اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الوضع بات "أمام منعطف خطير بشأن خطة العمل المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران"، معرباً عن قلقه من إعلان إيران تخفيض التزاماتها بشأن الاتفاق النووي.
وخلال جلسة لمجلس الأمن، اليوم الأربعاء، خُصصت لبحث مصير الاتفاق النووي المبرم بين إيران ودول الـ5+1 في 2015، أعرب مندوب الاتحاد الأوروبي جواو فالي دي ألميدا عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، مؤكداً مواصلة دعم أوروبا للاتفاق. وأكد المندوب الأوروبي أن "الاتفاق النووي أوقف حصول إيران على السلاح النووي". كما قال إنه لا يوجد بديل سلمي يعتد به عن الاتفاق.
واعتبر أنه يتوجب على إيران الاستمرار في تنفيذ التزاماتها بشأن الاتفاق، مؤكداً أن "إيران لا تزال تمتثل لأحكام الاتفاق النووي". وتابع: "ندعو إيران لمواصلة تنفيذ بنود الاتفاق النووي".
في سياق آخر، طالب الاتحاد الأوروبي "كل الأطراف بخفض مستوى التوتر والعسكرة في النزاع مع إيران".
من جهتها، قالت منسقة مجلس الأمن الدولي في تقريرها بشأن الاتفاق النووي مع إيران: "نأسف للتدهور الحاصل مؤخراً مع إيران.. وقلقون من تراجع إيران عن التزاماتها"، معتبرةً أن "خطة العمل مع إيران في منعطف خطير".
أضافت روزماري دي كارلو أن قرار الولايات المتحدة بعدم تمديد إعفاءات تسمح لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني "ربما يعرقل" تطبيق الاتفاق النووي مع إيران. كما قالت إن إعلان إيران بأنها ستتخذ خطوات جديدة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي "ربما لا يساعد في الحفاظ عليه".
من جانبه اعتبر مندوب فرنسا أنه "يجب التوصل إلى أرضية وسط بشأن الخلاف مع إيران.. على الجميع التحلي بالحوار والتهدئة"، معرباً عن قلق باريس "من استمرار إيران بنقل أسلحة لأطراف في دول بالمنطقة". وعن الاتفاق النووي قال مندوب فرنسا إنه يتوجب على إيران الاستمرار بالتزاماتها كاملة بشأن الاتفاق النووي.
بدورها أعربت مندوبة بريطانيا عن القلق من زيادة إيران لمخزوناتها من اليورانيوم، مضيفةً: "نسعى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يهدد العالم". كما اعتبرت أنه "يجب تقييد مشاريع إيران لتطوير الصواريخ"، مشيرة إلى "معلومات عن وقوف إيران وراء مهاجمة مطار أبها بالسعودية"، و"معلومات عن إطلاق إيران قذائف أرض-أرض باتجاه الجولان". كما اعتبرت المندوبة البريطانية أنه "لا يمكن تبرير الهجمات على الملاحة البحرية في المنطقة".
في سياق متصل، طالب مندوب ألمانيا إيران باحترام التزاماتها النووية، بحسب الاتفاق المبرم عام 2015. كما أعرب عن قلق برلين بشأن استمرار إيران تطوير برنامجها الصاروخي ومن نقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة من إيران إلى الحوثيين، معتبراً ان "امتلاك الحوثيين لتكنولوجيا الطائرات المسيرة سيفاقم النزاع". وطالب إيران "ببناء الثقة مع جيرانها في المنطقة".
من جهته، أكد مندوب روسيا أن "إيران ما تزال تلتزم حرفيا بالاتفاق النووي"، معتبراً أن "زيادة العقوبات على إيران تدفع بالوضع إلى نقطة اللاعودة". واعتبر أن "ما يحدث في خليج عمان يهدد الأمن الإقليمي"، مؤكداً سعي موسكو لعقد مؤتمر دولي لتعزيز الأمن في منطقة الخليج.
من جانبه قال مندوب الولايات المتحدة: "لسنا مسؤولين عن صعوبات إيران الاقتصادية"، مؤكداً أن "الاستفزازات الإيرانية متواصلة من خلال دعم الحوثيين" وأن "إيران تهدد المجال الجوي والبحري في انتهاك للاتفاق النووي".
من جهته، أكد المندوب الإيراني مجيد تخت روانجي أن إيران لا يمكن أن تتحمل "بعد الآن كل أعباء الحفاظ على الاتفاق النووي.. نحن ملتزمون بخطة العمل حول الاتفاق النووي وعلى الأطراف الأوروبية إظهار نية حسنة والمحافظة على خطة العمل". وتابع: "منحنا الفرص تلو الأخرى ونطالب الدول الأوروبية بالتعويض عن العقوبات".
وتابع المندوب الإيراني: "الولايات المتحدة انسحبت من خطة العمل وأعادت فرض العقوبات. كما أنها تهدد الدول الأخرى إذا التزمت بالقرار 2231. واشنطن تمارس إرهابا اقتصاديا ضدنا.. العقوبات الأميركية عقاب جماعي على الشعب الإيران".
أضاف السفير متحدثا عن المحادثات مع الولايات المتحدة "ما دامت العقوبات غير القانونية قائمة، لا يمكن للمرء أن يثق في عرض بإجراء حوار صادق وحقيقي.. الثقة شرط أساسي لبدء حوار هادف".
كما شدد المندوب الإيراني على أن "صواريخنا لا تحمل شحنات نووية وبالتالي لا تخضع للرقابة وفق الاتفاق"، مؤكداً أن الاتفاق النووي بات "في حالة حرجة". في سياق آخر، أكد المندوب الإيراني أن الطائرة المسيرة الأميركية التي تم إسقاطها مؤخراً "دخلت مجالنا الجوي".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.