حسين فشيخ ابن بلدة بطرماز في الضنية شهيد الواجب الذي ناداه لإنقاذ غريقين في غينيا ، حيث يعمل في إحدى شركات التكييف والتدفئة منذ سنتين، قبل العثور على جثته بالقرب من أحد الأنهر في كونكري.
في الثامن من حزيران الفائت ارتبط حسين بخطيبته روان خالد، موجزا باعلانه الارتباط الكلمات التي فيها رحلة عمر:" بعد مرور ٢٥ سنة من حياتي ولله الحمد والفضل اني فخور جداً بما انا عليه اليوم بجهدي الشخصي ودعم احبابي وعائلتي. لا شك ان السنةَ الاخيرة من هذه السنوات كانت الاجمل على الاطلاق لانني حققت شراكة حقيقية مع والدي وما رضيت ان اكون عالةً عليه ، وسعيتُ لبناء مستقبل جديد مع اخوتي ، ولأنني بدأت بتأسيس حياة جديدة مع خطيبتي التي كلّلت هذه السنة بالجمال والحب ، الا ان موت جدي في هذه السنة آلمني واحزنني ولكن هذه سنّة الكون ، احمَد الله على كل هذه النِعم التي لا تُعد ولا تحصى ، واسأله تعالى ان يحفظ اهلنا واحبابنا من كل شر وان يُيسر لنا سبل العيش بكرامة وامن وامان.شكراً لكل من تواصل معي ليعايدني ولكل من سعى ليُريني ان هذا اليوم هو مميز بالنسبة له ، شكراً بحجم حبكم ، انا فخور بوجود كل محب بجانبي ولو ابعدتنا المسافات فالقلوب لا تبتعد ورابط الحب والاخوة متين".
وكان آخر ما كتب حسين في يوم عرفة في العاشر من آب :"في يوم عرفة فليسامح كل منا الآخر وليبدأ كل منا بفتح صفحة جديدة مع الآخرين، والله انها أفضل الاوقات للمسامحة ولاعادة النظر بكل تفاصيل الحياة..لا تنسونا من صالح الدعاء".
أما خطيبته التي لم تصدق الخبر، فآخر ما كتبته:" أنا بحلم مش حقيقة"، هي التي أوجزت بدورها قبل الحادثة رحلة العمر القصيرة في مجموعة صور تجمعها بحسين ، وقد علق عليها الأخير بكلمات معبرة:"لو أن شوق القلب يكتب بالأقلام كان المداد في ذا ماكفاني فالشوق يتزايد على مر الأيام والنوم من كثر الوله قد جفاني".
غاب حسين آخذا معه العيد وفرح أهله لتبقى كلماته دائما في البال:أخبرني بربك ماذا تشعر لتنام على صخرة في أمان لا يزعجك ضجيج هذا العالم .تبا لنار الذكريات التي كلما حاولنا إطفائها تشتعل من جديد..".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.