تدثرت أيام عيد الفطر الثلاثة بأبيض الشهداء الأربعة الذين غدر بهم الارهاب موحدا اللبنانيين على وجع الفقدان الذي ضرب منطقة الميناء في طرابلس فأصاب الوطن بأكمله، موزعا المآتم من العيشية حيث يوارى اليوم الرقيب في قوى الامن الداخلي جوني خليل، الى بلدة حوش تل صفية التي ودعت أمس ابنها العريف يوسف فرج، الى رويسات الجديدة –المتن التي ودعت المجند ابراهيم صالح، الى برعشيت في بنت جبيل حيث يوارى الملازم أول حسن فرحات في الثرى غدا الخميس، وكأنه قدر اللبناني أن يحتفل بالأعياد على نغمة حزينة إنما تذكر بأن الأوطان لا ترتقي إلا على أكتاف الشهداء وتضحياتهم ودموع الأمهات وزغردات القهر التي يكبتنها، ليأتي الفيديو المتداول للعريف الشهيد ابراهيم صالح بينما ينشد في إحدى مهماته الأمنية :" "زغردي يا أم الشهيد" بمثابة عزاء لكل أمهات الأمنيين والعسكريين بأن لا أغلى من الوطن حين يضرب الارهاب في أي من المناطق اللبنانية بعيدا عن حسابات الطائفة والانتماء والمنطقة وسجل الولادة.
ولأن الارهاب "عشوائي" في استهدافاته، يرقد الشاب الفلسطيني صابر مراد في غرفة العناية المركزة نتيجة إصابته في حادث الميناء ، وهو يزور لبنان لأيام وجيزة بعد أن اختار العيش في أستراليا. وبحسب ما يتداوله شهود عيان في المنطقة المستهدفة، فإنه حاول اعتراض طريق الارهابي عبد الرحمن مبسوط ومنع استكمال الاعتداء على رجال الامن فأصيب بجراح مباشرة وخطيرة.
وعلى الرغم من أن العمل الارهابي في منطقة الميناء فردي بحسب المعطيات، استعاد اللبناني حذره وخوفه من عودة مسلسل الاحداث الأمنية بدلالة الأسئلة العديدة التي تكررت على مواقع التواصل الاجتماعي وبدلت العيد من مناسبة للفرح والاحتفال والمعايدة الى صلوات للبلد ورجال الأمن والجيش في أن لا يتكرر المشهد الدامى وتتكاثر المآتم ويسقط شباب لا زالوا في عمر الورود.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.