لبنان تاريخ وإرث وقامات وطنية وإرادة صلبة، أبيض، منور، ماض،مستقبل، وحاضر يشبه خلية نحل. هكذا أراد رئيس الحكومة سعد الحريري أن يتمثل البلد في الاعلام الذي ينقل الصورة الى كل العالم، من خلال ترؤسه تحرير صحيفة وموقع "النهار" على مدى يومي 13 و14 الجاري، أي في الذكرى 14 لاستشهاد والده ، ذلك أنه يدرك بأن لا بلد في العالم تسير أموره بنسبة مئة في المئة، مع فارق أن اللبناني "نقيق" زيادة عن اللزوم وهو دائم الجلد لأحواله ولمسؤوليه ، فكان أن اختار موادا مكتوبة وبصرية تشبه "أغنية" حلوة في البال على موال "لبنان يا قطعة سما"واختار فيروز والتذكير بالصحافة الحرة التي ميزت لبنان منذ 150 عاما ومحطات من تاريخ لبنان وشعبه المكافح.
ولأن لبنان دخل العالم الافتراضي من البوابة العريضة، لم يوفر الفرصة في إعادة شبك العلاقة بين السياسي والمواطن العادي الذي أتيحت له فرصة طرح السؤال وانتظار الجواب في رحلة البحث عن الحلول.
تمحورت الأسئلة في عدد الأربعاء حول شؤون المواطن الاجتماعية والاقتصادية بينها: الكهرباء ووظائف الدولة والبطالة والاهتمام بالمناطق النائية والقطاع التكنولوجي والنظام التقاعدي للقطاع الخاص والقطاع الرسمي والنفط وقانون الايجارات والتربية والتعليم والبيئة والجنسية وقروض الاسكان والفساد ومجلس الخدمة المدنية وقوانين الاحوال الشخصية والنفايات والمياه والهجرة والثروة السمكية والضمان الاجتماعي والنقل العام والحد الادنى للاجور والتنمية المستدامة والدواء والسياحة والبلديات والبنى التحتية والعجز المالي والاصلاح الاداري والقضائي والوكالات التجارية واللاجئين والتعاقد و..
ولم يوفر السائلون الفرصة للسؤال:""كيف فيني شوفك؟"، "متى سيكون هناك تاكسي طائرة؟"،"يقبرني ربك شو بحبك" ،"شو مقابل محبتنا الك"، "بتقدر تساعدني" ،"بدي شوفك اذا في مجال بتمنى تردلي خبر".
وفي مجمل الأسئلة المطروحة على رئيس الحكومة الذي حرص الرد على معظمها، مهمة ضخمة لا تحتاج الاستعانة بفانوس علاء الدين، بقدر الحاجة الى الارادة والحسم والعمل الدؤوب ، وهو ما أكد عليه في المقابلة المطولة مع رئيسة تحرير "النهار" نايلة تويني :" سأواجه من يريد أن يوقف مسيرة الاقتصاد والانماء والتغيير، لا نستطيع أن نبقى على قوانين أعوام الخمسين والستين والسبعين...لنصنع محورنا كلبنانيين".
واختار الرئيس الحريري افتتاحية عدد النهار في الرابع عشر من شباط تحت عنوان "نكون حيث تكون النهار دائماً"، مستذكراً إرث الموقع وعبء المهمة دفاعا عن سيادة لبنان وكرامة شعبه، لتلاقيه نايلة تويني في تلك المسافة التي تفصل بين الاحلام والواقع متمنية النجاح في التصدي لكل التحديات الداخلية والخارجية كرمى للشباب الذي اختار الهجرة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.