لا زال اللبناني يتقن الاحتفاء بالأعياد على الرغم من الظروف الاقتصادية الراهنة، متكيفا مع مستحقات عيد الفطر بمرونة السوق اللبناني الذي فيه "القطعة بألف" وفيه الماركات الباهظة الثمن، من دون التفريط ببديهيات استقبال المناسبة بحفاوة الثياب الجديدة والزينة وشراء الحلويات من معمول وبقلاوة وسكاكر وفسحات مخصصة لألعاب الأطفال وأماكن السهر والتلاقي، وجميعها تحتاج الى روحية العيد أكثر من الميزانية والانفاق وجدولة المدفوعات.
في الأسواق "بازار" ومغريات يأمل التجار أن تلاقي تجاوباً، ولاسيما في الأقسام المخصصة لثياب الأطفال، أو على البسطات التي تبيع "القطعة ب5 آلاف" وال"3 بعشرة آلاف"، وكذلك الحال في المجمعات الكبرى التي اعتمدت آلية عمل البسطات في الترويج للبضائع من خلال تدرج الأسعار من "10 آلاف للقطعة" الى تلك التي لا تشملها حسومات العيد.
واللافت هذا العام تخصيص جزء من ميزانية العيد للزينة المنزلية الخارجية في منافسة لزينة الشوارع والساحات بما يعوض اللبناني عن بعض الفرح المفقود بفعل الركود الاقتصادي والأزمات التي تضرب في المنطقة مفاقمة من النزوح والتهجير.
أما نكهة العيد الحقيقية، فإنها في ذلك الصف الطويل من الزبائن الذين ينتظرون دورهم أمام "الحلونجي" طلبا لدزينات المعمول وغيرها من الحلويات التي لا تسقط من حسابات الضيافة و "الهدية" للاهل والاقارب والجيران.
وسواء وصلت المعايدة مسبقا عبر "الواتساب" أو مواقع التواصل الاجتماعي الى الاهل والمعارف، يبقى عيد الفطر من الاعياد التي يحافظ فيها على ثوابته من تبادل الزيارات والعادات والتقاليد واستفقاد الفقراء والمحتاجين بما تيسر من إمكانيات وتقديمات.
ويبقى أنه عيد الأهل والأقارب والأصدقاء وفرح الأطفال وفسحات التلاقي التي تجمع اللبنانيين على احتفالية تبدأ من المنازل ولا تنتهي قبل ثلاثة أيام من الجولات والكزدورة والفرح الذي لابد منه مهما تأزمت الأحوال.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.