لم يلتحق أحمد القيّم ( الثلاثاء) بعمله كمدير لإحدى محطات الوقود في مدينة صيدا على غير عادته في ايام العمل العادية منذ تسلمه هذا العمل قبل سنوات طويلة .
أحمد وهو لاجىء فلسطيني مقيم في مخيم عين الحلوة ومعيل لأسرة ، قرر التعطيل هذا اليوم كما كثير من العمال الفلسطينيين الذين يعملون في مصالح ومهن وقطاعات عدة في مدينة صيدا ا التزاماً منهم بقرار القيادة السياسية الفلسطينية الاضراب العام والتوقف عن العمل احتجاجا على تدابير وزارة العمل اللبنانية بحق العمال الفلسطينيين والمؤسسات المشغلة لهم.
لكن المفارقة التي اشار اليها القيّم في معرض حديثه لـ" مستقبل ويب" عن رأيه كعامل فلسطيني بقرار وزارة العمل ، هي ان أحمد المتحدر من جدة لبنانية ، لديه ثلاث بنات متزوجات من لبنانيين ورغم ذلك فإن ذلك لم يشفع له ويحرم من حقه في العمل في لبنان – على حد قوله .
ويضيف "صحيح أننا ضيوف في هذا البلد ولكن نحن كفلسطينيين ومنذ 71 عاما نتشارك مع اخوتنا اللبنانيين عالحلوة والمرة ، والمعيشة والعادات والتقاليد ونتقاسم لقمتنا وحياتنا معا ، ونحافظ على الجوار اللبناني ونعتز بهذه الأخوة وبهذا العيش المشترك معهم ".
ويتابع القيم " انا كفلسطيني مقيم في لبنان كما غيري كثيرون الراتب الذي اقبضه اصرفه في لبنان ولا ارسله الى بلد آخر كما يفعل عمال من جنسيات أخرى غير لبنانية .وحتى المغترب الفلسطيني المرتبط بعائلته هنا يرسل جنى عمره ليصرفه في هذا البلد . نحن لا نريد الجنسية اللبنانية لأننا متمسكون بهويتنا وبقضيتنا وارضنا ، ولكننا نريد الاعتراف لبنا بحقوقنا المدنية وبأن نعيش بكرامة لحين عودتنا الى فلسطين. ونعتبر ان قرار وزارة العمل هو " قرار جائر ويجب العودة عنه".
محمود عثمان ( ابو الطه ) مقاول ورش بناء فلسطيني لديه مجموعة من العمال الفلسطينيين منحهم عطلة قسرية للسبب نفسه ، يقول: "وقفت الشغل" وطلبت من "الشغيلة" التوقف تضامنا مع شعبنا واهلنا ورفضا لقرار وزارة العمل اللبنانية بحقنا وهو قرار ظالم يسلبنا لقمة عيشنا ".
ويضيف " نحن موجودن في لبنان منذ العام 1948 وكل ما ننتجه نصرفه بالبلد وما يأتينا من الاغتراب الفلسطيني ايضا يصرف هنا واغلب رجال الأعمال الفلسطينيين يضخون اموالهم في مشاريع واستثمارات ينفذونها في لبنان. والعمالة والمؤسسات الفلسطينية تساهم بدعم اقتصاد هذا البلد ، وبالتالي فان اعطاء الفلسطيني حقوقه المدنية يساعد في انعاش لبنان واقتصاده وتنميته وسياحته .
اضراب عام وتحركات
وكانت المخيمات الفلسطينية في منطقة صيدا شهدت ولليوم الثاني على التوالي تحركات غاضبة رافضة لتدابير واجراءات وزارة العمل بحق العمال والمؤسسات الفلسطينية، حيث عم الاضراب العام مخيمي عين الحلوة والمية ومية اللذين اغقلت مداخلهما امام حركة المرور بالاطارات المشتعلة والعوائق وتم حصر الدخول والخروج اليهما بالمشاة ، وبدا المخيمان وكأنهما معزولين تماماً عن جوارهما واقفلت كافة المؤسسات الصحية والاجتماعية و المحال التجارية . وجابت المخيمين تظاهرات شعبية غاضبة ورفعت فيها لافتات تعبر عن رفض واستنكار اللاجئين الفلسطينيين لتدابير وزارة العمل مطالبين اياها بالعودة عنها .
وعلى ورقة علقت على باب احد المحال التجارية المقفلة بفعل الاضراب في مخيم عين الحلوة كتب احد اللاجئين الغاضبين العبارات التالية " من المضحك المبكي ان الفلسطيني يبدا حياته طالب مدرسة ، ثم طالب جامعة ، ثم طالب عمل ، ثم طالب حقوقه ، ثم طالب هجرة!"..
عثمان
وفي تصريح له قال مسؤول الجبهة الديمقراطية في منطقة صيدا فؤاد عثمان " لقد أعلنا هذا اليوم "يوم غضب فلسطيني" رفضا لقرار وتدابير وزارة العمل تحت عنوان تنظيم العمالة للأجانب في لبنان. واليوم عبر اللاجئون الفلسطينيون في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان عن رفضهم لهذا القرار المجحف الذي نعتبر انه يتناغم عمليا مع صفقة القرن وورشة البحرين التي قاطعها لبنان انطلاقا من موقفه الوطني والداعم للقضية الوطنية الفلسطينية والرافض لمشروع التوطين في لبنان والمتمسك بحق اللاجئين في العودة الى ارضهم"..
ودعا عثمان لعدم دفع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب الضغط عليهم حياتيا الى اتخاذ ما وصفه " خطوات معيشية قاسية " قد تصل الى اعلانهم حصارا تموينيا على انفسهم داخل المخيمات! وقال" المطلوب هو العودة عن قرار وزارة العمل وتدابيرها ، وان لجنة الحوار الفلسطيني - اللبناني هي المعنية بتنظيم العلاقة الفلسطينية -اللبنانية على المستوى الاجتماعي والإنساني".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.