علي الحسيني

22 حزيران 2019 | 00:00

خاص

أهالي الحدث: ألفرد رياشي لا يُمثلنا‎ ‎

أهالي الحدث: ألفرد رياشي لا يُمثلنا‎ ‎

في وقت لم تنتهِ فيه بعد الآثار التي خلّفها كلام رئيس بلدية الحدث جورج عون المتعلق بمنع ‏المسلمين من الاستئجار في بلدة الحدث الواقعة في المتن الجنوبي، وعلى ضفّة إنتظار اللبنانيين ‏إخماد مفاعيل هذا التصريح الذي انقسموا حوله مذهبياً وسياسياً وحزبيّاً، أعاد الأمين العام ‏للمؤتمر الدائم للفيدرالية ألفرد رياشي اليوم، إشعال فتيل الإنقسام مجدداً بكلام رأى فيه أن "ما ‏يجري من تهجم على قرارات بلدية الحدت غير مقبول"، معتبراً انه "على المكونات الأخرى ‏احترام الخصوصيات المجتمعية للمكونات للوقوف في وجه التغييرات الديمغرافية الممنهجة وغير ‏البريئة‎".‎

وذهب رياشي بعيداً في منطقه الداعي إلى بثّ التفرقة بين النسيج اللبناني القائم أصلاً بجناحيه ‏المسلم والمسيحي وعلى تثبيت المناصفة بينهما كما حددها إتفاق الطائف، وذلك من خلال رؤية ‏خاصّة تقول "إن حق الحفاظ على الهوية المجتعية هو حق شرعي وبمنأى عن أي شأن آخر ‏حيث أن تطبيق النظام الفدرالي يجّنب الدخول في هكذا جدل كون الهوية المجتعية تريح المكونات ‏التعددية كافة‎". ‎

الواقع أن هذا الكلام وبحسب شخصيّات فاعلة في منطقة الحدث، من شأنه أن "ينسف صيغة ‏العيش المشترك من أساسها والصيغة اللبنانية القائمة منذ الإستقلال. كما أن الفيدرالية التي يتحدث ‏عنها رياشي والتي يُعوّل عليها للمستقبل لأسباب تتماشى ربما مع اعتقاداته أو فكره السياسي، من ‏شأنها أن تُلغي صيغة التعايش القائمة في منطقة الحدث خصوصاً وأن أكثر من ستين في المئة ‏من سكانها اليوم، هم من المُسلمين الشيعة"، معتبرة أن "هذا الكلام لا يصب في مصلحة اللبنانيين ‏عموماً والمسيحيين على وجه الخصوص، لأنه كلام أقل ما يُقال فيه أنه تحريضي ولا يمثل أبناء ‏المنطقة والتعددية فيها‎".‎

المعروف عن رياشي أنه من أبرز الداعين إلى تطبيق النظام الفدرالي، وهو يرى فيه أن "كل ‏المكونات ترتاح ضمن هذه التركيبة، باعتبار أن 40 في المئة من دول العالم، نظامها فدرالي". ‏من هنا، لم تُبد المصادر نفسها، استغرابها من كلام رياشي، إذ سبق له أن دعا لبنان إلى ‏‏"الإنسحاب من الجامعة العربية من منطلق "شو جايينا منها؟". يأتينا منها ضرر أكثر من الفائدة". ‏وتسأل المصادر: "اليست الفيدرالية مشروع حروب مستقبلية تبدأ على طريق التقسيم والفرد بين ‏المكونات اللبنانة؟‎".‎

يُذكر أن الدكتور عبد الرؤوف سنو، كان شرح منذ فترة وجيزة مفهوم الفيدرالية حيث وصفها ‏في بعض جوانبها أن "تقوم الطائفة ذات الأكثرية العددية بتطهير مناطقها من الأقليّات الدينية أو ‏المذهبية للوصول إلى حالة صفاء طائفي أو مذهبي، متوسّلة في ذلك العنف والتخويف والتهجير. ‏وتاريخ جبل لبنان خلال الحرب الاجتماعية في العام 1860، وتاريخ لبنان بين العامين 1975 ‏و1990 حافل بالأمثلة على التطهير الطائفي والتهجير‎".‎

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

علي الحسيني

22 حزيران 2019 00:00