وسط جو من الحزن والأسى شيّعت بلدة شبعا والمنطقه الشهيد محمد الجرار الذي قتل قبيل منتصف الليل برصاص مجهولين أمام مركز الرحمة الطبي في شبعا. وشارك في التشييع مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان ممثلا مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بعضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" زياد ضاهر، النائب قاسم هاشم، أمين عام الجماعة الاسلامية في لبنان الشيخ عزام الايوبي، النائب أنور الخليل ممثلا بكمال ابو غيدا، النائب السابق منيف الخطيب والنائب السابق عماد الحوت، ورئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية شبعا محمد صعب وحشد كبير من رجال الدين وفاعليات إجتماعية وتربوية وحزبية وحشد كبير من مختلف المناطق.
بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى المفتي دلي كلمة تحدث فيها عن مزايا وخصال الشهيد الجرار ودوره الانساني والطبي والإنمائي والإغاثي في شبعا والمنطقة، وتوجه دلي الى القتلة والمجرمين بالقول: "اذا أردتم زرع الفتنة فلا مكان لها في هذه المنطقة".
ورأى أن "هناك من يعتبر أن السنية السياسية قد قامت على جثة المسيحية السياسية، وهذا كلام مرفوض ومردود إلى أصحابه فالسنة في لبنان هم صمام الأمان وهم بيضة القبان وهم الذين حافظوا على لبنان وديمومته ولولاهم لما كان هناك وطن".
وتوجه إلى الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية الذين يفتدون بأرواحهم هذا الوطن لاسيما بالامس القريب المطلوب منكم وبكل شفافية معرفة الجاني، ومن هو المخطط ومن هو المنفذ وإلاّ لن يهدأ لنا بال حتى نعرف من اعتدى على هذه البلدة، وجيشنا الوطني والقوى الامنية هي المسؤولة عنا ونرجوا من القضاء المختص أن يُبيّن لنا من كان وراء اغتيال الشيخ محمد جرار".
من جهته، قال الأيوبي: "إن كل الأعمال الإجرامية التي نراها اليوم لا نريد أن ننسبها الى جهة محددة فأصحاب المصلحة فيها كثر، وعلى دولتنا وأجهزتها الأمنية والقضائية أن تقول قولا فصلا في هذا الموضوع".
وأشار الى أنه "منذ سنة ونصف أوراق التهديد التي تعرض لها الشهيد محمد هي بين يدي الأجهزة، ولكن حتى استشهاده لم أتلقى أي معلومة حول الجهة التي تقف وراء تلك التهديدات".
ودان عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" زياد ضاهر في حديث الى "مستقبل ويب" هذا العمل الإجرامي المستهجن والغريب عن المنطقة وتاريخها. وقال: "نعتبر أن مصاب شبعا والعرقوب هو مصاب كل لبناني كما قضية المزارع قضية كل لبنان". كما شدد على "ضرورة الإسراع بالتحقيق وكشف ملابسات الحادث ومحاسبة الفاعلين فهذه جريمة تهدف لإثارة الفتنة في توقيت مشبوه".
أضاف: "نُعزّي أهلنا في شبعا والعرقوب وإخواننا في الجماعة الاسلامية ونقف صفا واحدا في وجه كل ما يعكر أمن البلاد ويستهدف أرواح اللبنانيين بإجرامه".
بعد ذلك رفع جثمان الشهيد على الأكف واخترق شوارع البلدة وصولا الي جبانتها حيث ووري في الثرى.
وفي التفاصيل أن المغدور الشيخ محمد قاسم الجرار مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الاسلامية في منطقة العرقوب الذي قضى غدرا منتصف الليل الفائت بأربع رصاصات من سلاح حربي أطلقها عليه مجهولون، وأصابت منه مقتلا على الفور بعد استدراجه الى مكان عمله في مستوصف الرحمة الطبي التابع للجماعة الاسلامية في البلدة. وفور وقوع الجريمة ضربت القوى الامنية طوقا أمنيا محكما حول مكان الجريمة وأقامت العديد من الحواجز الثابتة والمتحركة عند مداخل البلدة ومفترقاتها الرئيسية والفرعية وباشرت تحقيقاتها لمعرفة الفاعلين وتوقيفهم .
وقد لاقت هذه الجريمة البشعة استياءً واستنكارا شديدين لدى أبناء المنطقة ومرجعياتها السياسية والدينية. كما وأقفلت المحلات التجارية في البلدة.
وصدرت العديد من بيانات الشجب والاستنكار أبرزها من النائب قاسم هاشم ومن الجماعة الاسلامية و"تيار المستقبل" واللقاء الوطني – حاصبيا الذي كان المغدور أحد اعضائه الفاعلين ومن هيئة أبناء العرقوب وطالبت القوى والأجهزة الامنية الإسراع في التحقيق في هذه الجريمة النكراء لكشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم ليكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار المنطقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.