ويك اند عين الحلوة : تعليق مؤقت لإضراب دائم! وإعادة نظر ب"إدارة التحركات" 

بعد نحو 11 يوماً من الاضراب العام والإقفال والتحركات التي شهدها رفضا لقرار وزير العمل المتعلق بعمل الفلسطينيين في لبنان ، استعاد مخيم عين الحلوة اليوم حركته المعتادة واستأنف اهل المخيم حياتهم الطبيعية  بعدما أعيد فتح بعض شرايين التواصل بين المخيم ومدينة صيدا والتي كانت اغلقت من قبل الأهالي امام السيارات منذ بدء التحركات ، فأدخلت الشاحنات التي تنقل المؤن والمواد الغذائية والبضائع والوقود وعادت الروح لأسواق المخيم الذي استعاد حركته ومتسوقيه  . 

وفيما اقتصر فتح المداخل الرئيسي على الشمالي ( لجهة المستشفى الحكومي ) والجنوبي ( لجهة درب السيم ) أبقي على الغربي ( الحسبة ) والتعمير التحتاني مغلقين . اما الحدود الشرقية للمخيم فقد اعيد فتح منفذين وابقي على الثالث مقفلا .

وافيد ان اعادة فتح بعض    مداخل المخيم امام السيارات ستقتصر على ساعات النهار وتحديدا بين الخامسة صباحا والخامسة مساءً على ان يعادة اغلاقها بعد هذا الوقت وذلك بهدف تسهيل الحياة اليومية لأبناء المخيم وتأمين الاحتياجات الأساسية لهم .  كما اعيد فتح مداخل مخيم المية ومية وطرقاته الداخلية بعدما كان الاضراب شمله ايضا .

مصادر مطلعة كشفت لـ"مستقبل ويب" ان عودة هيئة العمل الفلسطيني المشترك لأخذ زمام المبادرة في تنظيم تحركات عين الحلوة جاء انطلاقا من حرص جميع القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الممثلة في الهيئة على عدم خروج هذه التحركات عن مسارها او استغلاها من هنا او من هناك داخل المخيم او خارجه ، كما حرصها على ان لا تؤثر على القضايا الحياتية لأبناء المخيم وعلى علاقته بالجوار وصيدا تحديدا، وبالتالي كان التوجه لتخفيف وتيرة الاضراب والاقفال مع الاستمرار بالتحركات لكن بطريقة منظمة وبأشكال مختلفة من التعبير السلمي وبالتنسيق مع كافة الفاعليات الشبابية والأهلية في مخيم عين الحلوة، وهو ما عبرت عنه  المقررات التي خرج بها اجتماع الهيئة ليل الجمعة من اعادة فتح الطرقات وعدد من المداخل امام السيارات وإقامة خيم إعتصام دائمة على بعضها وجعل يوم الاثنين يوما مفتوحا للتضامن اللبناني الفلسطيني والاستمرار بالمسيرة الاسبوعية كل يوم جمعة وتنظيم لقاءات شعبية فلسطينية لكافة مكونات المخيم حتى يتم التراجع عن هذا القرار.

ولكن ما يمكن استخلاصه من هذه المقررات التي تتضمن تحركات طويلة الأمد نسبياً، ان القوى والفصائل الفلسطينية باتت مقتنعة او توافرت لديها معطيات عن ان معالجة تفاعلات قرار وزارة العمل قد تستغرق وقتاً خاصة وأنه تم ربطها بانعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء الذي لم يتم حتى الآن حسم موعد انعقاده.

وعلم في هذا السياق ان من بين اسباب مسارعة هيئة العمل الفلسطيني المشترك للمبادرة الى ادارة عملية تنظيم تحركات عين الحلوة هو تلقيها نصائح من مراجع عليا لبنانية وفلسطينية بضرورة التنبه لمسار التحركات بعدما رافق بعضها من اجواء ومؤشرات توحي بأنها بحكم طابعها الشبابي والمدني العفوي وغير المنظم كانت معرضة لأن تستغل عبر وسائل التواصل الاجتماعي او بشكل مباشر بدعوات وشعارات تحاكي وتستنفر حماسة هؤلاء الشباب وتوجهها في غير وجهة الأهداف الاساسية لهذه التحركات ، فضلا عن ظهور ومشاركة بعض المطلوبين البارزين في بعض هذه التحركات او محاولة الإيحاء بأن هناك طابعاً معيناً لها يبرز دورا لهذا الفريق او ذاك في توجيهها !