لارا السيد

14 شباط 2019 | 00:00

أخبار لبنان

رجل الأيادي البيضاء .. ندوة "نساء المستقبل" برعاية نازك رفيق الحريري

رجل الأيادي البيضاء .. ندوة



هي انجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي لم تغب بل بقيت حاضرة بأعماله ومسيرته التي يواصلها محبّوه، وهو ما تجسّد في الذكرى الرابعة عشرة على استشهاده من "مسجد محمد الأمين"، حيث تجدّد الوفاء لـ "الرجل الاستثنائي"  الذي نهض بالوطن كما اقتصاده وسعى ليكون العلم والمعرفة زخيرة للشباب اللبناني الذي هو ركيزة الإعمار والبناء والتنمية.

تحت عنوان "أفق الأزمة الإقتصادية"،أحيت جمعية "نساء المستقبل" الذكرى برعاية السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى طبارة، وأجمعت الكلمات على أن «الرئيس الشهيد كان له الأيادي البيضاء في معالجة ازمات اللبنانيين الحياتية والإرتقاء باقتصاد الوطن ".



استهلت الندوة التي أقيمت في قاعة رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين ، بحضور النائب بهية الحريري ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ، والرئيس فؤاد السنيورة ونواب وشخصيات، بتلاوة من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشيخ خالد سليم يموت والوقوف دقيقة صمت لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأرواح رفاقه الشهداء، كان ترحيب من رئيسة جمعية" نساء المستقبل" ليلى فليفل الترك ، ثم تم بث كلمة مسجلة للسيدة نازك رفيق الحريري تخللتها مداخلة بالصوت والصورة للرئيس الشهيد ، وجاء فيها:"اليوم يتجدّد لقاؤنا مع مرور أربعة عشر عامًا على استشهاد الرئيس رفيق الحريري. ومع اللقاء، عهدٌ جديدٌ بالوفاء، تشهد به الأفئدة قبل الضمائر. تدمع العين، ويدمى القلب لــهفًا على فراق الحبيب، ويخالج الخلد إيمانٌ بغدٍ مشرقٍ يزهو فيه أمل الحقيقة والعدالة.أربعة عشر عامًا يا رفيق العمر والدرب، وكلّما برأ الجرح، أحيته الذكرى، واشتدّت مواجع القلب لمن سكن الروح، وعانق النفس بالـمحبة والوفاء. تعاودنا الذكرى ، ويرجع صدى الـمشهد الـمحفور في لوح الذاكرة، نابضًا بوقع الحريّة والسيادة والإستقلال".

وقالت:" رفيق العمر والدرب،لكم نتوق إلى وجودك بيننا يا شهيدنا الغالي. فالتحدّيات التي نواجهها باتت تــــرهق كــــاهل شـــــــعبنا وتعصف بنا. فأين أنت يا صاحب الرؤية الواعدة، والإلتزام الوطنيّ والإنسانيّ، لتذلّل العقبات وتلين القلوب ؟ أين أنت يا رجل الدولة والـمـبادئ، الـمؤمن بلبنان السلم الأهليّ والعيش الـمشترك؟ لقد اســتطعت بــــــفضل إيــــمانك بالله عزّ وجــــــلّ أن تنفض عن لبناننا الحبيب غبار الحرب ، وتقود مع شعبنا الطيب مسيرة الإنماء والإعمار".

أضافت:"رفيق الدرب والوطن، يا شهيدنا الغالي،لم تدرك يد الغدر التي اغتالتك أنّ مســـيرتك الوطنية عصيّةٌ عليها، وأنّ غايتها في اغتيال الحقّ والعدل والشراكة الوطنية مســـــــتحيلة؛ فاللبنانيات واللبنانيّون الـــــــذين تتلمذوا عـــــلى نهجك هـم جندك، ســــــلحتهم بالعلم والتسامح، وســيحافظون على إرثك الــــــكبير، عــــــلى دولة الـمؤســــسات والقــانون والعــــــدالة، التي تضمن لأولادنا ولأحفادنا مستقبل أمنٍ وحرّيّةٍ وسيادة، وليبقى لبنان شريانًا نابضًا في قلب وطننا العربيّ، ودولةً فاعلةً مشاركةً على خريطة الدول. فلنشدّ العزم، ولنمدّ جــــــسور الحوار والتواصل بيننا، ولنتعال على التجاذبات والإصطفافات السياسيّة التي تهدّد استقرارنا وسلمنا الأهليّ. فبمشيئة الله عزّ وجلّ، وبعملنا الدؤوب، سوف يتحقق الحلم ليصبح لبنان، تمامًا كما أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أيقونةً للإبداع والتفوق في تاريخ الأمم.”

وأردفت :"رفيق عمري ودربي ،نحن اليوم في مرحلةٍ سياسيّةٍ وإقتصاديّةٍ وإنسانيّةٍ دقيقةٍ وحرجةٍ جدًا، ولقد اجتزنا استحقاقًا وطنيًّا حيويًا، بالإتفاق على حكومةٍ وطنيةٍ جامعة، بحمد الله. وبات علينا جميعًا الإلتفاف حول هذه الحكومة، لــــكي يســـــــتعيد الــــعمل الــوطنيّ نشـــــاطه، وحتى تتمكّن الدولة أن تؤمّن للبنانيين واللبنانيات حقّهم في العيــــــــش الـــــكريم، بســـــلامٍ وأمنٍ وأمان. نحن اليوم في مواجهة الـمشاكل الحياتية التي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسيّة، بل بالوفاق والوحدة الوطنية والعيش الـمشترك.”ثم تركت الكلام “لصاحب الذكرى وسيّد الكلام الحكيم. شهيدنا الكبير،وقالت” الـمنبر لك والكلمة لك.”

من اقوال الرئيس الشهيد: "تركيز الحكومة المفترض أن يكون على القطاعات المنتجة ولكن كما ترون الآن نحن في مرحلة سياسية دقيقة وحرجة، والعمل السياسي والعمل الحكومي أصلاً في تباطؤ وهذا الأمر ليس بجديد في النظم الديمقراطية عندما يكون هناك مرحلة انتقالية قبل بضعة أشهر من الاستحقاق الرئاسي، عندنا وعند غيرنا، نرى هذا الأمر في فرنسا، نراه في إيطاليا نراه في إنكلترا وحتى في الولايات المتحدة الوضع لا يختلف عمّا هو عليه الآن هنا في لبنان.لا أريد الإطالة وإنما أعتقد أننا أمام مرحلة قد ننتقل منها إلى الأفضل إذا كان هناك من نيّة جدّية لحكم متجانس في البلاد هناك إمكانية كبرى وفرصة ذهبية حتى يستمرّ البلد في النمو والازدهار ونقوم بالتزاماتنا، أما إذا بقيت الأمور والممارسات على ما هي عليه فأعتقد أننا سنكون أمام مرحلة حرجة في السنوات القادمة.أعتقد أن هذا شعور الناس، الأشخاص ليسوا هم المهمّين، المهمّ هو طريقة ممارسة العمل في البلد التي كلنا شاعرين أنه لا بد من أعادت النظر فيها ليس موضوع الأشخاص هم المهمين وليس من موجود في المركز الفلاني ولا في المركز الفلاني . المهم طريقة مقاربة الأمور والمنهجية المتبعة . يجب اعادة النظر فيها بالكامل مع الحفاظ على الخط الوطني القومي وعلى الثوابت الوطنية دون مساس لأنها ثوابت أنتجت استقراراً سياسياً وقائمة ومبنية على قناعة راسخة بالخط القومي العربي الذي يتبعه لبنان . ”

وختمت :"نرفع الدعاء لله السميع المـجيب، أن يحمي لبناننا الحبيب وشعبنا الطيّب، وأن يتغمّد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن تنجلي الحقيقة، وتتحقق العدالة، لأجل روح شهيدنا العظيم، وشهدائنا الأبرار. عشتم يا شعبنا الحبيب تحت سماء وطننا، ألا وهو لبناننا الغالي على قلوبنا جميعًا. ” والقت الترك كلمة الجمعية فاعتبرت ان"الرئيس  الشهيد له الفضل في إعادة كل شيء الحجر والبشر وطنيا ودوليا وبيروت عادت من جهدك عاصمة العلم والثقافة"، وقالت:" تسابق أعداء الزمان في الغائك والنتيجة كانت تراجع لبنان إقتصادياً والأمل بالرئيس سعد الحريري لإعادة بناء حلم الرئيس الشهيد" .

ثم الخبير الإقتصادي الذي رافق الرئيس الشهيد في مسيرته الإقتصادية مروان اسكندر الذي استهل كلامه بالحديث "عن مزايا ومواقف مشرفة للرئيس رفيق الحريري وتواضعه الجم وقبوله للنقد ، وقد كانت بداية معرفتي به في عام 1978 في فرنسا ونشأت بيننا علاقة ود ومحبة ، حتى أنه كان يتقبل مني إنتقادات حول السياسة الإقتصادية والمالية وفي عام 1983 التقيت به في باريس برفقة النائب والوزير نعمة طعمة وتحادثنا بعدها مطولا عن الخطة الإقتصادية المطلوبة للنهوض بلبنان ، وكنت أعد برنامجا إقتصاديا أسبوعيا على تلفزيون لبنان وأجريت المقابلة مع الرئيس الحريري في فرنسا وتعرف اللبنانيون على توجهات الرئيس الحريري وفي عام 1995 وعلى تلفزيون المستقبل ، قال لي الرئيس الحريري أن مقابلة 1983 كانت فاشلة وأنا كنت سيئا فيها – وهذا ليس صحيحا – ولكن قوة شخصيته كانت تسمح له بإنتقاد نفسه وتطوير خططه وأجريت المقابلة وكانت ناجحة جدا ".

وتناول اسكندر "اعتماد الرئيس الشهيد على كفاءات متعددة في شتى المجالات ، وعن طموح الرئيس الحريري الإنمائي والإقتصادي والعثرات التي واجهته ومحاولة إفشال خطة النهوض بالوطن بعد الحرب ، رغم أنه قام بعمل جبار في تنظيف مدينة صيدا من الألغام التي تركها المحتل الإسرائيلي" .

وتحدث عنى "إنشاء مؤسسة الحريري وتعليم اكثر من 33 الف طالب جامعي في جامعات عالمية إذ كان الحريري يشعر بسعادة حقيقية عندما يحضر حفل تخرجهم وبنى مجمع كفرفالوس التعليمي الذي دمره العدو الإسرائيلي في عام 1982 .وبعد اتفاق الطائف كرس الحريري جهودا لإستقبال المستثمرين واختار حاكم مصرف لبنان وأعاد تأهيل المدارس ووسع المطار لإستيعاب 8 ملايين مسافر وباشر بإعمار الجامعة اللبنانية وأطلق ورشة إعمار وسط بيروت ."

وأوضح "أن من يتهم الرئيس الشهيد بأنه هو من حمل لبنان على الإقتراض ورفع نسبة الدين العام مخطىء تماما ، والصحيح أن الدين الخارجي في نهاية عام 2005 كان 37 % من مجمل الدين العام ولكن بعد تجهيز المطار والمدارس والمدينة الرياضية وتأمين الطاقة الكهربائية ب 1080 ميغاوات ، وبالمقابل بلغت ديون عجز الكهرباء منذ عام 2008 حتى اليوم 24 مليار دولار وتدهور إنتاج الطاقة وارتفع الدين العام الى 45% من مجمل الدين العام .وإذا استمر هذا التراجع سيؤدي ذلك الى خراب البلد .ولا يمكن مقارنة ما تركه لنا رفيق الحريري بما يحدث لنا في المرحلة الأخيرة مطلقا" .



وفي نهاية الندوة قدمت طبارة باسم السيدة الحريري درع الرئيس الشهيد إلى إسكندر تقديرا لمسيرته وعطاءاته.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

لارا السيد

14 شباط 2019 00:00