دعا السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتاري السياسيين في لبنان لإحترام اختلافاتهم السياسية والعقائدية والفكرية ولأن يتعاملوا مع بعضهم البعضم برحمة، وان تتضافر جهودهم من أجل تحقيق مصلحة وخير الشعب اللبناني بكلّ أطيافه .
كلام السفير البابوي جاء خلال مشاركته على رأس وفد رفيع المستوى من السفارة البابوية في القداس الإحتفالي الذي أقامته رعيّة مار مارون بمناسبة عيد تلاميذ مارون وختام السنة اليوبيلية ال 150 لتشييد الكنيسة ، والذي ترأسه راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار يعاونه المونسنيور مارون كيوان وخدمة الرعيّة ورهبان دير مار أنطونيوس وتقدّم حضوره: نواب جزين زياد أسود وابراهيم عازار وسليم خوري، وعدد من الشخصيات السياسية ورؤساء البلديات والمخاتير وحشد من ابناء المنطقة.
بعد الإنجيل المقدس ألقى المطران العمّار كلمة شكر فيها قداسة البابا ممثلا بسفيره في لبنان المونسنيور سبيتاري على دعمه الدائم لهذه المنطقة الحبيية وأهلها، والذي تجسّد بشكل خاص أيام البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني، ولا يزال اليوم تأكيداً وتشجيعاً على صمود المسيحيين فيها.
وتحدث السفير البابوي فأكد على المكانة المميزة لجزين ومنطقتها في قلب الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وعلى المعزّة الخاصة والإهتمام الكبير الذي أظهره لجزين البابا السابق القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أرسل موفداً عنه في أواخر ثمانينات القرن الماضي للإقامة في جزين مدّة خمس سنوات، وتثبيت الحضور المسيحي فيها خلال سنين الحرب المأساوية وويلات الإحتلال التي عانت منها هذه المنطقة الحبيبة.
أضاف سبيتاري: "إنّ الكنيسة لم تتخلَ يوماً عن هذه الرعيّة الصغيرة المؤمنة بالرب يسوع والتي صمدت في جزين في تلك الفترة رغم كلّ الظروف الصعبة، وحضورنا اليوم بينكم، ولو متأخراً بعد سنة من تولينا مهامنا الرسمية في لبنان، لهو خير دليل على دعم الكنيسة والحبر الأعظم لكم ولتثبيت المسيحيين في هذه البقعة المميزة من لبنان".
وأشاد سبيتاري بتشبث أبناء جزين بإيمانهم المسيحي موجّهاً الشكر لله على هذه النعمة الكبيرة، مؤكداً أن "هذا الإيمان الموجود لدى أبناء جزين هو تجسيد حيّ لإيمان القديس مارون وللشعب الماروني الذي عانى الإضطهادات المتتالية لكنّه تميّز دائماً بالقوة والإرادة الصلبة على تخطي هذه المصاعب والتطلّع دائما الى المستقبل. ونحن اليوم نستشفع القديس مارون ليمنحكم الربّ هذه النعمة فتتمكنون من تخطي الظروف الصعبة التي يمرّ بها وطنكم".
وتوجّه سبيتاري الى السياسيين قائلاً: "أنتم خدّام للشعب وواجبكم العمل لتحقيق المصلحة العامّة، عليكم أن تحترموا الإختلافات السياسية والعقائدية والفكرية لجميع المكوّنات السياسية الأخرى في لبنان، وتتعاملوا مع بعضكم برحمة، وتضافروا الجهود يداً بيد من أجل تحقيق مصلحة وخير الشعب اللبناني بكلّ أطيافه"!
وكان السفير البابوي جال في منطقة جزين بدعوة من رئيس اتحاد بلدياتها المحامي خليل حرفوش فزار بعض معالمها الطبيعية والسياحية والأثرية يرافقه المطران مارون العمار وعدد من الآباء . وشملت الجولة قصر سرحال ونبع السيدة وكنيسة الروم الكاثوليك ومقام سيدة المعبور وبلدية جزين وتخلله ايضا لقاء مع الأخويات .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.