صيدا - رأفت نعيم

6 آذار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

"مش من زمان حكاية نضال".. الجمعة في "قصر دبانة"

في اطار أنشطتها الثقافية والفنية التي تجول بها على المعالم والبيوت التراثية في صيدا القديمة ، تحط "مبادرة صيدا الثقافية" رحالها عند السادسة والنصف من مساء الجمعة (8 آذار) في قصر دبانة في المدينة القديمة مع صوت والقاء الشاعرة والفنانة نضال الأشقر في أمسية بالتعاون مع "مسرح المدينة" و"متحف قصر دبانة " بعنوان " مش من زمان حكاية نضال" من كتابتها واخراجها حيث تروي وتغني مع الفنان خالد العبد الله وبالاشتراك مع " ابراهيم عقيل ، محمد عقيل ونبيل الأحمر " وتصميم ملابس مروة الداعوق .  

والأمسية هي الثالثة من نوعها لـ"مبادرة صيدا الثقافية " التي اطلقتها السيدة ميسا حانوني يعفوري العام الماضي وتنقلت من خان صاصي مع أمسية لفرقة تجلي صوفي ، الى متحف الصابون التابع لمؤسسة عودة مع امسية لمايا حبيقة ، في أنشطة تمزج بين الوهج والقيمة التراثية للأمكنة التي تستضيفها وبين ألوان من الثقافة والفنون تتناغم معها .

فلماذا " مبادرة صيدا الثقافية " وماذا بعد الأمسيات الثلاث وكيف لسيدة لوحدها أن تقوم بهكذا مبادرة ؟


صيد



تقول صاحبة المبادرة السيدة ميسا حانوني يعفوري في حديث خاص ل"مستقبل ويب": ان ما دفعني الى اطلاق هذه المبادرة هي حبي لصيدا وللمدينة القديمة خصوصاً ولأنها تتميز بكثير من المعالم التاريخية والتراثية التي تختزن حضارات وثقافةً وتراثاً جميلاً وغنياً، وبعضها رمم او يرمم ويفعّل من قبل مؤسسات وعائلات للحفاظ على طابعها التراثي ما يجعل منها في الوقت نفسه مرافق سياحية تستقطب الزائرين والمهتمين من لبنان وخارجه . وكان الهدف الاضاءة عليها والافادة من قيمتها التراثية والثقافية هذه بتنظيم انشطة ذات طابع ثقافي وفني وتراثي بداخلها . وأنا بطبعي أحب الموسيقى والفن والمسرح ومواكبة لهذه الأنشطة ومواضبة عليها في العاصمة وخارجها" . 

وتضيف " كانت الفكرة التي انطلقت منها هي ان ندمج بين هذا التراث الجميل وبين الثقافة والفنون ، وأن نمزج بين المكان وهويته التراثية الصيداوية ووظيفته السياحية وبين أنشطة تشبهه، تساهم في تقديمه للجمهور كمعلم ثقافي ايضاً . فالمكان حين يكون معلماً تراثياً عريقاً هو قيمة مضافة لنا واي نشاط يقام في هكذا امكنة وبيوت تراثية وقصور قديمة على هذا القدر من القيمة التاريخية ، يكتسب اهمية وقيمة مضافة .. فكيف اذا كان النشاط  ثقافة وفن ومسرح وغناء ويستضيف مبدعين بكل المعايير الثقافية والفنية  ليقدموا ابداعهم في هكذا مكان ؟. لا شك ان هذا يعطي وهجاً للنشاط كما للمكان ويشكل نوعاً من التكامل بين عناصر جمالية وابداعية قلما تجدها في امكنة أخرى، ويضفي اضاءة خاصة على صيدا القديمة تجعلها وجهةَ للزوار ومحبي التراث والثقافة من كل المناطق وحتى من خارج لبنان لترى معالم المدينة وتكتشف غناها التاريخي والتراثي" .

*انطلاقاً من تجربتك منذ اطلاق "مبادرة صيدا الثقافية" وحتى الآن كيف تقيّمين الاقبال على هذه الأنشطة والتفاعل معها ؟

-لا أبالغ اذا قلت انني تفاجأت بالاقبال وبتفاعل الناس مع مبادرتي ،  قمنا بثلاثة انشطة حتى الآن ، وأستطيع القول أن كل نشاط أخذ حقه من اهتمام الناس ولم اكن اتوقع هذا الاندفاع وهذا الاقبال من صيدا وخارجها .

*على أي أساس تختارين المكان والنشاط الذي ينظم فيه ، وهل لكل مكان خصوصية من حيث استضافته لنوع معين من الأنشطة ؟

- بالنسبة لي شخصيا لا توجد طقوس ولا قوانين تجعلني احدد نشاطاً معيناً لكل مكان من الأمكنة التراثية التي أختارها  في صيدا ، بل هي شعور بأن لكل نشاط مكانا يشبهه، وحتى الآن هذا الشعور وهذا الانطباع يثبت صحته ، فأمسية التجلي الصوفي كانت تشبه خان صاصي ،  وصوت مايا حبيقة كان يشبه ويتماهى مع متحف الصابون ، ومنذ اسبوعين عندما جاءت السيدة نضال الأشقر والفنان خالد العبد الله ليعاينا قصر دبانة تحضيراً للأمسية ، تأكدنا كم كان اختيارنا للمكان صائباً ومناسباً لهذه الأمسية ولصوت نضال ونوع الموسيقى المرافقة . هو هذا الاندماج الغريب الذي اكتشفه مسبقاً بين نوع النشاط وطبيعته وشخصياته وبين المكان الذي يقام فيه . 

*ماذا بعد هذه الأنشطة الثلاثة وهل يمكن لـ " مبادرة صيدا الثقافية " أن تتطور اكثر والى اين تريدين الوصول بها؟ .. 

- ستتطور أكيد  ، أما الى أين ستصل فهذا له اكثر من فكرة معالمها واضحة في رأسي ..ربما بعض الأنشطة من حيث شخصياتها وفنانينها ستحتاج امكنة اكبر واوسع ، وربما تأتي هذه الخطوة لاحقاً. لكن لدي حلم كبير اريد ان احققه بأن تعم هذه الأنشطة كل المعالم التراثية في صيدا القديمة . لكن هذه المبادرة ستبقى ثقافية وهذا خطها ، موسيقى وفن وقراءة وشعر ومسرح وربما النشاطات التالية ستتمسرح اكثر ، وساتوجه الى المسرح والقراءة وفي أماكن تراثية تتسع لأنشطة أكبر ويمكن ان نقدم فيها عرض مسرحي .. وحالياً أشتغل على ليلة القاء شعري وأيضا هناك نشاطان آخران احضر لهما الأول في 13 نيسان والثاني في شهر رمضان المبارك .

*من يدعم "مبادرة صيدا الثقافية "  وكيف تؤمنين استدامتها ؟

- في البداية لا بد من توجيه الشكر الى غرفة التجارة والصناعة والزراعة وبلدية صيدا الذين دعموني في النشاطين السابقين . لكني اقوم بهذا النشاط ( الثالث) بجهد شخصي لأن " مبادرة صيدا الثقافية " ، وأسعى من خلال النجاح الذي أحققه لتوسيع قاعدة الثقة التي اراكمها لأبني عليها في خلق حالة من استقطاب الدعم  في الأنشطة اللاحقة. ولا اخفي سرا ان بعض المؤسسات مهتمة بالتعاون معي وابدت اهتماماً .وأنا مصرة على الاستمرارية بهذا النشاط. 

* هل كل الأنشطة التي تقوم بها " مبادرة صيدا الثقافية " مجانية وهل يمكن ان تستمري هكذا  ؟

- حاليا نعم ، فقط أوجه دعوات لحضور هذه الأنشطة لأني لست مؤسسة تبغي الربح ، وربما أستطيع الاستمرار لفترة بهذا الشكل لكن مع تطور الأفكار والمبادرة اكيد سيتغير الوضع . حالياً أركز على الجانب التنظيمي واللوجستي  لأن الحفاظ على النجاح اهم من الوصول اليه .

* لماذا لا تطلبين دعم وزارة الثقافة وهل هناك تواصل معهم ؟

- طبعا أنا أوجه اليهم الدعوة عند كل نشاط، وأتمنى ان يكونوا داعمين لي وآم ان أحصل على هذا الدعم من خلال الزخم الذي تناله الأنشطة التي اقوم بها ، والتي ان شاء الله ستصل الى احداث الأثر الايجابي الذي يجعلها تستقطب الإهتمام الرسمي الذي ارجوه .

*كيف توفقين بين عملك الأساسي وحياتك الخاصة وبين انشغالك بتنظيم أنشطة ثقافية وفنية ؟

- الفكرة ان اي نشاط تريد ان تنظمه له اربعة أسس لينجح : المكان ثم النشاط بحد ذاته ثم توجيه الدعوات ثم التنظيم على الأرض والأخير هو الذي يأخذ مني وقتا وجهدا أكبر. لكن الانسان مهما كان حجم العمل يمكن ان ينظم وقته واذا نجح في تنظيم وقته ، يمكنه حتى لو كان على سطح القمر أن ينفذ عملاً على الأرض.. واجهت بعض الصعوبة بسبب ضغط العمل في البداية ، لكني شيئاً فشيئاً بدأت اراكم خبرة تساعدني في التحضير لأي نشاط في وقت قياسي طبعا الى جانب التجاوب من قبل الأشخاص او القيمين على المعالم التراثية التي اختارها لإقامة هذه الأنشطة والذين يبدون كل تعاون متعاونين وهم متفهمون وميسرون لهذا العمل.

*برأيك هل اقبال الناس على انشطتكم هو دليل على انهم لا زالوا يهتمون بالثقافة  والتراث؟

- من خلال تجربتي أستطيع القول أن الناس تأتي لأنها تحب هذا النوع من الأمسيات الثقافية والفنية خاصة اذا اقيمت في اماكن تراثية ، وطبعا إسم الفنان او الضيف في كل نشاط يلعب دورا ايضا في الاقبال عليه . واعتقد انه على الرغم من تطور وسائل التكنولوجيا والتواصل ، الناس تقبل على الثقافة اذا اتيحت لها وتريد ان تحضر مسرح وتسمع موسيقى وشعراً.

*لماذا اخترتي نضال الأشقر لإحياء الأمسية المقبلة ؟

- لأن نضال الأشقر فنانة مبدعة وصوتها شجي وطريقة القائها تجذب الناس فضلا عن ان النص الذي ستقرأه يحكي جانباً من حياتها ومسيرتها لذلك اختارت له عنوان " مش من زمان حكاية نضال .. نضال تروي وتغني" ... والناس تحب نضال وتحب ان تسمعها. كما تحب موسيقى وغناء الفنان خالد العبد الله.

*هل انت ممن يشجعون لامركزية الثقافة ولماذا ؟

- ليس أنا فقط بل حتى الفنانين والمبدعين انفسهم يشجعون لامركزية الثقافة ، والسبب ان الثقافة ربما لم تكن  متاحة خارج بيروت والناس تعودت على المركزية في مسارح معينة تقصدها في العاصمة بينما الآن تتاح الفرصة في المناطق واجمل شيء ان يكون لكل مدينة طابعها ونشاطها الثقافي والفني . 

* ماذا يمنع ان تتعاوني مع جمعية التجار مثلاً ليتكامل النشاط الثقافي مع الاقتصادي كفتح الأسواق مثلاً بالتزامن مع كل نشاط ؟

- لا شيء يمنع ، لكن يجب ان نكون موضوعيين في نقطتين : لا يوجد مبادرة او عمل موحد يمكن ان يكون عصا سحرية ويحدث تأثيراً ايجابياً على الاقتصاد . والأمر الثاني ، هو عامل الثقة الذي يجب ان يكون اساساً في اي مبادرة مشتركة من هذا النوع وهذا يحتاج الى وقت ، وربما شيئاً فشيئاً يتشجع التجار عندما يروا الناس تأتي الى هذه الأنشطة، وبعضهم بادر وفتح محلاته بالتزامن مع انشطة سابقة قمنا بها وكانوا متعاونين ولديهم النية . ومع الوقت يمكن ان يكون هناك ثقة وتفاعل اكثر . كما ان الأمر يحتاج الى تنظيم وتسويق للمدينة والى توجيه للناس لأن تأتي وتشتري من السوق ، واحد اشكال التسويق هي ابراز صورة ايجابية عن المدينة مرة تلو الأخرى ومع الاستمرارية يمكن احداث فرق.

* كيف تجدين تعاطي الفاعليات الصيداوية مع "مبادرة صيدا الثقافية "؟

- بحكم تواصلي مع الجميع ، لمست تشجيعاً كبيرا منهم وهم داعمون معنويا وكلما زرت احدا منهم اشعر بأني اقوم بشيء مهم وهذا يشكل حافزا معنوياً قوياً لي .

*هل يختلف جمهور كل نشاط عن الذي يليه ؟

- الجمهور في كل مرة مختلف لكن هناك دائما قواسم مشتركة وأشخاص أعتز بحضورهم دائما وبدعمهم واعتبرهم مع جمهور كل نشاط قيمة مضافة له . والحضور عادة يكونون من مختلف الأعمار ومن كل التنوع الذي افتخر به .

*كلمة أخيرة ؟

- هي كلمة شكر للإعلام بكل وسائله ولكل الاعلاميين الذين يواكبونني لأنه بدون دعم الاعلام لا أحقق شيئا وأنا اعتبرهم  شركاء في اي نجاح لـ"مبادرة صيدا الثقافية " وهم من يوصلون الرسالة التي نريدها من هذه المبادرة وبطريقة مميزة .

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

صيدا - رأفت نعيم

6 آذار 2019 00:00