رولا عبدالله

21 آب 2019 | 00:00

خاص

في يوم ضحايا الارهاب.. هذا "نصيب" لبنان

في يوم ضحايا الارهاب.. هذا

في اليوم الدولي لضحايا الارهاب في 21 آب، تستذكر العائلات المصابة من حول العالم الأحبة الذين رحلوا على غفلة، من دون أن يرحلوا من البال، في دوامة العنف الأعمى الذي ضرب في لبنان ويضرب في كل مكان، على الرغم من أن مؤشر الارهاب العالمي أظهر انخفاضا في العام الحالي بنسبة ملحوظة، إلا أن الجريمة تبقى الهاجس الدولي الأول كونها تطال الدول المتقدمة والنامية والفقيرة على حد سواء من دون تفرقة في الجنس أو اللون أو الهوية أو الانتماء، مخلفة ذلك التضامن العالمي والاممي في وجه "الموت بالجملة"، ولصالح الضحايا الذين أعلنت الامم المتحدة هذا العام أن إحياء الذكرى ستكون بالوقوف الى جانبهم في الطريق نحو معالجة جروحهم وخسائرهم .

في رسالة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لهذا العام حصة وافرة لمساندة الضحايا مبديا تضامنه:"أرجو أن نفكر جميعاً في المصائر التي تبدَّلت إلى الأبد بفعل الإرهاب. ولنلتزم بأن نثبت للضحايا أنهم ليسوا وحدهم وأن المجتمع الدولي متضامن معهم أينما كانوا. إنهم في مسعاهم إلى التعافي وتعطشهم إلى العدالة يتكلمون باسمنا جميعا".

وعلى الرغم من أن أعداد ضحايا الارهاب في لبنان ليست بالقليلة نظرا للظروف المعقدة التي اختبرها البلد في حربه الأهلية وحرب الشوارع وتقاتل الاخوة ومن ثم التصفيات والاغتيالات والتفجيرات وغيرها من وسائل الموت ، فإن لبنان جدير في المناسبة باستحقاقه الذي بدأ بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والقرار الحاسم بضرورة محاسبة المخططين والمنفذين والوقوف الى جانب الضحايا الذين عبروا عن ألمهم وحجم خسائرهم من خلال المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، وبالتالي اللجوء الى العدالة الدولية في رحلة تحصيل الحقوق. علما أنه من السمات الفريدة التي تتميّز بها المحكمة الخاصّة بلبنان أنّها تمنح ضحايا الإرهاب الحقّ في المشاركة في الإجراءات القضائية. وبذلك، تُعَدّ المحكمة الخاصة بلبنان من المحاكم الدولية القليلة التي تتيح للمتضرّرين منبرًا للاعتراف بهم وسماع صوتهم.   

وفي هذا الجانب يؤكد الامين العام في كلمته لاحياء المناسبة بأنه :"لم يزل ضحايا الإرهاب يكافحون لإسماع أصواتهم، وليجدون من يلبي احتياجاتهم، ويؤيد حقوقهم. وغالبًا ما يشعر أولئك الضحايا بالنسيان والإهمال بمجرد تلاشي التأثر الفوري للهجمات الإرهابية، الأمر الذي يترتب عليه عواقب وخيمة عليهم".

أما في لبنان البلد الصغير والمتواضع الامكانيات،  فإن درب الجلجلة الذي عبده بإصراره على تحقيق العدالة الذي استلزم 14 عاما من التحقيقات المضنية، فإنه يشارف على تسطير الخاتمة التي تليق بالشهداء والضحايا، وإن كانت لا تعوضهم في الجانب النفسي والمادي، عسى يخطو العالم في يوم ضحايا الارهاب نحو مبدأ الثواب والعقاب في عالم يتوق الى العدالة التائهة في غابات تلتهمها النيران.


لا

 



 


م

 


لا

 



 


ا

 


ا

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

21 آب 2019 00:00