من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولاً إلى الوزير الشهيد محمد شطح. كوكبة من الشهداء كانوا في كل يوم يخرجون من بيوتهم، يولّون وجوههم شطر الله متضرّعين اليه طالبين إنصافاً فقدوه على أرض غابت عنها عدالتها، فاستعاضوا عنها بعدالة سماء آمنوا بخالقها فرفعهم إليها شهداء أحياء عنده يرزقون.
النائب الشهيد وليد عيدو، واحد من مجموعة شهداء رسمت دماؤه صبيحة الثالث عشر من حزيران العام 2007، الطريق إلى الحرية وأكملت طريق العبور نحو الحرية والإستقلال، وهو الذي آثر في تلك الآونة، البقاء في لبنان عوض الرحيل عنه، في مرحلة استباحة فيها آلة القتل التي أدارها النظام السوري، دماء الكبار والقادة، فكان القرار بتصفيتهم الواحد تلو الآخر بالإضافة إلى زرع الإرهاب والموت على كامل مساحة البلد. وقد رسخت في قلوب وعقول أصحاب القضية يومها، جملة للشهيد عيدو اختصر فيها عشقه للشهادة من أجل قضيته، بقوله: "لن أترك البلد وأرحل. لا لن أتركه لبشار الأسد وجماعته. أنا باق هنا ويَلّي بَدو يصير يصير".
اسشهاد عيدو مع نجله الأكبر خالد ومرافقه سعيد شومان بالطريقة الوحشية التي اعتادها وانتهجها النظام السوري في تصفيّة خصومه اللبنانيين، دلّت بإشارة جديدة واضحة على وحشيّة هذا النظام وإجرامه، بعد أن عجز عن مواجهة الحِجّة بالحِجّة والمنطق بالمنطق، فكانت العبوات الناسفة والتصفيات الجسدية، طريقه الأنجع للتخلص من شخصيات عبّدت الطريق إلى الحرية والنور وزرعت الأمل في نفوس أبناء الوطن، وضربت مع الزمان والمكان، موعداً لإنهاء عهد الوصاية والتخلص من النظام الأمني الذي كان سائداً في تلك الحقبة.
اليوم وبعد مرور 12 عاماً على جريمة اغتيال النائب عيدو، يعود رئيس الحكومة مُجدداً، ليقف عند ضفّة المراحل الصعبة والمؤلمة، وليُطلق الوعد بالحفاظ على إرث كل هذه الكوكبة التي ضحّت بأغلى ما لديها، في سبيل البقاء على النهج الوطني ودفع الظلم عن البلد. في هذه الذكرى الموجعة، غرّد الرئيس الحريري قائلاً: "كان صوتا للحق والعدالة والوطن، اسكتته يد الاجرام فخسرت صديقا وزميلا وركنا من اركان المستقبل. رحم الله الشهيدين ابا خالد وخالد، وكل شهدائنا الأبرار".
كما استذكر أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري الشهيد بتغريدة قال فيها: "تبقى يا أبا خالد رمزاً وقيمةً وعلماً في سجل الشهداء المدافعين عن دولة الحق والعدالة.. دولة الحرية والسيادة.. ضحيت من أجلنا.. ومن أجل رفيق الحريري .. ونحن على دروب الوفاء لك ولشهادتك مستمرون .. وليد عيدو .. لك في عليائك .. كل الرحمة والسلام والمحبة".
وليد عيدو، رجل من زمن رفيق الحريري ورفيقه في الحلم والنضال، خرج على الحاكم الظالم والأحكام الجائرة. استعاد من زمن مهنة القضاء مطرقة أراد ان يُنهي من خلالها فصول الإجرام ومرحلة التحكّم بالبلاد ورقاب العباد. رجل لم يُفاوض ولم يُهادن، حمل حلمه بين أضلعه وأطلق جملته الشهيرة "النظام السوري مجرم وقاتل ولا بد من يوم تقتص العدالة منه".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.