رولا عبدالله

6 آذار 2019 | 00:00

خاص

بالأرقام.. اللبناني "يتدين ليتزين"

بالأرقام.. اللبناني
المصدر: (خاص "مستقبل ويب")

أكثر من 373 ألف قرض شخصي في ذمة اللبناني، هو الذي يحب الحياة بجماليتها وديونها، منجذبا للاستدانة في سبيل أن يباهي بسيارة موديل العام وبنطال وربطة عنق "بيار جاردان" وساعة "أرماني" وحذاء "نايكي" وعطر "شانيل" ونظارات "ريبان". وبالأرقام تتضاعف الديون الشخصية بحسب احصاءات مصرف لبنان منذ العام 2010، من 500 ألف مدين الى مليون مدين ، لجأ نحو 80 بالمئة منهم الى الاستدانة لتمويل استهلاكهم وشراء مساكنهم وسياراتهم وتسديد أقساطهم الخاصة.

وتماشيا مع العرف الرائج في المجتمع اللبناني وفق:" اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"، فإن أصحاب المداخيل المحدودة يزايدون في ال"showoff"على الأثرياء أنفسهم ، لتأتي الحسابات التقديرية بين الثري والموظف متواضع الحال وفق الآتي:"يرتدي الأول "تيشرت" وبنطال وينتعل حذاء في حدود 105 دولارات للقطع الثلاثة"، أما الأخير الطامح نحو "لوك عصري" فإن كلفة إطلالته في يوم عمل عادي تقارب:"50دولارا للقبعة و200 دولار للسلسلة حول العنق والتيشرت والجاكيت و500 دولار للساعة و350 دولار للحقيبة و100 دولار للبنطال و220 دولار للحذاء و150 دولار للحزام ، أي ما مجموعه 1570 دولارا ، بما يعادل راتب شهر ونصف أو شهرين، يسدد تكلفتهما بالاقساط الى البنك مع فائدة لا بد منها". أما كيف ذلك، فإن محال ال"outlet" الفخمة ترحب بالأثرياء الذين باتوا يعرفون وجهاتهم جيدا من أجل الحصول على نوعية أصلية وتخفيضات تقارب نصف الثمن، في الوقت الذي لا زال غالبية الموظفين والعاملين والكادحين يتطلعون الى متاجر الماركات العالمية باعتبارها جسر العبور من جيبة "على قد الحال" بالكاد تصمد للجزء العشري الاول من الشهر الى مظهر يشد رب العمل نفسه ، مع التحفظ على فرضية:"من أين لك هذا؟".

وبغياب ثقافة الادخار وكثرة الاقتراض لدى اللبناني ، بحيث أنه لا يعد ميزانية شهرية لنفقاته باعتباره يميل الى الافراط في المصروف الظهوري، تظهر الارقام بأن الأسر اللبنانية مدينة بأكثر من21 مليار دولار، وبأن هناك نحو 373 ألف قرض استهلاكي و4 آلاف قرض لشراء المفروشات والأدوات المنزلية ،و182 ألف قرض عبر بطاقات الائتمان و91 ألف قرض لشراء سيارات .. والآتي أعظم.


"

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

6 آذار 2019 00:00