8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حدود الدولة الفلسطينية وحجم تبادل الأراضي ومصير اللاجئين في مفاوضات غير مباشرة مدتها ثلاثة أشهر

مقاربة جديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، تستعد الادارة الأوبامية القيام بها، بعد الفشل الكبير الذي لحق بالمبعوث الرئاسي جورج ميتشل. الرئيس باراك أوباما، يريد التقاط الوقت الضائع في الملف الفلسطيني الاسرائيلي وغيره. فشل ميتشل يعني عملياً فشل هذه الاداراة، وهو وقع ايضاً لأن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة تزداد تطرفاً ورفضاً لكل المبادرات، والسلطة الوطنية الفلسطينية عاجزة عن القرار، خصوصاً مع استمرار الحرب الأهلية الباردة مع حركة حماس. الوقت يداهم الجميع، لا يمكن إبقاء التوتر مضبوطاً. الألغام الموجودة، وكرات النار المتنقلة في المنطقة، تجعل كل الساحات والملفات مفتوحة على كل الاحتمالات والمفاجآت.
فولكلور طرابلس الغرب
انعقاد القمة العربية في طرابلس الغرب، المتمرسة في جعل أي مناسبة احتفالاً فولكلورياً للرفض والمزايدة، يشكل استحقاقاً للعرب ولواشنطن على السواء لا يمكن التهرب منه. مجرد انعقاد القمة في الأسبوع الأخير من آذار المقبل، دون وجود أي شيء على الطاولة سيضع الجميع أمام مأزق صعب. لا بد أن ينعكس هذا كله على واشنطن. لا يستطيع أوباما أن يطلب من معظم العرب مساندته في المواجهة مع ايران، وهو لم ينجح في تقديم شيء على صعيد مسار الحل السياسي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي. لا يمكن لأوباما ايضاً ارتداء قبعة الاختفاء بسبب الرفض الاسرائيلي.
أمام ذلك تزداد التسريبات من مختلف الأفرقاء حول تحديد مرجعية جديدة للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. تتركز هذه التسريبات:
[ تكون مدة المفاوضات غير المباشرة ثلاثة أشهر، يتم الانتقال بعد التوصل الى اتفاق حول المبادئ الأساسية الى المفاوضات المباشرة. خلال هذه الفترة توقف اسرائيل نهائياً الاستيطان على كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس.
مجرد الاتفاق على الدولة وحدودها، لا يبقي معنى للمستوطنات المبنية في الأراضي التي ستعود للفلسطينيين. ايضاً يكون جدار الفصل قد سقط مباشرة لأنه لن يبقى له معنى مع تحديد الحدود الجديدة أو الخط الأزرق الفلسطيني الاسرائيلي.
*تقدم واشنطن ضمانات خطية للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تتعلق حول تنفيذ كل ما سيتفق عليه، سواء بالنسبة للحدود واللاجئين، علماً أن صيغة هذه الضمانات ما زالت غامضة ومجهولة.
[ توجد مشاريع كثيرة تتعلق بحق العودة للفلسطينيين خصوصاً وأنه أعقد الملفات في المفاوضات؛ من ذلك ان يعود عدد محدود لا يتجاوز 60 ألف فلسطيني ضمن سياسة لمّ الشّمل ومن ثم عشرة آلاف كل سنة على أن يكونوا في الستين من عمرهم. وأن تقوم كندا باستيعاب عدة مئات الآلاف من الفلسطينيين في مقدمتهم نسبة كبيرة من فلسطينيي لبنان على أن يرافق ذلك تعويضات مالية مهمة تساعدهم على التكيف مع التهجير الثاني أو حتى الثالث لهم.
النوايا الطيبة لا تكفي
[ العودة الى طاولة مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، طالما ان المفاوضات المباشرة صعبة وحتى مستحيلة بسبب تصلب الطرفين. ذلك ان اسرائيل لا تريد عملياً إيقاف الاستيطان والفلسطينيون لا يمكنهم التفاوض المباشر دون تحقيق هذا الشرط.
واشنطن تلعب دوراً أساسياً في هذه المفاوضات. ويمكن لتركيا ان يكون لها دور ناشط فيها. الفلسطينيون والأميركيون يثقون بها، والاسرائيليون لا يمكنهم معاداتها الى الأبد.
[ الورقة الأساسية التي ستكون قلب خريطة الطريق في هذه المفاوضات غير المباشرة، التفاوض على دولة فلسطينية انطلاقاً من حدود العام 1967. الجديد في ذلك التفاهم على تبادل أراضٍ بين اسرائيل والفلسطينيين. التفاوض سيتركز على حجم تبادل الأراضي. ذلك ان اسرائيل تريد الحصول على ما يوازي 6,9 بالمئة من الأراضي الفلسطينية مقابل اعطاء الفلسطينيين 1,9 بالمئة. أي ان اسرائيل تستولي وتضم اليها حوالي خمسة بالمئة من الأراضي الفلسطينية في حين ان العمل سيجري على خفض سقف المطالب الاسرائيلية بحيث تتبادل أربعة بالمئة مع الفلسطينيين مقابل اثنين بالمئة، أي انها تستولي على اثنين في المئة من الأراضي الفلسطينية يقع معظمها في الضفة الغربية.
*إذا فشلت المفاوضات غير المباشرة، فإن محمود عباس الرئيس الفلسطيني يقدم استقالته، تاركاً المجال للشعب الفلسطيني اختيار البديل له، والأهم تحديد السياسة البديلة لمسار المفاوضات الفاشل، على أن تتحمل كل الفصائل الفلسطينية المسؤولية الكاملة لهذا التوجه.
فتح المسار الفلسطيني الاسرائيلي وتكثيف الجهد فيه، لن يكون أحادياً. بالتوازن معه سيتم فتح المسار السوري الاسرائيلي، ويبدو أن الدور التركي على هذا المسار سيكون أساسياً وناشطاً. اسرائيل فهمت بعد حادثة السفير التركي المرفوضة بموقف سوري ثابت ونهائي بعدم التخلي عن الدور التركي، ان لا مجال لإبعاد تركيا ولا لاستبدالها بفرنسا أو غيرها. ما يساهم في تحسين المعادلة، ان واشنطن ستلعب دوراً مهماً في متابعة ودعم هذا المسار بعد ان غابت عنه بسبب طبيعة العلاقات السورية الأميركية في المرحلة السابقة.
النوايا الطيبة لا تكفي لتحقيق أي انجاز. فتح مسارات التفاوض تحت اي صيغة من الصيغ، يخرج منطقة الشرق الأوسط من حالة الجمود القاتل. لا يمكن ضمان استمرار هذا الجمود في منطقة مثل الشرق الأوسط مليئة بالبراكين.
مجرد فتح المسار السوري الاسرائيلي بعد المسار الفلسطيني الاسرائيلي، يعني وضع المسار اللبناني الاسرائيلي على نار هادئة. فهل توجد استعدادات لبنانية لمواجهة هذا الاستحقاق، وكيف؟.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00