أعرب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن ارتياحه لإقرار قانون الموازنة العامة للعام 2019 في مجلس النواب، وقال: "رغم كل الخلافات والتباينات، خرجنا بموازنة وبالأرقام التي نريد".
ووصف الرئيس الحريري ما تحقق بالإنجاز،آملا بأن تنتهي الحكومة قريبا من إعداد مشروع موازنة العام 2020، لكي تعود المؤسسات إلى انتظامها.
كلام الرئيس الحريري جاء عقب إقرار مجلس النواب قانون الموازنة العامة للعام 2019، حيث قال: "أتفهم موقف المتظاهرين وصوتهم الذين يرفعونه، لكننا نحاول أن نقوم بالمستحيل في وضع صعب للغاية، وجميعكم يرى وضع المنطقة التي تعاني من ركود اقتصادي. نحن كحكومة علينا أن نعمل بوتيرة أسرع. هذه الموازنة أتت متأخرة، وكثر تحدثوا عن تأخير في قطع الحساب، ولكن ذلك حصل بسبب عدم وجود حكومة في السنة الماضية، والحكومة لم تولد إلا في شهر شباط الماضي. وإن شاء الله تكون موازنة العام 2020 في وقتها. وزير المال علي حسن خليل انتهى تقريبا من موازنات الوزارات، واليوم يضع المواد القانونية التي يجب إضافتها، ونأمل أن ننتهي من موازنة العام 2020 في شهر تشرين الأول المقبل، وتكون الأمور قد عادت إلى نصابها.
ما أود قوله هو أن كثرا اشتكوا في السابق أو خلال هذه المرحلة من التسوية والتفاهم القائم داخل الحكومة وبين الرئاسات. هذا التفاهم أثمر قانون انتخاب. من يشتكون من التسوية، فهي التي سمحت لهم أن يكونوا اليوم في مجلس النواب. دعونا نكون واقعيين. فلولا هذه التسوية لما كانوا هم اليوم في مجلس النواب ولما كان هناك، لا قانون انتخاب ولا موازنة. وكما وعدنا هذه السنة، فإننا سنعيد المؤسسات إلى نصابها، وموازنة العام 2020 ستقر خلال الفترة الدستورية، وكذلك قطع الحساب، ونكون قد انتهينا من كل هذه القصة التي عانينا منها منذ 14 سنة. هذا العمل لا ينجز خلال ليلة أو شهر أو شهرين، بل يجب أن نكمل فيه، وأنا أشكر كل الوزراء الذين عملوا جاهدين لكي يوفروا قدر استطاعتهم ويقترحوا الإيرادات، من كل الأحزاب، رغم بعض الخلافات وشد الحبال الذي كان يحدث أحيانا في ما بيننا. لكن هذا أمر طبيعي أن يحدث في وضع بلد كلبنان، خاصة وأن الحكومة تضم ستة أو سبعة أحزاب كبيرة، كل منها لديه فكره السياسي واقتراحاته. وأنا كرئيس وزراء أحاول أن أجمع هذه الأفكار في فكرة واحدة. أحيانا ننجح وأحيانا لا، لكن المهم أن نبقى نعمل لكي نطور البلد. هناك أمور كان الناس بحاجتها الأمس قبل اليوم، كحل مسألة النفايات والكهرباء والمياه، وكل هذه الأمور نضعها أمامنا ولا نتهرب من إنجازها. لذلك كنت واضحا للغاية في موضوع الموازنة بأنه يجب أن تبقى على النسبة التي أقررناها في مجلس الوزراء، لأن ذلك مسار تصحيحي. لو تمكنا من تخفيض العجز إلى الواحد بالمئة لكان أقصى أملنا، لكنه كان مستحيلا وكان البلد سيتأذى كثيرا. دول أخرى وقعت ربما في مشاكل أكبر واضطرت لأن تتخذ إجراءات أكثر، لكننا اليوم نقوم بالمستحيل لكي لا نقع في هذا المشكل. لذلك أتمنى على الإعلام أن يضيء على نصف الكوب الملآن وليس النصف الفارغ. هناك جهد أنجز وعمل تحقق. يمكنكم أن تركزوا على الخلافات التي كانت في ما بيننا في الحكومة، ولكن رغم كل هذه الخلافات، خرجنا بموازنة وبالأرقام التي نريد، وإن شاء الله سنكمل وسنجتمع، ومن يشكك بإمكانية عقد مجلس وزراء أقول له أمرا واحدا: هذا البلد قد يمر أحيانا في مراحل سياسية معينة وتجدون أن كل فريق مختلف مع الآخر، لكن في نهاية المطاف، يطغى العقل على المشاكل. وأنا متأكد أن المشكل الواقع اليوم في الجبل، بين حكمة وليد جنبلاط والمير طلال والرئيس بري ورئيس الجمهورية وأنا وكل الأفرقاء، يمكننا أن نصل إلى حل هذه الأزمة. ولا يظنن أحد أننا وصلنا إلى مكان لا نستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض، كلا، أنا لدي كامل الثقة برئيس الجمهورية والرئيس بري وكل القيادات السياسية. من هنا، دعونا ننطلق اليوم بشكل إيجابي، إنه إنجاز حققناه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.