جميع القضايا الخلافية تراجعت عن النقاش في الجمهورية الاسلامية في ايران ، لانه لا صوت يعلو على صوت الصمود والتصدي في مواجهة الرئيس دونالد ترامب والولايات المتحدة الاميركية . من المظاهر العديدة لهذه الحالة الاستثنائية منذ عقود ، ان احدا لم يعد منذ أشهر يتكلم ولو بالاشارة الى قضية كانت تشغل الجميع سرا وعلانية وهي من سيخلف المرشد الحالي اية الله علي خامنئي في منصب الولي الفقيه الذي يتولاه حاليا بكل صلاحياته المطلقة منذ ثلاثة عقود ،وبحيث تجعله "عميد" الحكام في العالم وليس الشرق الاوسط فقط. ابعد من هذا اختفى حضور الإصلاحيين والمعتدلين والوسطيين عن الأحداث ولم يعد يسمع لهم صوتا علما انهم في السابق كانوا وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي يمررون مواقفهم بألف طريقة وطريقة بعد ان حوصروا ومنعوا عن التواصل مع الاعلام عدا فرض الإقامة الجبرية منذ العام ٢٠١٠مير حسين موسوي والشيخ مهدي كروبي . حتى المعارضين في الخارج وعلى راسهم الرئيس الأسبق ابو الحسن بني صدر توقفوا عن التواصل مع الاعلام لأنهم "ضد النظام وليسوا ضد ايران"…
المرشد اية الله علي خامنئي هو الاقوى في ايران . لا احد يعارضه او ينافسه او يقترب منه الا ليتقرب اليه . هاشمي رفسنجاني كان الوحيد الذي يقف الى جانبه ثم تراجع ظله حتى اذا توفي (؟) اصبح الآخرون مساعدين يتنافسون للصعود تحت عباءة المرشد . طبعا يساعد المرشد جيشا من الموظفين والمساعدين يصل عددهم حسب التقديرات حوالي ١٢ الف يعينهم بنفسه منتشرين في أنحاء ايران وخارجها ، ويرفعون تقاريرهم اليه مباشرة . حتى "الحرس الثوري " يتقرب قادته منه لانه يصعٓد من يشاء وينهي من يشاء تبعا لتوجهه في إدارة هذه المؤسسة التي تمسك بمفاتيح أساسية في النظام سواء الأمنية منها او الاقتصادية … ولعل ما يقوله خطيب صلاة الجمعة يؤشر الى الخط الذي يريد المرشد ان يصبح خطة العمل الأسبوعية .من ذلك ان التصعيد بعد السيطرة على حاملة النفط في جبل طارق وصل عبر خطيب الجمعة اية الله كرماني ان هتف : "ستصبح مياه الخليج الفارسي من لون الدماء الأحمر اذا هاجمتنا اميركا " .
هذا الانشغال بالمواجهة والصمت المطبق ،لا يعني ابدا ان المرشد لا يفكر او يتابع مسالة دقيقة بالنسبة له والايرانيين وهي من سيخلفه خصوصا بعد فشل ابراهيم رئيسي الذي اختاره لمنافسة حسن روحاني عن الرئاسة قد فشل فما كان منه سوى تعيينه رئيسا لهيئة القضاء الواسعة النفوذ وقد لوحظ مؤخرا اضفاء لقب اية الله عليه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.