تقدم الى الواجهة مؤخراً في مخيم عين الحلوة لقاء لافت بين القوى الاسلامية الفلسطينية وبين احد المسؤولين البارزين في " الشباب المسلم " داخل المخيم هيثم الشعبي والذي يتخذ من منطقة تعمير عين الحلوة المتداخلة مع المخيم معقلاً له .
اللقاء الذي عقد في قاعة مسجد النور في المخيم شارك فيه عن القوى الاسلامية امين سرها وامير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب والناطق باسم "عصبة الانصار الإسلامية" الشيخ ابو شريف عقل والقيادي في الحركة المجاهدة ابو محمد بلاطة.
وقد جاء هذا اللقاء بعد مرور نحو اسبوعين على مقتل الفلسطيني محمد توفيق لطفي " ابو جندل " المقرب من عصبة الأنصار في منطقة خط السكة شمال غرب المخيم وما اعقب هذا الاغتيال من توتر بين بعض القوى الاسلامية وبين الشباب المسلم في منطقة الطوارىء ( معقل الشعبي ) المتداخلة بين تعمير عين الحلولة والمخيم. وبدت العملية حينها في سياق الأحداث الأمنية التي شهدها المخيم منذ مطلع آب وبدأت بمقتل الشاب حسين علاء الدين " الخميني " ولم تتوقف بإنهاء حالة المطلوب البارز بلال عرقوب ومقتله ردا على اقدام الأخير على اغتيال الخميني .
مصادر فلسطينية مطلعة وضعت هذا اللقاء في سياق حرص القوى الاسلامية الفلسطينية على تحصين الوضع في المخيم ومن خلاله الساحة الفلسطينية في لبنان في ظل تزاحم الأخطار والتحديات التي يجد الفلسطيني في هذا البلد نفسه اما في مواجهتها مباشرة، او يتشارك مع اللبناني في مواجهتها وليس اخرها التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وعلى مواقع فلسطينية في البقاع ، وايضا تهدف هذه المبادرة من القوى الاسلامية للحؤول دون استغلال اي حدث امني في المخيم من اي " طابور خامس لتحويل الأنظار عن القضية المركزية لأبناء المخيم والشعب الفلسطيني وعن مطالبتهم بحقوقهم المدنية والاجتماعية وفي مقدمها حق العمل وهو ما يعبرون عنه من خلال التحركات المستمرة الرافضة لقرار وزارة العمل بعدم استثناء الفلسطينيين من اجازة العمل .
بالمقابل ،ترى المصادر نفسها ان هذا اللقاء الذي يعيد ترطيب وترتيب العلاقة الفاترة اساساً والمتنافرة مؤخرا بين القوى الاسلامية وبين هيثم الشعبي ، كان بحد ذاته المخرج الذي حال دون تطور الأمور الى مواجهة مع الشعبي ، الذي من جهته – تضيف المصادر - كان يخشى من ان يؤدي رفع الغطاء عنه ونبذه الى استفراده وانهاء حالته كما جرى مع بلال عرقوب ليلقى المصير نفسه الذي لقيه الأخير .
لكن هذه المصادر ترى ان ثمة سببا اضافيا فرض حصول مثل هذا اللقاء لنزع فتيل التوتر بين عائلة ابو جندل ورفاقه من جهة وبين الشعبي ومجموعته من جهة ثانية وهي طبيعة وحساسية المنطقة التي يتحصن فيها الأخير اي تعمير عين الحلوة كونها منطقة لبنانية متداخلة مع المخيم وتقطنها عائلات لبنانية وفلسطينية وقريبة جدا من نقاط تمركز الجيش اللبناني !.
خطاب
رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب قال لـ" مستقبل ويب": " بعد حادثة بلال العرقوب شهد المخيم توتراً وقتل على اثرها ابو جندل . هذا التوتر كان من شأنه اذا استمر ان يؤدي لنوع من عدم الاستقرار الأمني او دخول طرف ثالث على الخط . وحتى نمنع كل هذه التداعيات والمشاكل اتفقنا ان نلتقي ويكون تفاهم حول كل المسائل" .
وكشف خطاب عن ان "البحث مع الشعبي تناول ضرورة السعى لكشف ملابسات قضية قتل " ابو جندل" وإيصال حقه لأهله على اعتبار انه تم قتله بشكل غامض وبدون حق" .
واشار خطاب الى ان" الهدف من هذا اللقاء كان ابعاد التوتر الأمني عن المخيم وان يكون بحال من الاستقرار والأمن المستتب حتى نتفرغ في حال حصل اي عدوان صهيوني لنكون جزءا من التصدي لهذا العدوان لأن العدو الصهيوني يستهدف الشعبين االلبناني والفلسطيني" .
وعن سبب حصر هذه الخطوة – اي اللقاء – بهيثم الشعبي وما اذا كانت ستشمل مكونات أخرى من الشباب المسلم قال خطاب " لأن معظم التوتر كان في منطقة الطوارىء وبالتالي في المناطق الثانية كانت الأمور ايجابية والعلاقة مع بقية قادة الشباب المسلم كانت ايجابية فكان العائق هو منطقة الطوارىء وتمت ازالة هذا التوتر او سوء التفاهم في المنطقة هناك " .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.