فادي البردان 

5 حزيران 2019 | 00:00

منوعات

ذاكرة طفل.. عن عدوان 5 حزيران ‏

 ذاكرة طفل.. عن عدوان 5 حزيران ‏

لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه قلم عندما رأى جدته تدخل مسرعة وتخرج بسرعة اكبر من والى ‏البيت العتيق بأحجاره وقنطرته العملاقة المقدودة من صخر تعجز مناشير الكسارات عن سكبه ‏وصبه ونوافذه وأبوابه الخشبية المنحوتة على يد أمهر النجارين المصريين .‏

كان يسمع أصواتا خشنة في السماء وشخيرا لآليات تخلف وراءها سحبا من الدخان والغبار عند ‏الحدود ، يقطعها بين الفينة والفينة رفع الجدة كفيها الى السماء وعندما ينالهما التعب ترفع ثدييها ‏الراكديين خلف عباءتها الصيفية، كانت تتمتم: "يارب النصر يارب". ‏

جده الذي كان يراقب حركة جدته كان منصتا لصوت  المذياع الوحيد في البلدة، ليسكن كل من ‏وما في البيت عندما يعلن "هنا لندن" إليكم نشرة الأخبار يقرأها .....‏

بعد خمسة أيام مرت كانها قرن، جدته التي لم يوافيها النوم وجده الذي أعلن قرانه مع المذياع ‏أصيبا بالذهول، إسرائيل في سيناء والقدس والجولان، كفكفت الجدة دمعها بكم عباءتها وجده ‏أقعدته ركبتاه ليفارق حياة شهد فيها حربين عالميتين وحرب فيتنام وحرب الكوريتين وأزمة خليج ‏الخنازير وتسلم العسكر السلطة في كل بلدان العالم العربي. ‏

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

فادي البردان 

5 حزيران 2019 00:00