اقترع الفرنسيون لـ"الزرق" بأغلبية ساحقة ولذلك لم يعد يهمهم كثيراً، الاقتراع لانتخاب ممثليهم إلى البرلمان الأوروبي. وفي الوقت الذي سيحاول كل حزب تفسير نتائج الانتخابات لمصلحته، سيكون الفرنسيون ومعهم الأوروبيين يتابعون بحرارة أكبر وبحماسة غير مسبوقة، اقدام زين الدين زيدان وتييري هنري وروبير بيريس ودوسايي وغيرهم من أبطال "الزرق" وهي تتجاذب الكرة مع الأبطال الانكليز مثل بيكهام واشلي كول وسول كامبل وغيرهم، وبذلك أصبحت صناديق الاقتراع مستديرة مثل كرة القدم!
ورغم أن مباراة الافتتاح ستكون اليوم في البرتغال إلا أن مباراة الأحد بين فرنسا وبريطانيا، ستكون "أم المباريات" في كأس الأمم الأوروبية. فالفرنسيون، يريدون تحقيق بداية مشرقة، يؤكدون فيها تفوقهم، فتكون هزيمة البريطانيين بوابتهم للفوز مرة ثانية بالكأس الأوروبية وهذا الفوز يريده الفرنسيون لكي ينسوا أيضاً هزيمتهم أمام السنغال في بطولة العالم التي كسرت شوكتهم وأخرجتهم من الدورة الأولى، وهي هزيمة من حجم هزيمة نابليون في واترلو لن تمحى إلا بالفوز بالكأس الأوروبية على طريق استعادة بطولة العالم بعد عامين.
البريطانيون الأشقاء ـ الأعداء للفرنسيين، لم يتركوا مناسبة إلا وذكروا الفرنسيين بأن واترلو كروية تنتظرهم على أيدي أبطالهم، وقد وصل الأمر إلى درجة أن بعض الصحف عنونت صفحاتها: جاك شيراك، اسمعنا، أولادنا سيلحقون بكم هزيمة جهنمية!
زين الدين زيدان أو "زيدو"، أفضل لاعب أوروبي طوال نصف قرن، تكلم بهدوئه وتواضعه المعتادين، فقال "نحن مستعدون وسنذهب إلى النهاية" مضيفاً "لن أكشف أسرار لعب زميلي بيكهام في ريال مدريد لزملائي الزرق، يجب أن نفوز ونحن نحافظ على شرف اللعبة". ويبدو أبطال "الزرق" واثقين من الفوز، إذ هم استعدوا جداً لـ"أم المباريات"، والسبب في هذه الثقة الكبيرة أن تييري هنري المهاجم الفذ، وروبير بيريس، الذي سيلعب وسط أهله في البرتغال، وبارتيز حارس المرمى، يعرفون اللاعبين البريطانيين، ذلك أن تييري هنري اختير للعام الثاني على التوالي أفضل لاعب في الدوري البريطاني، كما أن بيريس فاز عام 2002 بهذا اللقب، ويقول الأخير: إن سعادتي لا توصف لأن جاك سانتيني مدرب الفريق اختارني للعب على اليمين ولذلك سأواجه اشلي كول وسول كامبل وهما رفيقيّ في الارسنال قبل أن أسدد على الهدف".
هذا "الحب من أول نظرة" الذي أصاب الفرنسيين وهم يحتفلون ببطولة العالم في 12 تموز 1998، تحوّل إلى حب لا يتأثر بالهزات حتى ولو كانت بحجم واترلو بطولة العالم. ففي خلال عام كامل من المباريات لم تهتز شباك "الزرق" بعكس كل فرق العالم، ولا شك أن هذا الحب يمنح "الزرق" دعماً معنوياً لا حدود له وإلى درجة أن سانتيني مدرب الفريق الذي أعلن انتقاله إلى انكلترا بعد البطولة، لم يحدث قلقاً. فقد أعلن 66 في المئة من الفرنسيين أنهم لا يتأثرون بمثل هذا القرار، فحرب الخلافة على تدريب "الزرق" ليست مهمة بعكس "حروب الخلافة" داخل جبهة اليمين الجمهوري، حيث يطل نيكولا ساركوزي بكل اندفاعه لخلافة جاك شيراك الذي لا يطيق رؤيته حتى في السباق فكيف في الاليزيه! ولا داخل اليسار حيث "الفيلة" التاريخيين مثل ستراوس خان ولوران فابيوس، يتصارعان في وقت يبدو ليونيل جوسبان التعيس الحظ يختبر كل الدفاعات ليرى ما إذا كان سيعود إلى الساحة ويخطف الخلافة لنفسه بنفسه.
صناديق الاقتراع، تحمل في الديموقراطيات مفاجآت غير محسوبة وآخرها ما حصل في اسبانيا، أما كرة القدم، فإن استدارتها تجعل الحظوظ متساوية، والفوز دونه القوة والأعصاب والصبر!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.