لا يبدو النظام الايراني بقيادة المرشد اية الله علي خامنئي يعيش أيامه الاخيرة . بالعكس كما يرى معارض تاريخي للنظام ،ان خامنئي ومعه المتشددين من الحرس الثوري والمعممين يَرَون ان الازمة مع الولايات المتحدة الاميركية بقيادة الرئيس رونالد ترامب هي "نعمة الهية له " لانها منحته قوة دفع كان بحاجة لها .
يؤكد المعارض ان الازمة الاقتصادية شديدة وعميقة وهي طالت مختلف الطبقات خصوصا الشعبية منها او من هم من ذوي الدخل المحدود خصوصا الموظفين منهم لان الأسعار تضاعفت عدة مرات حتى بالنسبة للحاجات الغذائية اليومية ، لكن رغم ذلك فان حالة التذمر وان كانت واسعة وحقيقية الا انها لن تنتج انتفاضة تؤذي النظام او تحرجه بقوة . وهذا السكون الشعبي ليس بسبب عامل اليأس من التغيير الحقيقي او المنشود وانما لعدة أسباب منها :
• الخوف من "السورنة" اذ تعتقد مختلف القوى ان اشتعال الشارع الايراني هذه المرة اذا حصل لن يكون على غرار "الانتفاضة الخضراء "عام ٢٠٠٩ ،وانما اخطر وان قوى عديدة خارجية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية لن تترك الفرصة تفلت من يديها لصب الوقود على النار الداخلية على مثال سوريا ، وتكون النتيجة خراب البلاد ودون حصول التغيير … الى ذلك فان النظام يملك الخبرة الواسع في القمع والتي اكتسبها من انخراطه في "سورنة "سوريا .لذلك فان جميع القوى الشعبية وبما فيها القوى المعارضة النظام يسالمونه … حتى إشعار اخر .
• ان المواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية والتهديدات اليومية التي يطلقها الرئيس ترامب يوميا رفعت كثيرا منسوب الشعور الوطني الايراني وحولت المواجهة من الداخل الى الخارج . وكلما تصاعدت المواجهة على وقع التهديدات بالحرب الشاملة كلما نجح النظام ،خصوصا المتشددين منهم في توسيع دائرة الدعم له بحجة حماية ايران .
• ان ضعف احتمال الحرب الشاملة وانحصار المواجهة في بعض العمليات المحدودة والمدروسة جيدا يزيد من الاطمئنان الشعبي لحسن إدارة النظام حتى الان للازمة ، وعلى أمل الا تنتج اي "زلة قدم" الى كارثة غير محسوبة . ما يساعد ويدعم هذا التفاؤل انه اذا كان النظام لا يريد الحرب الشاملة ويعمل على تجنبها فان عدم توجه ترامب نحو الحرب مؤكد ؛ لان المؤسسات الاميركية بما فيها المؤسسة العسكرية لا تريد الحرب والاهم ان المزاج الشعبي الأميركي ضد الحرب وعلى ترامب الذي يقف على أبواب الاستحقاق الرئاسي القادم يبدو مضطرا لمراعاة هذا المزاج الشعبي ، حتى لا يخسر الانتخابات الرئاسية القادمة .
• امام ايران والنظام والشعب الايراني
حتى الانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة فترة للمقاومة والصمود ،يساعدها في ذلك احتياطي مالي يصل الى حوالي مائة مليار دولار يضاف لها ما أعلن عنه من ان المرشد خامنئي يحوز على مائتي مليار دولار قادر على التصرف بها كما يشاء اي انه قادر على تمويل حاجات الحرس والقوى الخارجية والفئات التي تدعمه بما يكفي للإعلان يوميا ان خطة الاقتصاد المقاوم قد نجحت . لكن هذا النجاح يبقى مرتبطا بمسالة بقاء ترامب في الرئاسة او عدم بقائه . من المؤكد ان ترامب الثاني سيُصبِح.طليق اليدين لمواجهة معارضي الحرب في الداخل الأميركي وفرض موقفه المستند الى انه عرض مرات كثيرة الحوار على القيادة الايرانية من خامنئي الى الرئيس حسن روحاني والوزير جواد ظريف ولم يلق إذنا صاغية ، ولذلك فانه لا يتحمل مسؤولية الحرب اذا وقعت .
يعتقد المرشد اية الله علي خامنئي ان الاستراتيجية التي خطها ونظمها في الانتشار وابعاد الخطر عن الحدود الايرانية قد نجحت نجاحا كبرا رغم الكلفة الباهظة التي تحملتها البلاد على الصعيدين المالي والاقتصادي وحتى البشري ، وانها لولا انتشار الوجود والنفوذ الايراني في المنطقة والتي من اهم احداثياتها ان ايران موجودة على شاطئ البحر المتوسط في سوريا وهذا ما لم يحققه احد من الذين حكموا ايران طوال قرون كما يضاف الى ذلك ان البلاد اصبحت محاصرة ومنكفئة داخليا وواشنطن تفرض عليها ماتريده ، لذلك كله فان النظام سيتابع سياسته هذه على أمل ان تساعده في مقاومة عملية لوي يده كما تريد واشنطن …
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.