فيما كان جثمان المغدور الشاب حسين علاء الدين " الخميني " شهيد "حراك الحقوق الفلسطينية " يشيع في مسقط رأسه مخيم عين الحلوة محمولا على اكف الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجلت بأبهى صورها في موكب تشييعه ، كانت جثة قاتله المطلوب الفلسطيني البارز بلال عرقوب لا تجد مكانا يستقبلها ولا ترابا يغطيها بعدما تم انهاء حالته وحياته معا باجماع فلسطيني غير مسبوق على الاقتصاص منه حيث قتل عرقوب فجر الأحد في اشتباك مع قوة مشتركة من عصبة ألأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة ومجموعة الناشط الاسلامي رامي ورد في حي المنشية داخل المخيم.
جنازة تشييع جثمان حسين علاء الدين تحولت الى مسيرة جماهيرية حاشدة تحاكي تلك المسيرات التي انطلقت قبل اسابيع في مخيم عين الحلوة مطالبة بالحقوق المدنية والانسانية للشعب الفلسطيني في لبنان وفي مقدمها حق العمل والتي سقط علاء الدين في احدى هذه المسيرات ( الجمعة ) شهيدا برصاص عرقوب الأمر الذي اشعل المخيم مكله غضبا على الأخير بعدما اعتُبر اغتيال علاء الدين استهدافا لهذا الحراك وازهاقا لحياة شاب بريء في مقتبل العمر من دون ذنب.
انطلق موكب التشييع من مسجد "خالد بن الوليد" في الشارع التحتاني للمخيم ، وتقدم المشيعين ممثلون عن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية واللجان الشعبية والاحياء والقواطع وحشد من ابناء المخيم الذي اخترق موكب التشييع بعض شوارعه مرورا بـ"بستان القدس"، ووصولا الى مقبرة عين الحلوة الجديدة في منطقة درب السيم جنوب المخيم حيث وري الثرى,..
في هذا الوقت كانت جثة المطلوب البارز بلال عرقوب لا تزال في براد مستشفى الهمشري في صيدا تنتظر تحديد الوجهة التي سينقل اليها لدفنه فيها ، بعدما تصاعدت في مخيم عين الحلوة وبعض المخيمات الأخرى في الجنوب اصوات رافضة لاستقبال جثمانه او دفنه في هذا المخيم او ذاك، وكذلك الأمر تبم استبعاد دفنه في مقبرة سيروب في مدينة صيدا منعا لأية تفاعلات لهذا الأمر. وعلم في هذا السياق ان اتصالات مكثفة سجلت خلال الساعات الماضية على اكثر من مستوى فلسطيني ولبناني من اجل ايجاد حل لمشكلة تأمين مكان دفن جثة عرقوب.
والد المغدور علاء الدين
وقال والد الشاب المغدور حسين علاء الدين جمال علاء الدين" اشكر كل الناس الذين واسوني بمصابي بابني الذي مات شهيدا دفاعا عن وحدة الشعب الفلسطيني والناس التي تطالب بحقوقها. وان عزائي كبير بأن ولدي الشهيد وحّد الناس .. نعم دم " ابو حسن" وحد الأمة والمخيمات ونحن مع كل الحراك الشعبي ومع قياداتنا الشرعية من منظمة التحرير والحراك والقوى الاسلامية والوطنية والتحالف والتنظيمات كلها ونطالب بحقوقنا الوطنية وكلنا كلمة واحدة وراية واحدة" .
وعما اذا كان راضيا عن الاقتصاص من بلال عرقوب " قال " انا لست لا مع القتل ولا مع التنكيل هو في ذمة الله وابني في ذمة الله ، بلال عرقوب ينال قصاصه من رب العالمين وابني ينال حقه من رب العالمين ".
خطاب
رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب اعتبر ان قرار انهاء حالة بلال عرقوب اتخذ لأنها حالة خارجة عن القانون وتسفك الدماء. وتلبية لمطلب شعبي فلسطيني بوقف مسلسل القتل في المخيم فكان الاشتباك مع عرقوب الذي ادى الى مقتله .
وعن سبب اقتصار مواجهة عرقوب على القوى الاسلامية وتحديدا العصبة والحركة المجاهدة ورامي ورد قال خطاب " طبيعة وخصوصية المنطقة التي حصل فيها الاشتباك فرضت هذا الأمر وان يكون التوجه هكذا ولم يكن بالامكان اشراك كل القوى والأمر تم بلحظات سريعة ودقيقة .
وعما اذا كان المصير الذي لقيه عرقوب هو رسالة لآخرين في المخيم قال خطاب" حالة العرقوب حالة شاذة لا مثيل لها بالمخيم ، وكل الباقين مفتهمين ومتعاونين".
وحول ما اذا كان انهاء حالة عرقوب ستعيد الزخم للحراك الفلسطيني على خط موضوع العمل قال " هذا ما نامله ونامل ان تتحقق المطالب لأنه ليس هدفنا من التحرك التحرك لذاته بل ان نحصل مطالبنا المحقة".
عقل
وقال الناطق بإسم عصبة الأنصار الاسلامية الشيخ ابو الشريف عقل "لم نكن نحب ان نصل الى ما وصلنا اليه لكن لأن تمادي هذه الحالة قد يوصل المخيم الى ما لا تحمد عقباه كان لا بد من عمل يحفظ المخيم ويحفظ الناس وامن المخيم والجوار وباقل تكلفة وكان كذلك باقل تكلفة . والآن المظلوم والظالم بين يدي الله تبارك وتعالى والله سبحانه لا يرضى بالظلم ويابى الا ان ينتصر للمظلوم .وما تراه في التشييع هو استفتاء لكل الشعب الفلسطيني رفضا للظلم ومع نصرة المظلوم . والذي حصل خلال اليومين الماضيين يعبر عن الصورة الحقيقية للمخيم .كان هناك صورة مشوهة وكان هناك من يريد ان يصبغ المخيم بصبغة ليست صبغته صبغة ارهاب واجرام . المخيم ليس كذلك بل فيه اناس طيبون وكلهم اهل تربطهم رابطة الدين والنسب والمخيم الآن افضل مما كان عليه . حتى اثناء المسيرات المربعات الأمنية في المخيم انكسرت للذك نرى ان القاتل لم يجد له عونا ولا نصيرا . لا يوجد اي حالة مشابهة لحالة الاجرام هذه وهذه الحالة انتهت . ونسال الله ان تكون هذه النهاية بداية الأمن والامان لمخيمنا وجواره " .
المقدح
نائب قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء منير المقدح قال " ان البندقية التي استؤجرت لإغتيال الشهيد حسين علاء الدين من اجل احداث فتنة في المخيم صوبت الى صاحبها.. وجنازة الشهيد علاء الدين تحولت الى مسيرة للوحدة الوطنية واي شخص تسول له نفسه القيام بهذا العمل في المخيمات سيكون مصيره مصير هذه المجموعة التي كانت باستمرار تقوم بعمليات قتل في المخيم . وان المسيرات سوف تستمر داخل المخيم وان شاء الله الأمن سيسوده الأمن والاستقرار بوحدة شعبنا الوطنية والاسلامية والتي تجلت اليوم بابهى صورها ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.