تعود قضية "خطف الاستونيين السبعة" في لبنان الى الواجهة مجدداً، بعد ثماني سنوات على الحادثة التي تفرع عنها جرائم قتل طالت عسكريين في قوى الامن الداخلي وعمليات سطو وسلب وتفجير للمجموعة المنفّذة التي أسّسها الموقوف وائل عباس فيما الآمر الناهي لها السوري ابو عمار.
وفيما الاستونيون السبعة الذين اطلق سراحهم بعد 111 يوما من الاحتجاز على يد هذه المجموعة التي تضم 27 متهما في صفقة حصل منها الخاطفون الرئيسيون على مبالغ ضخمة من الدولة الاستونية، فان افراد هذه المجموعة لا زالوا يلاحقون امام المحكمة العسكرية التي عقدت اليوم جلسة برئاسة العميد جرجس طعوم، استجوبت خلالها اربعة من المتهمين قبل رفع الجلسة الى العشرين من شهر آب المقبل لمتابعة الاستجوابات.
ويروي المتهم منير نصرالله كيفية حصول عملية الخطف، عندما اتصل به صديقه المتهم وائل عباس طالبا منه الحضور الى منزله في مجدل عنجر مع سيارة الفان خاصته، وعلى"اساس مش عارف شو الطبخة"، فوجىء المتهم بان عملية خطف ستُنفّذ بسيارته "فصُدمت"، وبالفعل وبناء على طلب عباس قاد بنفسه سيارة الفان على بولفار زحلة وبرفقته عباس، فيما واكبهم بسيارة مرسيدس كل من احمد العجمي واحمد ياسين. ولدى رؤيتهم للاستونيين السبعة على دراجات هوائية قام بصدمهم بالسيارة فوقعوا في خندق قبل ان يصار الى نقلهم الى سيارة الفان والانطلاق بهم الى منزل عباس حيث وُضعوا تحت الدرج.
وعلى الاثر توارى المتهم نصرالله عن الانظار ليومين قبل ان يُلقى القبض عليه، نافيا علمه المسبق بعملية الخطف.
وباستجواب المتهم احمد ياسين، اقرّ بحصوله على مبلغ خمسين الف يورو مقابل مشاركته في عملية الخطف، وقد توارى في جرود عرسال داخل غرف نُقل اليها لاحقا المخطوفون حيث كان المتهم حسين الحجيري يؤمن لهم الطعام. وفي تلك الغرفة التي تعود لتوفيق الحجيري كان يوجد كل من منير جلول(قُتل)ووائل عباس وكنان ياسين وخالد حمود حيث بقوا هناك طيلة فترة الاحتجاز التي استمرت حوالي ثلاثة اشهر، واضاف ياسين انه علم لاحقا بان حسين الحجيري كان يتفاوض مع السوري ابو عمار بشأن المخطوفين . ونفى مشاركته في اغتيال الرقيب نصرالله او مشاركته في سلب محطة وقود او السطو على محال في زحلة انما علم من التحقيقات ان كنان ياسين ومنير جلول نفذا عملية اغتيال نصرالله.
ومن جهته افاد المتهم عبد اللطيف ابو معيلق بانه لم يكن يعرف من المجموعة سوى كنان ياسين وخالد حمود وقد شارك في نقل اربعة مخطوفين الى جرود عرسال، انما يوم العملية كان في منزل كنان الذي تلقى اتصالا من حسين الحجيري للحضور الى منزل الاخير حيث اعلمه بعملية الخطف.
وقال المتهم ان الاستونيين انهم "كانوا مسالمين" اثناء عملية نقلهم الى الجرود وخلال الاحتجاز، موضحا بان هدفه كان التقرب من حسين الحجيري لتأمين دخوله الى سوريا بعدما علم ان الاخير يعمل في مجال التهريب. وقال انه وُعد بحصوله على مبلغ 30 الف دولار انما لم يقبض شيئا وهو كان اوقف في سوريا عام 2011 وسلّم الى لبنان في العام 2012 حيث لا يزال موقوفا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.