المصدر: خاص - "مستقبل ويب"
في عالم سريع المواكبة لكل تطور ، عالم تتحكم وسائل التواصل الالكتروني والهواتف والتطبيقات الذكية بكل اوجه الحياة فيه لم يعد التسوق التقليدي المحصور بمكان وفترة زمنية محددة وطريقة واحدة وثابتة لعرض المنتج او السلعة والطريقة القديمة للترويج لها تستهوي او تناسب انسان هذا العصر او تلبي احتياجاته كما حاجة صاحب المنتج نفسه للإنتشار والوصول الى اكبر عدد من الزبائن .
فبعدما كان المتسوق يقصد السوق ليختار ويشتري ما يريد ويستهلك الوقت والجهد محكوما بفترة زمنية محددة هي دوام فتح المحال التجارية ، وربما وجد وربما لم يجد ما يناسبه ، اصبح السوق اليوم يأتي اليه وهو في منزله او عمله الكترونياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي دوام مفتوح ويستطيع ان يحدد من خلالها ايضا ما يريد وما يناسبه ويختار المنتج الأفضل وبالسعر الأنسب.
وسوق صيدا الرئيسي الذي يعاني من الركود العام لحركة الأسواق في لبنان، بدأ يتلمس طريقه في اكتشاف عالم التسويق والتسوق الالكتروني الذي يختصر المسافة والزمن والكلفة على البائع والمشتري في آن. وهو ما بات متاحاً ولأول مرة من خلال مشروع Saida Lira"" الذي قامت بتنفيذه شركتا " Click Round Technologies "و" Omega" بإشراف الدكتور إسماعيل الصياد والسيد سعد الدين غزاوي، وجرى اطلاقه برعاية رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وحضور فاعليات واصحاب مؤسسات تجارية .
الصياد
يقول صاحب فكرة المشروع الدكتور اسماعيل الصياد :Saida Lira"" هو نظام الكتروني متطور للتسوق خاص بمدينة صيدا ويتضمن تطبيقا للهواتف الذكية وموقعاً وخدمات الكترونية من بينها التسوق " أون لاين" ويتيح عرض منتجات المتاجر بطريقة إحترافية من خلال وضع تصاميم على أيدي إختصاصيين، ووضع إستراتيجية تسويقية لكل المنتجات على إختلاف أنواعها ، ومساعدة المتاجر الصغيرة والمتوسطة في صيدا بالترويج لبضائعها وتوسيع حجم حركتها في المدينة وخارجها . كما يسمح هذا النظام الالكتروني للمتسوق تجميع نقاط إلكترونية E-Lira يمكن إستبدالها عند كل عملية تسوق في" E-Lira Shop".
ويضيف " ان هدف هذا المشروع هو فتح الأسواق على إمتداد لبنان أمام التاجر الصيداوي الذي يعاني ما يعانيه من تأثيرات تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتحول الناس من التسوق التقليدي إلى التسوق الإلكتروني، حيث يتيح نظام "Saida Lira " وطريقة تجميع النقاط التي سوف تشجع الزبائن على اعطاء الأولوية في تسوقهم للمحلات الصيداوية المشاركة قي التطبيق".
ويقول "ليس كل الناس لديهم الوقت للذهاب الى السوق ولأن يجدوا المنتج الذي يريدونه بأفضل جودة وأقل سعر . في السابق كان التاجر او صاحب المحل ينتظر المتسوق حتى يأتي اليه ضمن دوام العمل في السوق ، وكان يعتمد على زبائن محددين اعتادوا ان يقصدوه ومعظمهم من الجيل القديم بينما الجيل الجديد نادرا ما يقصد السوق بهدف التسوق ويفضل "المولات" و " البرندات" ويتواصل معها الكترونيا . ولأن سوق صيدا الرئيسي مرتبط أكثر برعيل مخضرم وقديم من الزبائن، فإن حركته تتراجع وتنخفض حصة المحلات من هذه الحركة تدريجيا مع انكفاء هذا الجيل ، بينما التسويق الالكتروني يفتح لها آفاقا احدث واوسع ويزيد من حركتها بنسبة تصل الى 20 و25 % ".
ويتابع الصياد " مفهوم التسوق عند الناس والتجار تغير ، وهم يتحولون الى التسوق الالكتروني لكن عدد المتاجر التي لديها سوق الكتروني قليل لأن اصحابها لا يملكون الاحترافية لتسويق انتاجهم الكترونيا سواء بطريقة العرض او الصورة او الترويج للمنتج باحترافية تجذب المتسوق الكترونيا وبأقل كلفة وأسرع طريقة للوصول اى اكبر شريحة من الزبائن .و "Saida Lira " يتيح للزبون ان يستفيد من اكثر من عرض في عدة اماكن فاذا كان لدينا مثلا 100 محل مرتبطة بهذا النظام ، فمقابل كل الف ليرة يتشري بها الزبون يحصل على نقطة رقمية ، واذا اشترى من هذه المائة محل سيجمع نقاطا اكثر عندها يستفيد مقابل ما يجمعه من الشراء من اي من هذه المحلات ، فضلا عن الحسومات التي يحصل عليها في مطاعم او مقاهي اذا حصل على البطاقة الفضية أو البرونزية دون ان يخسر من نقاطه. ونحن بذلك نكون بنينا عملة رقمية للمدينة واستطعنا ان نربط 100 محل ببعضها البعض ويستفيد منها كل الناس الموجودين".
وعن الخدمات التي يقدمها المشروع يقول الصياد "نؤمن لصاحب المحل تصوير المنتج بطريقة فنية وابداعية ، وتصميم الصورة والعنوان الترويجي الذي يريد أن يطل به ونشره وتعميمه عبر صفحات السوشيال ميديا لتسويق على الموقع والتطبيق بطريقة جديدة . وايضا هناك منصة لخدمة الزبائن وقسم لتوصيل المنتجات المباعة الكترونيا الى مشتريها.ومقابل كل عملية مبيع تكون لنا نسبة بسيطة لنغطي تكاليفنا ونسبة من بيع المنتج "اون لاين" عن طريقنا ".
وعن امكانية تعميم هذه الفكرة واشراك قطاعات تجارية واقتصادية اكبر فيها يشير الصياد الى انه "تم التواصل مع جمعية تجار صيدا وضواحيها وغرفة التجارة والصناعة وعرضنا عليهم هذا الأمر كي يساعدونا ويساعدوا انفسهم في تطويرعملهم وابدينا لهم كل استعداد لتنظيم دورات تدريبية للتجار واصحاب المصالح التجارية والصناعية وغيرها على التسويق الإلكتروني ، ونحن نعتبر انه يكفي ان يكونوا مقتنعين بالفكرة حتى تنجح، ويكفي ان تكون منتجاتهم وخدمتهم واسعارهم مميزة حتى يصبح الناس انفسهم هم من يسوقون لهم".
وختم الصياد بالتأكيد على اهمية مثل هذا المشروع في فتح السوق التجاري على محيطه في صيدا وجوارها وخارجها لكترونياً وهو ما يقول أنه بدأ فعلاً يتحقق من خلال ورود طلبات شراء الكترونية من مناطق أخرى في الجنوب .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.