ما هو أسوأ خبر يمكن ان يسمعه الفرنسيون وينغّص عليهم عطلتهم الصيفية: استقالة جان بيار رافاران رئيس الوزراء؟ انسحاب نيكولاي ساركوزي من مشاكسة الرئيس جاك شيراك وعدم الترشح لرئاسة حزب الأغلبية الرئاسية؟ أم انسحاب زين الدين زيدان من فريق "الزرق" لكرة القدم بعد 93 مباراة دولية معه؟
جميع استطلاعات الرأي في فرنسا، خلال عطلة الصيف، وغداة "واترلو" البرتغال مع اليونان، أجمعت على أن إعلان زين الدين زيدان "زيزو" انسحابه من فريق "الزرق" الدولي، هو أسوأ الأنباء. فالفرنسيون يعرفون أن في جيب شيراك قائمة بأكثرمن خمسة طامحين لخلافة رافاران، كل واحد من الوزن الثقيل، ويحمل في رأسه "أحلاماً" تصل الى مشارف قصر الاليزيه أو حتى داخله، عاجلاً أم آجلاً! كذلك يدرك الفرنسيون، ان انسحاب ساركوزي يفقد الحياة السياسية "ملحها وبهارها" لأشهر طويلة، لكن ذلك ليس خسارة لا تعوض، بخاصة أن ساركوزي سيبقى في الساحة كأحد أكبر الطامحين الذين لا تنقصهم الإرادة ولا التصميم لمتابعة "حرب الخلافة" حتى النهاية.
أما انسحاب "زيزو" فإنه يعني تحويل "الزرق" الى "أيتام" لعامين وهم على مشارف بطولة العالم! فلا أحد يستطيع أن يحل مكان "زيزو" وهو "مايسترو" الزرق، وأفضل لاعب وسط في العالم منذ خمسين عاماً، كما أجمعت الأوساط الرياضية الدولية، وفوق كل هذا، يتمتع "زيزو" بتواضع لا يعرفه عادة المشاهير، بخاصة ان زيدان هو "خريج" الشوارع الخلفية لمدينة مارسيليا مدينة المدن الفرنسية بالنسبة الى الجالية الجزائرية، قبل ان يصبح نجم نجوم فرنسا.
أكثر من هذا، فإن "زيزو" كما أكد الاستطلاع الذي تجريه "لوجورنال" و"ديمانش" انتخب من الفرنسيين وبنسبة عالية بوصفه أول شخصية شعبية في فرنسا عاماً ثانياً على التوالي متقدماً الاب بيار الذي حافظ على هذا الموقع لسنوات طويلة رغم الحملة عليه من مختلف المنظمات اليهودية والصهيونية غداة موقفه الداعم لغارودي.
ريمون دومينيه المدرب الجديد لفريق "الزرق" الذي خلف سانتيني الذي اختار ترك الفريق طمعاً بالمال، وهو في وسط "عاصفة" الاستعدادات لبطولة أوروبا، غادر باريس الى مدريد لملاقاة "زيزو" العائد مع فريقه ريال مدريد من طوكيو وهو جريح بعدما لقّن الفريق الياباني مرارة الهزيمة 4 ـ صفر، ليعرض عليه "خطته لإعادة تشكيل الفريق" مضيفاً "لا أريد أن أفرض على زيدان أي قرار لكنني أرغب فعلاً بأن يتابع مغامرته مع الزرق".
أما زيدان فقد قال بتواضعه المعروف "سأنتظر مناقشتي معه"!.
الخبراء الرياضيون الفرنسيون يأملون أن لا يُخيب "زيزو" مطالبة 66 في المئة من الفرنسيين له بمتابعة "المغامرة" مع فريق "الزرق" حتى بطولة العالم، لانه إذا غادر الآن فإن كل "أبطال العالم" سيغادرون معه، بخاصة أن كابتن الفريق مارسيل ديساي الذي لعب 116 مباراة دولية وليليان تورام الذي لعب 1528 مباريات أعلنا انسحابهما، دون انتظار قرار زيدان، فيما أجل بيكسانت ليزاريزو (97 مباراة دولية) وفابيان بارتيز (70 مباراة دولية) قراريهما الى نهاية الأسبوع.
"زيزو" أمام خيار صعب، وهو أعلن أن تعبه نتيجة للعب مع "الزرق"، قد أرهقه مما ساهم في النتائج السيئة للفريق الاسباني ريال مدريد المتعاقد معه حتى العام 2007 وهو عام اعتزاله من اللعبة نهائياً.
الفرنسيون، يقولون ان قدم زيزو قوية وصلبة لكن قلبه رقيق ولذلك لن يحوّل "الزرق" "أيتامًا"، قد لا ينجحون في عبور محيط مباريات التأهل لبطولة العالم، بخاصة إذا اعتزل معه كل "أبطال" العالم من "الزرق"؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.