جورج بكاسيني

11 حزيران 2019 | 00:00

كتب جورج بكاسيني

اللهم احمي الحريري...

اللهم احمي الحريري...

جهتان تلتقيان على الحاجة لكسر الرئيس سعد الحريري وتهشيم هيبته في المعادلة السياسية والوطنية. جهتان من مشربين سياسيين مختلفين، لكلٍ غاياته ونياته وتطلعاته، ولكلٍ ادواته الخاصة في فنون الكسر .



هناك جهة تريد من الرئيس سعد الحريري ان يكون جسراً تعبر فوقه بالبلاد الى الوراء ، وتعتبر ان التفاهم معه يقدم لها فرصة  للتطاول على صلاحياته وتفريغ دوره في النظام السياسي ، ووضع اليد على مقاليد الدولة والسلطة من جديد .



وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري ، تتحين نقاط الضعف للانقضاض عليه ، برهان القدرة على خلافته  وتسويق خطابها السياسي لدى الخارج والداخل .



الجهة الاولى لا تريد الرئيس سعد الحريري شريكاً حقيقياً في السلطة. تريده وسيلة لتركيز قواعدها في السلطة والعودة بعقارب الساعة الى الوراء ، وصولاً الى لحظة استبداله بشخصية من صفوف الأتباع الذين ينشطون تحت مظلة محور الممانعة . 



وقد يكون من المبكر في هذا المجال، التحدث عن انقلاب يجري اعداده على التسوية الرئاسية، أو عن وصول هذه التسوية الى النهايات التي يخططون لها، واعتبار المرحلة مؤاتية لسحب البساط الحكومي من تحت اقدام رئيس الحكومة .



غير أن الإشارات التي تتالت في الأشهر والأسابيع الأخيرة، والخطاب الاستقوائي للوزير جبران باسيل وما يواكبه من كلام تحريضي لنادي الشتامين الاعلامي والنيابي في التيار الوطني الحر، تثير الريبة تجاه المصير الذي يمكن ان تؤول اليه التسوية الرئاسية ، وتجاه النيات المبيتة للانقلاب على التفاهم مع الرئيس سعد الحريري .



علامات الريبة موجودة واسبابها تتفاقم يوماً بعد يوم، والرئيس سعد الحريري ليس في منأى عنها ، وهو يعيش وقائعها وتفاصيلها اليومية، ويعلم انه لن يكون بعيداً عن حلبة المواجهة اذا حانت ، ولن يخلي الساحة لقواعد اللعبة التي يرسمها الآخرون .



سعد الحريري اقتحم أسوار تعطيل المؤسسات الدستورية، وأقدم بشجاعة رجل الدولة المسؤول على انجاز تسوية رئاسية، انتشلت البلاد من القعر السياسي لتضعها فوق سكة المصالحة الوطنية، واعادة الاعتبار لسلطة الدولة .



لن يخجل الرئيس سعد الحريري في ما أقدم عليه، ولن يتراجع عن ما اقدم عليه، ولن يتردد في حماية أية فرصة تتيح للبنان الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعانيه، لكنه في المقابل لن يتهاون في التصدي لسياسات الاستقواء واخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها الى سكة الاستئثار  ومد الأيدي على مواقع السلطة يميناً ويسارا .



تجربة الاسبوعين الأخيرين عينة بسيطة ، عن حالة التذمر من تلك السقطات السياسية والقضائية التي وضعت الاستقرار السياسي في مهب السجالات، وعن الارادة التي يمثلها الرئيس سعد الحريري في مواجهة محاولات الالتفاف على موقع رئاسة الحكومة والحصار الذي تلتقي جهات داخلية وخارجية على القيام به .



هذا في خانة الجهة الأولى، أما ما يقع في خانة الجهة الثانية فهو أدهى وأسوأ، لانه يخرج من أوكارٍ اعلامية وسياسية تقيم على الرصيف السياسي لبيت الوسط، ولا تكاد أن تلمح تعدياً على صلاحيات رئاسة الحكومة، حتى تنبري لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن  الصلاحيات وحماية حقوق السنة في النظام السياسي ، وتحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية الهجمة العونية وسائر هجمات القوى المحلية والاقليمية .



ولسان حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمة القائلة " اللهم احمني من أصدقائي فأما اعدائي فانا كفيل بهم " .

هناك من ينسى كيف فرشوا للرئيس سعد الحريري دروباً من الورود ليمشي فوقها الى التسوية الرئاسية وانتخاب العماد ميشال عون  ، وهناك من ينسى أن الرئيس سعد الحريري هو الذي دفع الاثمان الباهظة لسلوك هذا الطريق ، وان البعض الآخر كانوا من جناة الثمار والادوار  والمواقع .



أحد الكتبة ممن يتطوعون لهذه المهمة ، لجأ الى أحد المواقع الإخبارية المتخصصة بتهشيم صورة الرئيس سعد الحريري ، وكتب بلسان مرشديه مقالة تحت عنوان " كي لا نصير ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل " .

 أقل ما توصف به المقالة انها دنيئة الاهداف وتعبر عن المكنونات النفسية لجهة تستغل اللحظة السياسبة للانقضاض على  الرئيس سعد الحريري واستثارة أهل السنة في خطاب تعصبي على صورة ما ورد في المقالة المستكتبة " فانتفض المفتي وهرع رؤساء الحكومات السابقين واستيقظت كل النخب لتوجيه الإنذار الأخير  للرئس الحريري " .



هذه الكائنات الاعلامية ، تتخوف من ان تتحول الى ماسحي احذية في جمهورية جبران باسيل ...

 بئس هذا المنطق وهذه النفسية وهذا الشعور الدوني وهذه الأقلام التي تجعل من  المواقف الوطنية للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين ، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر .

 اركان السنة في لبنان ، متراساً في ظهر الرئيس سعد الحريري ، هذا ما قالوه وما فعلوه ... والباقي أضغاث أحلام وقانصو فرص ولاهثون وراء المواقع والادوار .


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

11 حزيران 2019 00:00