لا يعرف الطفل السوري محيي الدين مستو ابن السنوات الأربع الذي يعاني من اعاقة في السمع والنطق رافقته منذ الولادة ماذا يجري حوله وهو يرى والديه واخوته وجيرانهم يحزمون امتعتهم ويغادرون خيمهم التي لجأوا اليها مع عائلات سورية وكردية نازحة في الصرفند – الزهراني ، بعدما أبلغوا بضرورة اخلائها تمهيدا لإزالتها من قبل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في اطار حملتها لإزالة المخالفات على قنوات الري .
لا يستطيع محيي الدين أن يدرك ولا أن يعبر عما ترى عيناه ، لكن صمته ونظراته كانت ابلغ تعبيرا من اي كلام وقالت لم يستطع قوله الكبار والأصحاء سمعا ونطقا وادراكا .. بأن من حقه ان يعيش بأمان ويحظى بالعلاج والرعاية التي تتطلبها حالته كطفل نازح وكمعوق ومريض .
لا تعرف عائلة محيي الدين أين تذهب به وبأخوته وهي لا تملك بديلا للخيمة التي كانت تأويهم ولا تحظى باهتمام جهات دولية تتفقد أحوالهم أو تمد اليهم يد العون، وهم بحسب قريبهم نهاد مستو لم يتبلغوا بقرار الإخلاء إلاّ عشية تنفيذ هذا القرار. وجدت العائلة نفسها أمام مصير مجهول، ولم يكن أمامها سوى اللجوء الى قريب لهم يعمل في الخيم الزراعية لتقيم في احداها حتى تأمين مأوى بديل اذا توافر لهم المال أو من يساعد في تأمينه .
حاولت العائلة التواصل مع المفوضية العليا للاجئين لكنها – وفق ما قالوا - " ليست على السمع ونحن ليست لدينا اية امكانيات لتأمين مسكن بديل " .
وقال مستو "نحن خمس عائلات ( سوريين وأكراد ) من عفرين وحمص وحماه ، كنا نقيم في هذه الخيم، بعض هذه العائلات ابلغت في وقت سابق بضرورة اخلائها لأنه سيتم ازالتها بسبب كونها متعدية على النهر لكن نحن لم نتبلغ الا البارحة مساء وطلبوا منا اخلاء البيت، واليوم استقدموا جرافة وجرفوها. ناشدنا ولا نزال نناشد الأمم المتحدة بأن يساعدونا في تأمين البديل خاصة وأن ولدي مريض ومعوق ويحتاج الى عناية خاصة .
وقالت فيدان حمكرو - جدة الطفل المريض محيي الدين مستو - لقد هدموا الخيمة وبيتنا انخرب وحفيدي مريض ومعوق لا يأكل سوى حليب فقط ويحتاج لعلاج .
وكانت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني باشرت منذ مطلع العام الحالي بإزالة المخالفات والتعديات على القنوات المائية العائدة لمشاريع الري التابعة لها على طول الساحل الجنوبي بدءا من الزهراني ، وشملت هذه الحملة اخلاء وازالة عدد من التجمعات او الخيم التي تقطنها عائلات سورية نازحة نظرا لقربها من المجاري والقنوات المائية فيما تعيش تلك العائلات من جهة ثانية في ظروف انسانية واجتماعية وصحية بالغة الصعوبة زاد من تفاقمها تراجع الاهتمام والدعم لهم من قبل الجهات الدولية المعنية بملف النازحين .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.