صيدا – رأفت نعيم

6 تموز 2019 | 00:00

أخبار لبنان

اللواء ابراهيم: على الجميع التنازل لمصلحة الوطن

اللواء ابراهيم: على الجميع التنازل لمصلحة الوطن

على الرغم من الطابع الخاص لإطلالة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على منطقة ‏ساحل جزين (شرق صيدا) مكرماً من رئيس رابطة مخاتير قضاء جزين المختار هادي يوسف ‏الا ان ما ميز هذه الاطلالة شكلاً الى جانب مناسبة التكريم على اهميتها ، هي انها جاءت من " ‏معقل " العيش المشترك الذي تجسده هذه المنطقة وعبّر عنه أبلغ تعبير الحضور الحاشد من كل ‏نسيجها المسيحي والاسلامي بكل تنوعه‎.‎

اما في المضمون فقد اضفت المواقف التي اطلقها اللواء ابراهيم خلال حفل التكريم على المناسبة ‏بعدا وطنياً سيما وانه قارب التطورات الراهنة في البلاد من دون الخوض في تفاصيلها وذلك من ‏موقعه ودوره - مكلفا من رئيس الجمهورية  - في نزع فتائل التوترات الأخيرة التي شهدها لبنان ‏على خلفية احداث الجبل حين اعتبر " ان البلد يعيش ظروفا ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا ‏وتوترات امنية نحن في غنى عنها وتستدعي من الجميع تغليب لغة العقل والارشاد على ما عداها ‏‏" ومعتبرا ان "التنازل لمصلحة الوطن اهم بكثير من التمسك بالمصالح الشخصية والحزبية ‏والفئوية على حساب الوطن‎ ". ‎

المختار يوسف

الحفل الذي اقيم في مطعم المختار في جنسنايا – شرق صيدا حضره نواب وفاعليات سياسية ‏وروحية وقضائية وأمنية واقتصادية وبلدية واهلية من صيدا وشرقها وجزين وساحلها ومنطقة ‏الزهراني. واستهل بكلمة ترحيب من فادي يوسف ثم تحدث صاحب الدعوة رئيس رابطة مخاتير ‏قضاء جزين المختار هادي يوسف الذي توجه بالتحية الى المحتفى به اللواء ابراهيم منوها بدوره ‏ومواقفه وانجازات الأمن العام على الصعيد الأمني والاداري " وقال " لقد ارسيتم نموذجا ‏متطورا وسباقا في العلاقة بين الأمن والسياسة واقمتم التنسيق مع الدول الكبرى والصغرى التي ‏اودعتكم الثقة العمياء لما بذلتم وتبذلون من جهود حثيثة ومستمرة في مجالي الأمن ومحاربة ‏الارهاب .. لم تألوا جهدا في خدمة الناس ضمن القانون وعملتم على ارساء الأمن وتوطيد ‏الاستقرار ونشر الوعي حيث انتصرتم للحق وناصرتم المظلوم وكنتم القائد الشجاع‎ ".‎



 


n



اللواء ابراهيم

وتحدث اللواء ابراهيم فشكر للمختار يوسف واعضاء رابطة المخاتير مبادرتهم التكريمية تعبيرا ‏عن محبتهم وتقديرهم لدور الأمن العام معتبرا انهم بذلك يؤكدون ان ثقافة التكريم تعكس حرصهم ‏على المحافظة على شعلة نشاطهم الاجتماعي الخلاق وعلى تثبيت حالة الوئام والوفاق والعيش ‏المشترك بين ابناء الوطن الواحد . وقال " هذه الأمور عمل عليها سماحة الامام المغيب السيد ‏موسى الصدر من اجل توحيد كلمة اللبنانيين جميعا بكل طوائفهم فجال على كل القرى اللبنانية ‏وسعى لانهاء اي فتنة مذهبية مما انعكس ايجابا على مستوى التعايش الاسلامي المسيحي ليصبح ‏نموذجا يحتذى في كل العالم وصولا لقوله "ان التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك ‏بها‎".‎

واضاف " ان البلد يعيش في ظروف ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا وتوترات امنية نحن في غنى ‏عنها وكل ذلك يستدعي من الجميع تغليب لغة العقل والارشاد على ما عداها من لغة الحرب ‏والشحن والشحن المقابل التي ما حملت لشعبنا الا الحروب والخراب والدمار فلنعمل سويا على ‏عبور هذه المرحلة الصعبة ولننهض بوطننا ولنسلمه لأبنائنا معافى وهذا لا يتحقق الا اذا اقتنع ‏الجميع بالترفع عن الانانيات والمصالح الذاتية لأن استمرار الدولة وللأسف في هذا المنحى ‏الانحداري على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الاخلاقية والامنية ‏ستكون له انعكاسات كارثية تطاول الجميع ولا يظنن احد انه سيكون بمنأى عن تداعياتها.من هنا ‏تبقى اهمية التنازل لمصلحة الوطن اهم بكثير من التمسك بالمصالح الشخصية والحزبية والفئوية ‏على حساب الوطن او الدخول بمشاريع يشتم منها تغليب العنف ومن اي مصدر كان لتؤثر على ‏استقرار البلد وسلمه الاهلي. لأن النتيجة الحتمية ستكون لا بد ضياع الوطن والشعب معا‎." ‎

ورأى اللواء ابراهيم "ان ما يطرح اليوم وتحت عناوين مختلفة مثل الخوف من المستقبل ‏والمصير او ما يسميه البعض هواجس لا يعني غير وضع لبنان في دائرة الخطر الحقيقي ولا ‏يستجلب سوى الحرب التي خبرها اللبنانيون في مراحل دامية ثم ما لبثوا ان اقتنعوا ان لبنان لا ‏يكون الا بتعدده الثقافي وتنوعه الحضاري واختلافه" . وقال" هذا الاختلاف كما قال الرئيس ‏ميشال عون "هو نعمة وليس نقمة"، هو اكثر من حق ، هو عصب الحياة وعصب التطور. لولاه ‏لما تقدمت الانسانية ولا عرفنا اي ابداع . والمهم هو طريقة ادارة هذا الخلاف وكيفية التعاطي ‏معه. وباختصار لن يكون لبنان نموذجا كما نريده، الا بخروجنا من الطائفة الى الوطن، ومن ‏الطائفية الى المواطنة، لن يكون لبنان كما نريده الا اذا خرجنا من انغلاقنا وتمسكنا بديننا ‏واخلاقنا وقيمنا التي هي واحدة‎".‎



 


m



وختم مشددا على اهمية عمل المختارين ، ومثنيا على الدور الذي يقوم به المختار يوسف في ‏مجال تعزيز العلاقات التاريخية والمميزة بين مكوناتها ومع محيطها ليشكل نسيج هذه المنطقة ‏نموذجا يحتذى به في العيش المشترك.  وقال" اانتهز فرصة وجودنا في رحاب قضاء جزين ‏وفي بلدة جنسنايا بالتحديد بلدة العطاء والمحبة والقيم لأحيي أهالي هذه المنطقة التي احتفظت ‏بعنوانها الجنوبي في وجه الفتنة الإسرائيلية التي استهدفتها وظلت متمسكة بثقافة قبول الآخر ‏وثوابتها الوطني رغم الظروف الصعبة التي مرت بابنائها‎".‎

وفي الختام قدم  كبير مخاتير لبنان الشاعر شلهوب يوسف درعا تكريمية الى اللواء ابراهيم الذي ‏قدم بدورها درع الأمن العام اللبناني الى المختار هادي يوسف .وتخلل الحفل ايضا مبادرة من ‏السيد شفيق طالب المتخصص بجمع وتوثيق الطوابع البريدية فقدم الى اللواء ابراهيم مجموعة ‏طوابع نادرة عن الأمن العام اللبناني وكتاباً بعنوان " لبنان في طوابعه" الذي يؤرخ بالطوابع ‏البريدية لتاريخ لبنان منذ نشوئه . فيما أهدى اللواء ابراهيم  طالب كتاب " سر الدولة " الصادر ‏عن الأمن العام . بعد ذلك اولم المختار هادي يوسف على شرف اللواء ابراهيم‎ .‎



 


o



‎ ‎


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

صيدا – رأفت نعيم

6 تموز 2019 00:00