8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أوباما يغري موسكو المحرجة من إيران نووية أو أميركية للانضمام إليه

ايران في قلب قرار الرئيس باراك أوباما، مثلها في ذلك مثل روسيا، التخلي عن نظام الدرع المضادة للصواريخ.
تحسين واشنطن لعلاقاتها بموسكو، على طريق التفاهم حول القضايا الدولية الاستراتيجية بدلاً من التزاحم فالتنافس فالدخول في دوائر من أنواع الحرب الباردة الجديدة ولو المحدودة.
الترابط بين موسكو وطهران في وجهة هذا القرار واضحة جداً.
القنبلة أو القنبلة
الهم الكبير للادارة الأوبامية في هذه المرحلة بلا أدنى شك، هو في كيفية التعامل مع النجاديين بقيادة الرئيس أحمدي نجاد، لحل حزمة الملفات والأزمات المشتركة، الملف النووي، هو ملف الربط والقطع في هذه الحزمة. التفاهم الأميركي مع طهران، يعني نزع فتيل المواجهة بينهما حاضراً ومستقبلاً. ليس بالضرورة أن تكون الحرب هي عنوان هذه المواجهة، علماً ان اسرائيل واللوبي اليهودي الأميركي وفرنسا ـ الساركوزية عندهم مفتاح واحد، لفكفكة هذا الملف وهو القنبلة أو القنبلة، أي إلغاء السلاح النووي المفترض وجوده سلاحاً أو مشروعاً أو الحرب بالقنابل والصواريخ. واشنطن لديها خيارات أخرى للحرب وهي العقوبات الدولية. بدون موسكو من الصعب ان لم يكن من المستحيل نجاح هذا الخيار.
لا توجد بين الدول وخصوصاً العظمى والكبرى منها، سياسة الهدايا المجانية. واشنطن أعطت موسكو هذا القرار لتأخذ منها قرارات مقابلة. واشنطن تريد موسكو بدون فيتو في مجلس الأمن اذا فشل الحوار مع طهران ووصل الى حائط مسدود. المشكلة أكثر تعقيداً بالنسبة لموسكو، ليس سهلاً على موسكو الدخول مع واشنطن في مسار مشترك مفتوح على احتمالات كثيرة بعضها مجهول حتى الآن. موسكو لا تريد ايران الجارة الحدودية نووية. في الوقت نفسه لا تريد بقوة أن تعود ايران أميركية أو على الأقل على وفاق وتعاون معها. المستقبل وحده، سيكشف كيف ستتعامل موسكو مع هذه العقدة الاستراتيجية.
الرئيس باراك أوباما، الذي يؤكد يوماً بعد يوم، يعتمد الحوار والتفاوض نهجاً له في مواجهة المشاكل الدولية، لا يريد ان يرى الآخرون خصوصاً من في مواجهة حقيقية معه مثل النجاديين في ايران، ضعفاً وتسليماً لهم في مطالبهم. لذلك فإن الادارة الأميركية بأوباما وصقورها، تعمل وكأن الحوار في كل يوم وان الفشل قد يقع غداً.
الكونغرس وسياسة العقوبات
الكونغرس الأميركي يعمل لمنح الرئيس أوباما أدوات جديدة قد تصيب الاقتصاد الايراني بالشلل التام في حال تعنت حكومة أحمدي نجاد في موقفها الرافض للبحث في قوتها النووية.
المشاريع المطروحة عديدة. ابرزها من ترويكا معروفة بتأييدها ودعمها لاسرائيل تضم الأعضاء في الكونغرس ايفان بايه، وجوزيف ليبرمان وجون كايل. ويتضمن المشروع ثلاث مراحل رئيسية لحصار ايران اقتصادياً.
[ المرحلة الأولى تهدف الى تقويض ركائز قطاع الطاقة في ايران وذلك بتقييد كميات النفط المصفى التي تستوردها طهران مع فرض عقوبات مالية عليها، من المعروف ان ايران تستورد 40 في المئة من استهلاكها المحلي من البنزين.
استكمالاً لهذا المشروع فإن هوارد بيرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يتقدم بمشروع قانون لفرض عقوبات على الشركات والمستثمرين الأميركيين الذين تتجاوز استثماراتهم عشرين مليون دولار في القطاع النفطي الايراني والى جانب ذلك فرض عقوبات على فروع الشركات الأميركية في الخارج، وحتى معاقبة الشركات التي توفر السفن لنقل المنتجات النفطية.
[ المرحلة الثانية: منع تأمين صفقات اقتصادية ايرانية وفرض عقوبات على النشاط الخارجي للبنوك الايرانية بما فيها البنك المركزي الايراني مما يضع العراقيل أمام التجارة الدولية ـ الايرانية. وتتضمن هذه المرحلة فرض حظر على السفن الايرانية ومنعها من الرسو في الموانئ الأوروبية والأميركية.
*المرحلة الثالثة منع الطائرات الايرانية من الهبوط والاقلاع في المطارات الأوروبية والأميركية.
كل هذه العقوبات الأميركية التي يراد تحويلها الى عقوبات دولياً، هل تكسر ظهر ايران وتجعلها تخضع. التشدد الايراني ليس سباحة في الفراغ. وراء هذا التعنت والتشدد النجادي تقوم برأي قطاع أميركي واسع على تغيير في واقع قطاع الطاقة الايراني استناداً الى دراسات أميركية صادرة عن معهد تحليلات الأمن العالمي في الشهر الماضي فإن التغييرات شملت:
[ تقلصت الواردات الايرانية من البنزين من الاستهلاك المحلي 2009 الى نحو 25 في المئة وبحلول عام 2012 سوف تتمكن ايران من الاكتفاء ذاتياً من انتاج البنزين مع اعتمادها على الغاز الطبيعي. ومن المعروف ان ايران تمتلك ثالث أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.
[ تضم قائمة الموردين الأساسيين للبنزين شركات أوروبية مثل فيتول السويسرية وتوتال الفرنسية وبرتيش بتروليوم البريطانية وربلايانس الهندية وأخرى صينية، ويمكن لهذه الشركات تأسيس فروع لها في ايران بحيث لا تتأثر بالعقوبات، يضاف الى ذلك العقد الأخير الذي أبرمته طهران مع فنزويلا.
[ تقوم شركات صينية ومنها سينوبيك بتوسيع نطاق صناعاتها التكريرية لإيران خصوصاً في تبريز. وتتعاون ايران مع ماليزيا واندونيسيا وسوريا للاستثمار في مصانع تكرير مشتركة خارج الأراضي الايرانية.
المواجهة مفتوحة على جميع الصعد وفي كل المجالات. لكن لا شك ان المواجهة الكبرى للنجاديين في ايران، هي في الداخل الايراني. يوماً بعد يوم تزداد الأزمة تأزماً. ويضع ايران كلها على خط زلازل سياسي. من الواضح جداً ان النجاديين بكل مواقعهم خصوصاً في الحرس الثوري، يتجهون نحو استئصال الاصلاحيين حضوراً وقوة ونهجاً. ويبدو أن المفاوضات المقبلة ستجري مع واشنطن أو الدول الخمس زائد واحد، على وقع المزيد من القمع الداخلي وما جرى في يوم القدس، ليس الا بداية. لأن هذا التصعيد موجه أيضاً ضد المحافظين المعتدلين.
النجاديون عملوا سابقاً تحت يافطة المبدئيين. حالياً لم يعد لديهم أي قلق، لذلك أخذوا يوجهون الضربات ضد المؤسسة الدينية على أعلى المستويات، الأسلوب نفسه وهو العمل على اخضاع الآباء بالامساك بالأبناء. وارهاب الطلاب بمحاكمة القيادات، وتدخل الحرس علناً في صياغة التوجهات.
قد ينجح النجاديون في هذه النهج، لكن شيئاً ما بدأ يهز الثورة في ايران. عندما يصرخ متظاهرون في يوم القدس مهما كان عددهم وحضورهم: لا غزة ولا لبنان. نستشهد من أجل ايران.
يعني أن بداية تحولات عميقة بدأت تخرج الى السطح في ايران، وان الحماسة الزائدة لنجاد والنجاديين، اصبحت تضر أكثر مما تنفع خصوصاً على المدى البعيد والرؤية الاستراتيجية.
كثرة الضغط ولدت توجهاً ايرانياً شعبياً نحو ايران أولا فماذا سيحصل اذا ازدادت الضغوط وانفجر الشارع الايراني في لحظة معينة؟ ايضاً ماذا يفعل الحلفاء والمناصرون لإيران؟.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00