مفاجأة جماهيرية لحاماتي في المحكمة

دخل شربل حاماتي قاعة المحكمة في مدينة رالي عاصمة ولاية كارولينا الشمالية، مبتسماً، وواثقاً من نفسه ومن براءته من تهمة "التحرش الجنسي" بطفله الذي لم يتجاوز الأربعة أشهر من عمره، وابنة زوجته وهي في السادسة من عمرها. وكانت التهمة وجهت الى شربل حاماتي منتصف الشهر الماضي، بسبب وشاية من الاستديو الذي ظهّر صوراً عائلية له، تظهره وهو يقبل قفا ابنه، الى صورة اخرى لطفله وهو نصف عار مع اخته من والدته.
وقد رافق شربل حاماتي الذي طلب القاضي في جلسة سابقة مبلغ نصف مليون دولار كفالة مادية له لإطلاق سراحه، العشرات من اللبنانيين والعرب والأميركيين وكذلك أصدقاء أميركيين لشربل وللجالية، الى قاعة المحكمة، وهم يضعون على رؤوسهم عصبة حمراء، اشعاراً بوقوفهم الى جانب شربل ودعمهم له لبراءته. وقد اثار هذا الحضور ـ التظاهرة، في المحكمة في قضية شائكة ومعقّدة تدخل في حيز "الدعاوى الأخلاقية الصعبة، مفاجأة كبيرة لدى القاضي ورجال الشرطة، إذ جرت العادة في مثل هذه الدعاوى، أن يبتعد الأصدقاء والأقرباء عن المتهم، لئلا يحصل أي خلط في التهم الموجهة، في حين أن العشرات من المقيمين في الولاية وبعضهم أميركي الأصل وقفوا معلنين براءة شربل حاماتي.
ولم يكتف العشرات من ذوي "العصبة الحمراء" كما اطلق عليهم في المدينة، بهذا الدعم العلني لشربل حاماتي، بل صرح العديد منهم للصحافة المحلية، "ان تقبيل الأهل وخاصة الاب لبكره في كل مكان من جسمه فيما هو يردد بصوت عالٍ انا احبك كثيراً، هي عادة معروفة في الشرق الأوسط". كذلك فإن الاب كلود فرانكلين راعي الكنيسة التي جرى فيها عمادة الطفل والتي يرتادها شربل حاماتي وزوجته كل يوم أحد للصلاة، قال للصحافيين على مسمع من الحضور: "لقد بالغ الجميع في ردة فعلهم على الصور. لدي صور عائلية وأنا صغير عارٍ في الحمّام. لو كانت هذه الصور في التداول اليوم، لكان تمّ سجن أهلي لا سمح الله".
ولدى افتتاح جلسة المحاكمة التي جرت أول من أمس بتوقيت كارولينا الشمالية، طالب المدعي العام بتأجيل جلسة إصدار الحكم عشرين يوماً، وذلك لاستكمال الملف وجمع الأدلة. لكن محامي الدفاع سارع الى القول: ان المتهم شربل حاماتي، موجود في السجن ظلماً منذ عشرين يوماً. يجب الإسراع ببت هذه القضية، وعدم تأجيلها هذه الفترة الطويلة.
ويبدو أن القاضي اقتنع بما ورد في مرافعة المحامي الى جانب الحضور الكثيف من الجاليتين اللبنانية والعربية اضافة الى الأصدقاء الأميركيين، فأعلن تأجيل إصدار الحكم يومين فقط على أن يصدر حكمه حول ما إذا كان سيتم إسقاط التهم الموجهة الى شربل حاماتي، أو الاستمرار في محاكمته مع الإبقاء على الكفالة المطلوبة وهي نصف مليون دولار أو خفضها!