رولا عبدالله

31 تموز 2019 | 00:00

خاص

يوميات عابر "الرينغ"..

يوميات عابر
المصدر: تصوير:حسام شبارو

يجوب الطرقات يوميا من الأشرفية الى "الرينغ" ومن ثم جسر سليم سلام. ثمانيني بالكاد يجر قدميه بمعاونة العصا الخشبية البالية التي تلازمه على مر سنوات الفاقة المزمنة. لا يتأخر في تلبية النداء الحياتي اليومي بما يضمن توافر ثمن الأدوية المتراكمة في سجله الصحي ، والمزمنة هي الأخرى.

يعاونه في الحضور اليومي المفتوح الى المساء، ابنة في العقد الرابع، تأتي به بسيارة أجرة قبل أن تغادر لساعات على أن يبقى والدها ضمن وجهة السير المتفق عليها بينهما. وفي الحالات الخاصة، حين تجد إحدى قدميه متورمتين، تلازمه في يومه متأبطة زراعه.

 لا يذكر الثمانيني عدد السنوات المتراكمة من شارع الى شارع، أو أنه لا يريد أن يتذكر أكثر من غلة "كل يوم بيومه"،  فأن يبقى في المنزل يعني موته نظرا لحاجته الى مبلغ لا يستهان به لقاء العلاجات والأدوية. لا تهمه نظرات الشفقة أو العتب على من ألقى به في الشارع، طالما أنها نظرات لا تطعم ولا تداوي. ويبقى اعتماده على وجوه لا يعرفها بالاسم، وإنما حفظ أرقام وموديلات السيارات التي اعتاد أصحابها إلقاء التحية عليه مصحوبة بألف أو أكثر، مع السؤال:"كيفك اليوم؟".

وماذا عن حقوقه التي تنتظر قانونا فعليا لضمان الشيخوخة؟. يقول بأنه إجراء لا ينتظره ولا يحلم به مثل غيره. فالحياة قاسية وصعبة ولا تجاري أولئك الذين يحلمون بغد أفضل، وجل ما يطلبه أن تأتي غلته اليومية دسمة بما تتيح له "شبرقة" يومه بكوب من العصير أو "حبة" بوظة أو ما لذ وطاب من الأطعمة الجاهزة. وبالنسبة الى الغد، فلا يفكر في الادخار من معونات المارة ، فلكل يوم رزقته ولكل ساعة مفاجآتها التي يمكن أن تكون حلوة أو مخيبة.



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

31 تموز 2019 00:00