أكدت مصادر فرنسية مطلعة أن باريس "قلقة جداً" من خطر وقوع عمليات إرهابية في أوروبا بعد منتصف تموز الجاري. وأوضحت أن كلام الرئيس جاك شيراك العلني في أثناء القمة التي عقدها مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني حول "رفع درجة الإنذار إلى أقصى حد" يعود إلى معلومات "أمنية جدية ودقيقة" تشير إلى أن "إيطاليا في قلب الإعصار الإرهابي القادم" نتيجة مواقفها في العراق، إلا ان هذه المصادر لم تستبعد وقوع عمليات إرهابية خارج إيطاليا، علماً أن الأهداف قد لا تكون مدنية فحسب، وإنما اقتصادية وديبلوماسية ايضاً.
وأضافت المصادر الفرنسية أن الاستخبارات الليبية لعبت دوراً رئيسياً في الكشف عن أسباب هذا الخطر الجديّ والشديد، وقدّمته هدية كمساهمة منها في الحرب ضد الإرهاب إلى الأجهزة الأمنية الغربية وخاصة الأميركية، وقد تمكنت الاستخبارات الليبية التي تعرف عن ظهر قلب قطاع "ثيبستي" التشادي بعدما تنازعت عليه ليبيا مع التشاد لسنوات طويلة سقط فيها آلاف القتلى والجرحى، من تحديد مواقع لمجموعات إرهابية أقامت قواعد لها في قطاع "وور" الجبلي الفاصل.
صحيفة "لو جورنال دو ديامنش" الفرنسية، نقلت عن مصدر أمني تابع لجهاز أمني أوروبي، فرنسي على الأرجح، أن مختلف أجهزة الأمن الغربية التي تشترك في الحرب ضد الإرهاب تأكدت من أن تنظم "القاعدة" ومختلف الشبكات الإرهابية المرتبطة به، نقلت نشاطاتها وقواعد تدريبها إلى افريقيا وخاصة الصحراء حيث لا أحد يغامر بالاقتراب منها، وأن هذه الأجهزة وفي مقدّمتها الفرنسية التي تابعت قضية عبد الرزاق "البارا" الذي يرأس تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الجزائر، اكتشفت ان "الحركة من اجل العدالة والديموقراطية" التشادية، قد باعته إلى تنظيمه بعدما ألقت القبض عليه، ورفضت تسليمه إلى النظام التشادي الذي تحاربه أو إلى الجزائريين الذين تختلف معهم، وأن ثمن "البارا" بلغ 200 ألف أورو فقط ومساعدات لوجستية وتدريبية، لكن المبلغ الأساسي الذي موّل الحركة جاء من "الفدية" الألمانية وقدرها خمسة ملايين أورو عن مجموعة السياح الألمان في الصحراء. والمعروف ان مجموعة تابعة لعبدالرزاق البارا حاولت عام 2000 تفجير كاتدرائية ستراسبورغ في فرنسا وفشلت في اللحظات الأخيرة للعملية.
وكانت صحيفة "بوسطن غلوب" الأميركية نشرت أخيراً "أن قوات أميركية خاصة مدربة على حروب الصحراء، ناشطة حالياً في افريقيا وخاصة في منطقة الصحراء، وأن قوات جزائرية تنشط إلى جانبها في الوقت نفسه لملاحقة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" المنشقة عن "الجماعة الجزائرية المسلحة"، وإن الملاحقات وصلت إلى الجانب الصحراوي من مالي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.