بول شاؤول

30 آب 2019 | 00:00

كتب بول شاوول

لبنان بين تهافُتين

لبنان بين تهافُتين

عندما انتشر خبر العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، والخطاب الناري الذي ألقاه السيد حسن نصرالله، بقرار الرد على سقوط الـ"درون" قرب المركز الإعلامي للحزب، وضع اللبنانيون كلهم وخصوصاً سكان الجنوب والضاحية أيديهم على قلوبهم.. فهل تُستسعاد حرب 2006 في عام 2019؟ وهل سترد إسرائيل على رد الحزب بطريقة وحشية وهمجية كما في السابق وأدت إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم ومحالّهم. بما أن اللبنانيين من دون إستثناء تملّقتهم المخاوف ذاتها. فالعدوان الإسرائيلي 2006 شمل لبنان كله. بمصانعه وجسوره ومدنه وقراه ومؤسساته... 

قال بعضهم الحزب في المرة السابقة هو الذي أخذ مبادرة الحرب بخطف جنديين من داخل الخط الأزرق، والآن ها هو نتانياهو يبادر بإطلاق درونين مسيّرين إلى معقل الحزب. فهل سيرد الحزب هذه المرة بالعنف ذاته الذي مارسته إسرائيل؟ في البداية استشف الناس من خطاب إسرائيل أن المواجهة ستكون ضخمة بحجمِ ما وعدهم به السيد نصرالله. ليس في كلماته الأخيرة فحسب. بل في عدة مناسبات.

إذا ضربت إسرائيل لبنان أو المقاومة فسنفاجئها بما لا تنتظره. وستصل صورايخنا إلى تل أبيب وأبعد. لكن الناس وتوجّساتهم قالوا: وماذا سيكون عندها رد إسرائيل؟ هل سيبقى شيء واقفاً في لبنان لا تدمره إسرائيل من الجنوب إلى البقاع والشمال وبيروت.. 

تحركت المخيلات، ومن الطبيعي أن تتخيل بل وأن تترقب خطوات الحزب بعد العدوان. وقد ازداد التخوف عندما فهمت من تصريح الرئيس عون أن العملية الإسرائيلة هي إعلان حربٍ على لبنان. إذاً حرب. لا معركة محدودة ولا رد موضعي. هنا بالذات كان على الرئيس الحريري أن يلعب الدور المنتظر منه والذي يبرع فيه: منع وقوع حرب مدمرة. ومن أجل هذا الهدف، الاتصال بالدول الكبرى أميركا وفرنسا وسوريا وروسيا.. للضغط لكي تبقى الأمور في حدودها الأمنية. بين الحزب وإسرائيل. وقد أثلج حراك الحريري قلوب اللبنانيين وتنفسوا الصعداء. بصيصٌ من الانفراج أراح الناس. ووجدت تحركاته صدىً إيجابياً عند جميع اللبنانيين. لعب الحريري الدبلوماسية بامتياز كما يجب أن تلعب في مثل هذه الظروف المعقدة. ثم وتباعاً بدأت الإشارات تُفيد أن رد الحزب لن يؤدي إلى حرب. أي سيكون رده ضمن الحدود الأمنية على العدوان الصهيوني.. هكذا بدأت تُصرّح بعض مصادر الحزب. وكذلك بعض قياداته ومنهم الشيخ نعيم قاسم.

لكن البعض راهن على أن العرب سيلتزمون الصمت في هذه القضية لكن الحريري بديناميته وعلاقاته العربية الممتازة دعا السفراء العرب إلى اجتماعٍ كانت محصلته إجماعٌ في لبنان دولةً وحومةً وشعباً أي إذا كان الحريري المحور الذي تحرك بكل الاتجاهات فإنه عزز مكانته كرجل دولة. تماماً كما كانت الحال في مشكلة قبر شمون.

السؤال الكبير إذا كان الجيش تحرّك وأطلق النيران على ال"درون" الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية حتى قبل أن يرد حزب الله وهذه سابقة، فهل يعني هذا أن الدولة حزمت أمرها كأنما تقول قرار المواجهة لي وليس لأي جهة أخرى؟

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

بول شاؤول

30 آب 2019 00:00