رولا عبدالله

1 أيلول 2019 | 00:00

خاص

رجع أيلول.. و"ما رجعت الشتوية"

وصل أيلول الذي طرفه وحده مبلول بالشتاء، في حين أن 23 يوما منه محسوبين على الصيف الحار والجاف مع خروقات ليلية "ضبابية" على الجبال ، ومع ذلك فإن الدخول في هذا الشهر الذي يحمل عودة الطلاب الى المدارس وانتهاء العطلة الصيفية ، إنما يعطي انطباعا أوليا بأن "رجعت الشتوية" مصحوبة بنفحات باردة لا محسوسة مستوحاة من أغنية فيروز "ورقو الأصفر شهر أيلول"، في حين المحسوس الحقيقي منه مزيد من الرطوبة والحرارة المرتفعة التي تبقى ضمن المنخفض الهندي الموسمي  لتتأرجح الحرارة ما بين 38 درجة في الأسبوع الأول منه  و28 درجة في الأسبوع الاخير.  

وكما في الشهرين الجارين "بتموز بتغلي المي بالكوز" و"آب اللهاب" ، فإن أيلول "صيف ثان" يغري الأشجار بلطف مناخه ليلا الى درجة تفتح أزهار الأشجار التي لا تلبث أن تصطدم بالحرارة المرتفعة نهارا الأمر الذي ولّد في سالف الأزمان المثل القائل:" زهر أيلول لمعوجات القرون ..أي أن الأشجار تزهر في غير أوانها من دون ثمار ، فلا يستفاد منها الا للحيوانات".

ولأن صيته ليس مثل فعله، اعتاد الأجداد اطلاق مؤشرات "أيلولية" بينها الطرف المبلول و"شهر الخرس" (تهدأ فيه الرياح) ، إضافة الى مقولات متوارثة بينها :" بأيلول طار النحل والنحول" دلالة على بدء موسم جني العسل ، و"أيلول المعاصر" في مؤشر على جني الزيتون والعنب لصنع الدبس، و"بأيلول بتطلع المي من التلول"  كناية عن تفجر الينابيع، و"بأيلول بآخره بيبين كل مجهول"  دلالة على أن آخر أيامه  مؤشر على حال السنة من مطر وبرد، وصولا الى "نجم سهيل"(أكثر النجوم لمعانا في السماء)  الذي لا تمطر إلا حين يطلع في السماء معلنا قدوم الشتاء والدخول في فصل الخريف.

وبانتظار أن يطلع نجم سهيل معلنا الانتقال الى الضفة "الخريفية"، فإن الشهر الأخير من الصيفية بمثابة الفسحة الاخيرة لالتقاط الأنفاس قبل الدخول في الوتيرة الشتوية المضغوطة بالعمل والمنخفضات التي تتوقع صفحة "Lebanon weather info" أن تكون في حدود ال10 مع طقس شبيه بالعام 1953، أي في حدود المعدل العام.



 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

1 أيلول 2019 00:00