8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

باريس بين أمل وقلق

أكثر من نصف الفرنسيين (51.4%) يرون أن الدعوات التي وجهتها الهيئات الرسمية والشعبية والحزبية في العالم العربي والإسلامي، هي التي بثت الأمل بإطلاق الرهينتين الفرنسيتين كريستيان شينو وجورج مالبرونو. وأكد وزير الداخلية دومينيك دوفيلبان خلال حضوره الصلاة التي أقيمت في جامع باريس، والتي شارك فيها خمسون من أئمة المساجد في فرنسا "ان التضامن والمشاعر الجماعية التي صدرت قد لامست بعمق قلوبنا"، وبدوره أعلن الشيخ دليل بو بكر رئيس الهيئات الإسلامية في فرنسا أن "أولاد فرنسا هم أولادنا".
وكان الخبر الذي تسرب عن احتمال إطلاق سراح شينو ومالبرونو مساء أمس، قد أثار "الفرح والاهتمام الشديدين في فرنسا" إلا أن تأخر هذه العملية أعاد القلق، خاصة في قصر الاليزيه. وقالت مصادر فرنسية موثوقة، تتابع ملف الرهينتين "أن ما يقلق الرسميين الفرنسيين، ويثير مخاوفهم، خاصة بعد اعدام الرهائن النيباليين، أن وسيطاً عراقياً مسموع الكلمة في أوساط المنظمات الإسلامية الأصولية، أبلغ باريس في اليوم الأول بعد الإعلان عن اختطاف الصحافيين، انه أجرى اتصالاً ناجحاً مع الخاطفين، وانهم وعدوه بإطلاق سراحهما بدون تأخير بعد أن علموا بهويتهما وتفهمهما للوضع العراقي، في كل كتاباتهم. إلا أن الوسيط ودائماً حسب المصادر الفرنسية نفسها، عاد فأبلغ الفرنسيين، انسحابه من الوساطة بعد تلقيه تهديدات بالقتل".
وأضافت المصادر انه حسب المعلومات التي حصلت عليها، فإن مجموعة أخرى أكثر تشدّداً هي التي اخذت الرهينتين شينو ومالبرونو، من أيدي المجموعة الخاطفة الأولى، وانه بعد عملية الانتقال هذه، صدر بيان "الجيش الإسلامي في العراق"، الذي ربط إطلاق سراحهما بإلغاء قانون منع الحجاب في المدارس. وهو ما يحصل لأول مرة، إذ لم يسبق لمنظمة خاطفة في العراق من المنظمات الثماني التي تحترف هذه العمليات أن ربطت إطلاق الرهائن بمطلب غير عراقي يتمحور عادة حول الطلب من دولة المخطوف إما سحب قواتها كما حصل مع الفيليبين وإما توقف شركة عاملة عن نشاطها داخل العراق.
وتتحدث المصادر الفرنسية نفسها عن إمكانية دخول أجهزة مخابرات على خط العملية بهدف معاقبة فرنسا على مواقفها من العراق، من جهة وضرب العلاقات العربية الفرنسية من جهة أخرى.
أسعد حيدر

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00