على الرغم من الطابع الخاص لإطلالة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على منطقة ساحل جزين (شرق صيدا) مكرماً من رئيس رابطة مخاتير قضاء جزين المختار هادي يوسف الا ان ما ميز هذه الاطلالة شكلاً الى جانب مناسبة التكريم على اهميتها ، هي انها جاءت من " معقل " العيش المشترك الذي تجسده هذه المنطقة وعبّر عنه أبلغ تعبير الحضور الحاشد من كل نسيجها المسيحي والاسلامي بكل تنوعه.
اما في المضمون فقد اضفت المواقف التي اطلقها اللواء ابراهيم خلال حفل التكريم على المناسبة بعدا وطنياً سيما وانه قارب التطورات الراهنة في البلاد من دون الخوض في تفاصيلها وذلك من موقعه ودوره - مكلفا من رئيس الجمهورية - في نزع فتائل التوترات الأخيرة التي شهدها لبنان على خلفية احداث الجبل حين اعتبر " ان البلد يعيش ظروفا ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا وتوترات امنية نحن في غنى عنها وتستدعي من الجميع تغليب لغة العقل والارشاد على ما عداها " ومعتبرا ان "التنازل لمصلحة الوطن اهم بكثير من التمسك بالمصالح الشخصية والحزبية والفئوية على حساب الوطن ".
المختار يوسف
الحفل الذي اقيم في مطعم المختار في جنسنايا – شرق صيدا حضره نواب وفاعليات سياسية وروحية وقضائية وأمنية واقتصادية وبلدية واهلية من صيدا وشرقها وجزين وساحلها ومنطقة الزهراني. واستهل بكلمة ترحيب من فادي يوسف ثم تحدث صاحب الدعوة رئيس رابطة مخاتير قضاء جزين المختار هادي يوسف الذي توجه بالتحية الى المحتفى به اللواء ابراهيم منوها بدوره ومواقفه وانجازات الأمن العام على الصعيد الأمني والاداري " وقال " لقد ارسيتم نموذجا متطورا وسباقا في العلاقة بين الأمن والسياسة واقمتم التنسيق مع الدول الكبرى والصغرى التي اودعتكم الثقة العمياء لما بذلتم وتبذلون من جهود حثيثة ومستمرة في مجالي الأمن ومحاربة الارهاب .. لم تألوا جهدا في خدمة الناس ضمن القانون وعملتم على ارساء الأمن وتوطيد الاستقرار ونشر الوعي حيث انتصرتم للحق وناصرتم المظلوم وكنتم القائد الشجاع ".
اللواء ابراهيم
وتحدث اللواء ابراهيم فشكر للمختار يوسف واعضاء رابطة المخاتير مبادرتهم التكريمية تعبيرا عن محبتهم وتقديرهم لدور الأمن العام معتبرا انهم بذلك يؤكدون ان ثقافة التكريم تعكس حرصهم على المحافظة على شعلة نشاطهم الاجتماعي الخلاق وعلى تثبيت حالة الوئام والوفاق والعيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد . وقال " هذه الأمور عمل عليها سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر من اجل توحيد كلمة اللبنانيين جميعا بكل طوائفهم فجال على كل القرى اللبنانية وسعى لانهاء اي فتنة مذهبية مما انعكس ايجابا على مستوى التعايش الاسلامي المسيحي ليصبح نموذجا يحتذى في كل العالم وصولا لقوله "ان التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها".
واضاف " ان البلد يعيش في ظروف ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا وتوترات امنية نحن في غنى عنها وكل ذلك يستدعي من الجميع تغليب لغة العقل والارشاد على ما عداها من لغة الحرب والشحن والشحن المقابل التي ما حملت لشعبنا الا الحروب والخراب والدمار فلنعمل سويا على عبور هذه المرحلة الصعبة ولننهض بوطننا ولنسلمه لأبنائنا معافى وهذا لا يتحقق الا اذا اقتنع الجميع بالترفع عن الانانيات والمصالح الذاتية لأن استمرار الدولة وللأسف في هذا المنحى الانحداري على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الاخلاقية والامنية ستكون له انعكاسات كارثية تطاول الجميع ولا يظنن احد انه سيكون بمنأى عن تداعياتها.من هنا تبقى اهمية التنازل لمصلحة الوطن اهم بكثير من التمسك بالمصالح الشخصية والحزبية والفئوية على حساب الوطن او الدخول بمشاريع يشتم منها تغليب العنف ومن اي مصدر كان لتؤثر على استقرار البلد وسلمه الاهلي. لأن النتيجة الحتمية ستكون لا بد ضياع الوطن والشعب معا."
ورأى اللواء ابراهيم "ان ما يطرح اليوم وتحت عناوين مختلفة مثل الخوف من المستقبل والمصير او ما يسميه البعض هواجس لا يعني غير وضع لبنان في دائرة الخطر الحقيقي ولا يستجلب سوى الحرب التي خبرها اللبنانيون في مراحل دامية ثم ما لبثوا ان اقتنعوا ان لبنان لا يكون الا بتعدده الثقافي وتنوعه الحضاري واختلافه" . وقال" هذا الاختلاف كما قال الرئيس ميشال عون "هو نعمة وليس نقمة"، هو اكثر من حق ، هو عصب الحياة وعصب التطور. لولاه لما تقدمت الانسانية ولا عرفنا اي ابداع . والمهم هو طريقة ادارة هذا الخلاف وكيفية التعاطي معه. وباختصار لن يكون لبنان نموذجا كما نريده، الا بخروجنا من الطائفة الى الوطن، ومن الطائفية الى المواطنة، لن يكون لبنان كما نريده الا اذا خرجنا من انغلاقنا وتمسكنا بديننا واخلاقنا وقيمنا التي هي واحدة".
وختم مشددا على اهمية عمل المختارين ، ومثنيا على الدور الذي يقوم به المختار يوسف في مجال تعزيز العلاقات التاريخية والمميزة بين مكوناتها ومع محيطها ليشكل نسيج هذه المنطقة نموذجا يحتذى به في العيش المشترك. وقال" اانتهز فرصة وجودنا في رحاب قضاء جزين وفي بلدة جنسنايا بالتحديد بلدة العطاء والمحبة والقيم لأحيي أهالي هذه المنطقة التي احتفظت بعنوانها الجنوبي في وجه الفتنة الإسرائيلية التي استهدفتها وظلت متمسكة بثقافة قبول الآخر وثوابتها الوطني رغم الظروف الصعبة التي مرت بابنائها".
وفي الختام قدم كبير مخاتير لبنان الشاعر شلهوب يوسف درعا تكريمية الى اللواء ابراهيم الذي قدم بدورها درع الأمن العام اللبناني الى المختار هادي يوسف .وتخلل الحفل ايضا مبادرة من السيد شفيق طالب المتخصص بجمع وتوثيق الطوابع البريدية فقدم الى اللواء ابراهيم مجموعة طوابع نادرة عن الأمن العام اللبناني وكتاباً بعنوان " لبنان في طوابعه" الذي يؤرخ بالطوابع البريدية لتاريخ لبنان منذ نشوئه . فيما أهدى اللواء ابراهيم طالب كتاب " سر الدولة " الصادر عن الأمن العام . بعد ذلك اولم المختار هادي يوسف على شرف اللواء ابراهيم .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.