تعمل مصر لأن يكون الانسحاب الإسرائيلي من غزة أولاً، وتنفيذ خارطة الطريق بكاملها ثانياً. هذا ما يؤكده مصدر عربي على علاقة مباشرة بالملف الفلسطيني والتقى مسؤولين مصريين يتابعون المفاوضات مع إسرائيل. مشيراً الى أن إسرائيل تريد أن تضمن بأن الانسحاب من غزة، هو أولاً وأخيراً، وأن تورط مصر بأن تكون "حارس" حدود لها لمنع أي تسلل من الصحراء المصرية الى غزة".
وفي توصيف مباشر للموقف المصري من المفاوضات مع إسرائيل، يتابع المصدر "مصر تقف أمام خيارات صعبة، فهي لا تريد أن تلعب دوراً ترسمه لها إسرائيل أياً تكن المغريات لها كبيرة، وفي الوقت نفسه لا تريد أن تترك الفلسطينيين في قلب هذا الوضع الصعب جداً الذي يعيشونه يومياً، وسط المزيد من الضحايا والدمار في ظل صمت كامل من المجتمع الدولي". ولذلك يضيف المصدر "ان مصر تسير بحذر شديد ودقة محسوبة بين هذين الموقفين لتحقق ما تريده هي وليس ما تريده لها إسرائيل أي مساعدة الفلسطينيين على إنجاز الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وإكمال المسار في إطار تنفيذ خارطة الطريق".
ويقول المصدر العربي إنه في إطار هذا الموقف "تعمل مصر لتطويع الموقف الإسرائيلي لكي يكون جزءاً من "خارطة الطريق"، وليس عملية تحرف طريق السلام، وتبقي المعاناة الفلسطينية قنبلة قابلة للانفجار في كل لحظة". ويضيف أن مصر ملتزمة بخطة خارطة الطريق وتعمل لتنفيذها. وهي تأمل أن يساهم المجتمع الدولي عبر اللجنة الرباعية في تحقيق هذا الهدف".
ولا تريد مصر كما ينقل المصدر، أن تعمل وكأن إسرائيل لا تريد تنفيذ خارطة الطريق، بل العكس هو الصحيح لكون مصر ترى أن إسرائيل، على الرغم من كل نواياها وأهدافها تؤكد أنها ملتزمة بخارطة الطريق "ولذا علينا مساعدتها على تنفيذ هذا الالتزام، بدلاً من فتح المعبر أمامها للتخلص من هذا الالتزام وتحويل الانسحاب من غزة عملية قتل لخارطة الطريق، عوض أن يكون خطوة على طريق تنفيذها".
وحول معبر فيلاديلفيا وفتح قناة لمنع تهريب الأسلحة وعبور الرجال وحفر الأنفاق، يقول المصدر "كل شيء ممكن شرط عدم تحويل مصر الى حارس حدود للإسرائيليين. ولذا يمكن البحث بما يتعلق برزمة المطالب الأمنية الإسرائيلية. وحول ما يمكننا عمله خصوصاً في مجال تدريب قوات الأمن الفلسطيني".
أما حول مدى جدية المشروع الإسرائيلي بشق قناة فيلاديلفيا، فإن المصدر العربي، يرى أن هذه القناة إذا ما حفرت تساهم الى حد كبير في منع التسلل الى غزة عبر الصحراء أو عبر الأنفاق المحفورة خصوصاً وأن مراقبة القناة أسهل بكثير من مراقبة الأرض ولو كانت صحراء مكشوفة.
وعندما يصل الحديث الى الضفة الغربية ومستقبلها وأي دور مستقبلي للأردن فيها يرفض المصدر العربي الانخراط بأي كلام حول ذلك مكتفياً بالقول: لنحصل على غزة أولاً ومن ثم لكل حادث حديث خصوصاً مع وجود خارطة الطريق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.