بعد الأرقام المشجعة التي حققها القطاع السياحي العام الماضي والتي وصلت بحسب المعنيين الى نحو مليون و965 الف سائحاً تساءلت قناة الـ "CNN" في تقرير خاص عن سبب استعداد لبنان لتحقيق رقم سياحي قياسي جديد، خصوصاً وان اللبنانيين يعولون على هذا القطاع بعد قرار للمملكة العربية السعودية برفع الحذر عن رعاياها للسفر مجدداً الى لبنان.
اعتبر التقرير ان زيارة لبنان لم تكن يوماً مرتبطة باجازة الصيف فقط، بل على العكس لأن بلد الأرز هو موطن 240 كم من السواحل المتوسطية السماوية وسلاسل الجبال الحرجية التي بلغت ذروتها في أطول قمة في بلاد الشام.
كما تحدث التقرير عن جمال الطبيعة التي تُعد جزءأً اساسياً من قوته على مدى آلاف السنين، كذلك الأمر بالنسبة الى مناطقه التي تجذب السياح نظراً الى تاريخها كمدينة بعلبك التي تعتبر من أقدم المدن وأعرقها، أما بالنسبة لمدينة طرابلس المملوكية التي تم الاعتماد في بنائها على الحجر الأسود والأبيض بالتناوب، مع نقوش بالخط العربي فقد اعتبرها التقرير من أهم المدن الأثرية لافتاً الى كيفية تبديل هندستها المعمارية لتواكب العصر كحمام النوري ( شُيّد في القرن الرابع عشر)، والمسجد الكبير في المنصوري، وخان الخياطين.
معرض رشيد كرامي الدولي كان حاضراً في التقرير ايضاً اذ وصفه بالمثال الممتاز لرؤية الحداثة التي تجسدت في العاصمة، مشيراً الى ان عدم اكتمال أعمال البناء فيه يمثل تجسيداً حقيقياً للعوائق التي تمنع البلاد من التقدم والازدهار.
لم يغب المطبخ اللبناني عن التقرير خصوصاً وان لبنان اشتهر بمأكولاته التي تجذب السياح العرب والأجانب، الا انه وعلى الرغم من هذه الميزات لا يزال لبنان يعاني من عدم وصول سياحته الى ذروتها وسبب ذلك بحسب التقرير يعود إلى سمعته نتيجة الحرب الأهلية وما سببته من انقسام داخل المجتمع الواحد. صحيح انه قد مر ما يقرب من ثلاثين عامًا على انتهاء الحرب تابع التقرير الا ان القلق الطائفي لم يختف بعد، وما زالت الكثير من الفصائل تلجأ إلى العنف لتسوية الخلافات. كما ساهمت الحرب في سوريا إلى زعزعة استقرارالاقتصاد اللبناني وأدت إلى تداعيات سياسية إقليمية.
التقرير ركزّ على جاذبية الحياة الليلية والمتاحف في العاصمة بيروت التي تستقطب عددًا أكبر من السياح خصوصاً الأجانب أكثر من أي وقت مضى، بينما تستقطب مهرجاناتها الصيفية عام بعد عام حشداً كبيراً من السياح والمغتربين كمهرجانات الأرزالدولية والذي يشارك فيها فنانيين من مختلف أنحاء العالم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.