8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أوروبا: الحوار مع إيران هو الحل

يرفض الأوروبيون خيار الحرب ضد ايران لمنعها من التحوّل إلى دولة نووية، وهم يشددون على خيار الحل السياسي والمفاوضات الديبلوماسية لتحقيق الهدف الذي يعتقدون انه هدف الولايات المتحدة الأميركية وهو منع الايرانيين من الانتقال من حال امتلاك القدرة النووية لأغراض سلمية إلى حال ايران النووية. وإذا كان الأوروبيون يعترفون بأن هذا التوافق مع واشنطن على الهدف يقابله خلاف أساسي على الوسائل فإنهم يشددون، كما أشار الناطق الرسمي باسم قصر الاليزيه جيروم بونافون، على انه يجب عدم تضخيم الجملة الصغيرة التي قالها الرئيس جورج بوش حول "عدم استبعاده أي خيار في مواجهة ايران"، ويرى بونافون "ان هذه الجملة الصغيرة لا تعني تغيراً في الموقف الأميركي، وإنما هي تؤشر إلى ان واشنطن تعيد دراسة سياستها باتجاه ايران".
هذا الموقف الأوروبي الهادئ لكن القوي يعود كما يقول الفرنسيون إلى "الموقف الأوروبي الموحّد من هذا الملف الحساس، ذلك ان الانقسام الأوروبي حيال العراق لن يتكرر حيال ايران، ولعل ما أعلنه جاك سترو وزير الخارجية البريطاني يؤكد ذلك فهو قال "ان المفاوضات مع طهران هي الاستراتيجية الأفضل"، وقد اتبعت المفوضية الأوروبية هذا الموقف البريطاني الواضح بالاعلان رسمياً ان المفاوضات ستتواصل إلى أطول وقت ممكن وطالما ان هذه المفاوضات ستكون مثمرة"!
ويؤشر الأوروبيون إلى ان المفاوضات مع ايران لا تتم "لكسر" الموقف الأميركي، ذلك ان كل المفاوضات بين أقطاب الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) تجري "بالتنسيق الكامل والقوي مع واشنطن". وبهذا فإن الإدارة الأميركية تتبع تفاصيل المفاوضات، وبالتالي مدى نجاحها والعوائق التي تعترضها، ولا يكتفي الأوروبيون بهذا التنسيق الكامل مع الأميركيين بل يذهبون كما يقول ديبلوماسي فرنسي يتابع الملف إلى درجة الطلب من الأميركيين بدعم أكثر وضوحاً للجهود الأوروبية، وعدم البقاء في موقع "كلب الحراسة".
وفي اطار تأكيد فرنسا للموقف الأوروبي الملتزم بالخيار السياسي والمفاوضات الجادة مع ايران، من جهة وعدم الاختلاف مع واشنطن من جهة أخرى، عرض جيروم بونافون موقف أوروبا الموحّد بالقول "ان أهدافنا هي أولاً التأكد من احترام ايران التزاماتها خصوصاً ما يتعلق أمام الهيئة الدولية للطاقة النووية، ونحن لا نكتفي بهذا الالتزام، إذ اننا متيقظون كلياً لمسار الموقف الايراني، وثانياً تحديد مضمون التعاون الأوروبي مع ايران في مختلف الميادين وبما يضمن عدم استخدام ايران الطاقة النووية لأهداف عسكرية، وثالثاً العمل على إشراك دول أخرى وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية في جهودنا لانجاح الحل السياسي"!
وفي الوقت الذي جددت باريس وعلى لسان مسؤول رفيع المستوى قريب من الرئيس جاك شيراك، رفضها لمبدأ "العزل" كما ورد في صيغة "محور الشر" في خطاب الرئيس جورج بوش، والتأكيد ان هذا الموقف قديم وقد سبق لشيراك ان أكد ان هيئة الأمم المتحدة هي منظمة لدول ذات سيادة ومستقلة وان التعددية يجب أن تكون عالمية"، فإن هذ المسؤول أشار إلى ان موقف كوندوليزا رايس أمام الكونغرس، تميز بالاتجاه نحو "الحوار".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00