أعطى الإقبال على التسجيل في المدارس الرسمية صافرة انطلاقة العام الدراسي ، على وقع تواصل الإستعدادات لإستيعاب الوافدين الجدد الذين اكتظت بهم تلك المدارس من اليوم الأول لفتح أبواب الإنتساب إليها لحجز أماكن لهم "إن وجدوا"، فالأولوية للقدامى، لكن تعليمات وزارة التربية والتعليم العالي تقضي باستقبال كل من يطرق باب "التعليم الرسمي" .
هل المدارس الرسمية جاهزة لاستيعاب الزيادة والتعامل معها بطريقة سليمة، في ظل تناقص في عدد الأساتذة والمعلمين الذين لا امكانية لإيجاد بدلاء عنهم لا بالتعاقد ولا بالتوظيف، وهل سيتم زيادة شعب جديدة للصفوف ؟، سؤال ينتظر الإجابة عليه من قبل وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب الذي من المتوقع أن يعقد مؤتمراً صحافياً مطلع الاسبوع المقبل لوضع النقاط على الحروف.
تؤكد مصادر في وزارة التربية لـ"مستقبل ويب" أن الوزارة تعمل على وضع خطة وتعاميم وإصدار قرارات وتوجيهات وتدابير لمواكبة الإقبال الحاصل وإتاحة الفرصة في التعليم للجميع، فهناك ما يُقارب الـ 1400 معلم وأستاذ قد تركوا التدريس والتوظيف، وهناك قرار يمنع جميع حالات التوظيف والتعاقد متوقف مع جدد، وبالتالي سيتم الخذ بعين الإعتبار كل الإحتياجات اللازمة لضمان انطلاقة سليمة للسنة الدراسية الجديدة.
فرضت الزيادة على أقساط المدارس الخاصة، وغلاء المعيشة والظروف الإقتصادية بالعديد من الأهالي الى اللجوء نحو المدارس الرسمية ، فجيوبهم لم تتعد تتحمل أقساط المدارس الخاصة وما يرافقها من زيادات على أسعار الكتب والقرطاسية والزي المدرسي.
بدت النسبة المرتفعة للإقبال على المدارس الرسمية من خلال حركة التسجيل، فالـ "عجقة" اختصرت هروب العديد من المدارس الخاصة، في مؤشر على إمكانية بروز صعوبة استقبال في التلامذة جدد وايجاد مقاعد لهم في صفوفها ، وتتفاوت بين مدرسة وأخرى، إذ أن هناك بعض المدارس تعاني بالأساس من الزيادة كونها تتواجد بمنطقة مكتظة، ما يُشكل ضغطاً إضافياً عليها.
وبانتظار الإعلان الرسمي عن قرار فتح شعب جديدة أو عدمه، يتم توجيه بعض الوافدين إلى مدارس مجاورة، أكثر قدرة على الأزمة على هذه المدارس أخف وطأة من غيرها، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في تراجع عدد الأساتذة والمعلمين، فمنهم من بلغ سن التقاعد، فيما قدم البعض طلب انهاء خدمة أو توقفوا عن التعليم، والسؤال يبقى: هل سيكون لكل تلميذ مقعده، وهل سيتم زيادة عدد ساعات تعليم للمتعاقدين القدامى لمعالجة المشكلة، وما هي الخطة التي تم وضعها لمواجهة كل الطوارئ؟، الجواب سيعلنه شهيب، مع تأكيد الوزارة على أن "تطور التعليم في المدارس الرسمية وزيادة الثقة بها، هو الدافع إلى تكثيف الجهود والعمل لاستيعاب كل من يلجأ إليها لاكتساب المعرفة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.