احترم السفراء العرب، رغبة وزير خارجية فرنسا ميشال بارنييه، اثناء الغداء السنوي التقليدي، "عدم الدخول في تفاصيل الموقف الفرنسي من القرار 1559 و"الخطوات اللاحقة عليه"، فقد اكتفى السفراء العرب بما قاله بارنييه من "اننا ننتظر تقرير الامين العام للامم المتحدة، حتى نرى ماذا سنفعل"، ثم غرقوا مع الوزير الفرنسي في شؤون العراق وشجونه، التي اصبحت ايضا فرنسية بعد الشعور الدولي بأن الوضع في العراق يزداد تدهورا يوما بعد يوم.
مصادر ديبلوماسية عربية ومصادر فرنسية، قالت لـ "المستقبل": "ان هذا التوافق بين السفراء العرب وبارنييه على عدم الخوض في الملف اللبناني والقرار 1559 يعود الى "الشعور المشترك، بان الانتظار هو سيد الموقف، خصوصا ان الديبلوماسيات الصامتة المعنية بالقرار 1559 تعمل بقوة، على خط الامم المتحدة وأمينها العام كوفي انان كي يأتي تقريره مناسباً لهذا الطرف او ذاك".
وأضافت المصادر: "ان الاتجاه العام هو الا يكون تقرير انان استفزازياً ولا عدائياً، لكنه بالتأكيد سيكون مفصلا وسيضع النقاط على الحروف بلغة متوازنة".
وعن الموقف الفرنسي، من تقرير انان والقرار 1559 قالت المصادر نفسها: "ان فرنسا تنفذ سياستها، وهي لم تصل الى ما وصلت اليه من دعم صدور القرار 1559، الا لانها شعرت بخيبة امل كبيرة من سوريا". وعن التحالف الاميركي ـ الفرنسي الذي تم في الامم المتحدة حول لبنان وسوريا في ظل الخلاف الدائم حول العراق قالت المصادر: "ان هذا التحالف تكتيكي لكنه مستمر، وامكانية عقد اتفاق اميركي سوري حول العراق، يكون لبنان طرفه الثالث منعدمة، لأن الاميركيين يطلبون الكثير والسوريين لا ينفذون اكثر من 10% من مطالبهم".
وفي ما يتعلق بالتحركات بعد صدور تقرير انان اوضحت المصادر نفسها: "ان التصعيد سيكون تدريجياً، فالجميع يعرف ان الاميركيين اقتربوا من الاستحقاق الكبير وهو الانتخابات الرئاسية الاميركية ولذلك فإن الامور سيترك تطورها للزمن، الى ان تعلن الادارة الاميركية المقبلة، وساعتئذ يمكن الحديث عن مسار حقيقي للملف اللبناني ـ السوري في الامم المتحدة".
وترى مصادر فرنسية مطلعة، "ان فرنسا ليست مستعجلة، لكنها ترى ان متابعة الموقف في لبنان ستكون يومية ودقيقة وانه بعيدا عن الامم المتحدة ومسار موقفها في ظل القرار 1559، فان لبنان على موعد حاسم مع استحقاق الانتخابات التشريعية، فهذه الانتخابات يجب ان تجري بشفافية وواقعية ونزاهة وانه في ظل ظروف وحيثيات اجراء هذه الانتخابات سيكون لكل حادث حديث".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.