جورج بكاسيني

14 حزيران 2019 | 00:00

كتب جورج بكاسيني

أجندة فرص

أجندة فرص

ان مراجعة سريعة لما حصل في الاسبوعين الماضيين تظهر للمرة الالف ان الاخلال بالتوازنات او بالاصول او بالدستور هو ممر الزامي الى أزمات وطنية تعيد اللبنانيين الى مربعاتهم الطائفية والمذهبية. هذه حقيقة عرفها اللّبنانيون منذ الاستقلال، وهي ظهرت او تعاظمت في محيطنا مع انحلال "الدولة الوطنية" في اكثر من دولة من دول المنطقة. 



اما الاهم فيبقى ان احتواء ازمة الاسبوعين الماضيين تم بسرعة وقبل تفاقمها، من جهة، وبناء على تفهم ابعادها، من جهة ثانية. اي على قاعدة وقف سياسة "كل من ايدو الو"، وادارة البلاد بحكمة ومسؤولية بما يمكّنها من تجنب تحديات المنطقة ومخاطرها، والانخراط في تنفيذ برنامج الحكومة الذي يستعيد ثقة اللبنانيين بالدولة وبأفق وطني كفيل بترسيخ " الدولة الوطنية". 



واذا كانت صرخة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في مؤتمره الصحافي الاخير ارتدت حلة "سنية"، الا انها حملت بالتأكيد بعدا وطنيا، لان "غضب" اي مكون من المكونات اللبنانية ازاء مواقف او سلوكيات معينة، يتحول مباشرة الى أزمة وطنية وتصبح معالجته مسؤولية وطنية ايضا.



دروس كثيرة يمكن استخلاصها مّما حدث، اهمها الانتقال من سياسة " الفرص الضائعة" التي طالما عانى منها اللبنانيون في حقبات تاريخية متعاقبة الى سياسة "التقاط الفرص" او عدم تفويتها وهي متاحة امامهم بالعين المجردة. فبعد ان نجحت الحكومة في اقرار خطة الكهرباء، وهي فرصة لم تكن متوافرة في ما مضى، وبعد اقرار الموازنة، ثمة فرص متاحة لانجازها في مجلس النواب، ومن ثم الانطلاق في تطبيق برنامج "سيدر" واقرار خطة للنفايات وبدء التنقيب عن النفط.



في العالم اليوم "أجندة مخاطر": حرب اميركية اقتصادية ضد ايران، و"مناوشات" امنية متنقلة قد تنذر بحرب عسكرية، وكرّ وفرّ سياسي ودبلوماسي حول ما يسمى "صفقة القرن"، وحروب متواصلة في سوريا واليمن. اما في لبنان فثمة "أجندة فرص" اذا ما احسن اللبنانيون ترجمتها يعود لبنان من جديد ورشة اعمار وازدهار.. عسى ان لا تضيع. 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

14 حزيران 2019 00:00