عاد العريس حسين فشيخ إلى حضن بلدته بطرماز شهيدا. أصدقاؤه في غينيا ودعوه في صندوق مزدحم بذكريات السنوات الثلاث التي لن تعود. وهنا في لبنان ما أطول الطريق، في اللقاء الاخير، في الزغرودة الأخيرة، في الموكب المهيب من المطار الى الضنيةوطرابلس وأهله في الشمال، في ذكريات تركها في عدد كبير من القرى أيام كان ناشطا قبيل اغترابه، في لحظات العتاب الصعبة وأسئلة لا جدوى منها. أسئلة من قبيل:لماذا سافرت، لماذا الغربة، لماذا نزلت في النهر، لماذا استسلمت للموجة العالية، لماذا كل هذا الألم تتركه في قلوب كل من اختبر مروءتك وتضحياتك..
غرق حسين في الرحيل الأبدي بعدما كان البحر أكثر الرفاق الأوفياء، فغدره النهر بمزاج يشبه تقلب أيامه من لبنان الى الاغتراب بحثا عن فرصة عمل، ومثل النهر غدرته تقلبات الأحوال في لبنان الذي بات يصدر أبناءه في اتجاهات الكرة الأرضية بحثا عن فرصة عمل وكرامة وحياة ممكنة.
موت حسين صفعة في وجهنا جميعا نحن الذين نتلهى بالقشور ونسينا أولادنا في
شوارع الاغتراب يصارعون أمواجا قاتلة.
حسين في الليلة الأولى في تراب الوطن منهك من عناء السفر ولعنة الاغتراب وتفاصيل صغيرة غرق فيها بلده من قبله
إلا أنه في أقل تقدير في البلد الذي حلم أن
يكمل وخطيبته مشوار العمر
في ربوعه لكنه القدر لا ينتظر ولا يقدم أو يؤخر.
رحم الله روحك أيها العريس الشهيد..
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.