلاح موجود اليوم، يعني أن الاستقرار بعيد والأمن بعيد. نعم اليوم هناك حزب في الداخل اللبناني، يأتمر بالتوسعية الإيرانية ويسعى إلى تحقيق مشروعها من خلال جرنا الى الويلات، لذلك لا مجال للتعايش مع هكذا فكر وهكذا سلاح".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.