تعقدت قضية شربل حاماتي، المعتقل في مدينة رالي عاصمة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية. فبعد أن كان معتقلاً بتهمة "التحرش الجنسي"، لانه التقط صورة له وهو يقبل قفا ابنه البالغ من العمر أربعة أشهر، تحول ملفه الى دائرة الهجرة، بتهمة عدم الابلاغ عن وجوده بعد 11 أيلول، كما طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف.بي.اي" من جميع المهاجرين العرب.
وجاء هذا التطور، بعدما اكتفى القاضي في الجلسة الأخيرة، بتمديد اعتقاله فترة غير محددة، دون أن يبت بالطلب المقدم اليه من محامي الدفاع لاطلاق سراحه بعد عدم الاخذ بالدعوى المقامة ضده لعدم وجود ادلة تدينه "بالتحرش الجنسي" سوى الصورة التي اخذتها له زوجته الأميركية مع ابنتهما وابنها من زواج سابق. ويبدو ان القاضي لم يصدر أي حكم ولم يتخذ أي موقف بعد أن تعقد الملف بشكل واضح، مكتفياً بإنزال الكفالة المطلوبة وهي نصف مليون دولار الى 250 ألف دولار.
ويرى أركان الجاليتين اللبنانية والعربية، في ولاية كارولينا الشمالية يدعمهما في ذلك مجرى الدفاع والأوراق المقدمة الى المحكمة، أن القاضي محرج في هذه القضية. فهو من جهة لا يستطيع إدانة شربل حاماتي "بالتحرش الجنسي"، لانه لا توجد ادلة ضده، خاصة وأن الجاليتين اللبنانية والعربية، الى جانب العديد من الأميركيين الذين يعرفون شربل سواء في العمل أو في المدينة نفسها، قد "تضامنوا معه وأكدوا براءته من هذه التهمة". كما أن انضمام كاهن المدينة الذي عمّد ابن شربل حاماتي من زوجته الأميركية، أكد أن الصورة هي "عادة، وإعلان فرح بولادة الطفل وان لديه صوراً له مع والديه لو عرضتا الآن لاتهم اهله ايضاً بالتحرش الجنسي".
والمشكلة في عدم الاخذ بتهمة التحرش الجنسي وإدانة شربل حاماتي، لا تنتهي في الولايات المتحدة الأميركية عند هذا الحد. إذ من حق شربل حاماتي ومحامي دفاعه، حتى برئ من هذه التهمة، ملاحقة كل من أصحاب الاستوديو الذي سارع الى تقديم الصور الى الشرطة متخطياً بذلك مهامه وواجباته. وكذلك رجال الشرطة وخاصة الشريف، وحتى القضاء الذي سارع الى تبني التهمة ووضعه في السجن فارضاً عليه كفالة تعجيزية وهو المهاجر الجديد والعامل البسيط.
اما إذا أصر القاضي على ملاحقته ومحاكمته فإن القضية ستتعقد أكثر فأكثر.
وأمام هذا المأزق، جاء "الترياق" من ة..ئ، ذلك أن شربل حاماتي الذي كان قد تزوج حديثاً من زوجته الأميركية اعتقد أن زواجه "يصونه ويحميه" من الإجراءات الأمنية التي فرضت بعد 11 أيلول، والتي كان من مقدماتها أن يقدم كل مهاجر عربي، اينما كان مقيماً ومهما كان عمله، إفادة كاملة الى "اف.بي.اي" خطية عن تاريخ دخوله الولايات المتحدة الأميركية، وعمله والأسباب التي حالت حتى تاريخ الطلب عدم حصوله على أوراق الإقامة أو تاريخ حصوله عليها، طالما انه لم يحصل على الجنسية الأميركية. ولأن إجراءات البحث والتفتيش حول وضع شربل حاماتي تتطلب بضعة أسابيع، فإن القاضي اختار تأجيل النظر في القضية الى أجل غير مسمى، وهو تاريخ يخضع في أقصى تطبيقاته مدة شهر كامل. أي انه سينظر في قضيته في موعد اقصاه 29/10/2004.
أما المشكلة الكبيرة التي يعاني منها شربل حاماتي، الى جانب هذا الوضع المعقد للدعوى المقامة هذه والتي أدت به دخول السجن منذ نحو شهرين، هو عدم تحرك أصحاب النفوذ والإمكانات في الولايات المتحدة الأميركية ولو لجمع الكفالة المالية لاطلاق سراحه المشروط الى حين البت في الدعوى، والأهم عدم نجاح عائلته حتى الآن من تحريك أصحاب الرأي والنفوذ، وحتى الإعلام اللبناني، لدعم قضية ابنهم المسجون ظلماً، لانه لم يخرج من لبنانيته وعاداته وهو في المهجر الأميركي!.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.