اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "ما نعيشه هذه الأيام في لبنان من ضياع ومشاكل اقتصادية وتفكك سياسي ومشاكل مذهبية وطائفية يقتضي منا ان نعود ونبني وحدتنا الداخلية والوطنية " معتبرا ان "قوتنا في وحدتنا وتنوعنا وتعدديتنا ضمن الوحدة " وان "قيمة لبنان هي في نظامه الديمقراطي واحترام الحريات العامة وفي انه الوحيد الذي يترك مكاناً للآخر ويتشارك مع الآخر مسؤولية البلاد "، وقال" نحن لسنا مع المحاصصة بل نحن مع المشاركة بالحكم والادارة لأن المحاصصة تنهي البلد وتخربه" ورأى ان" لبنان لا يستطيع ان يعيش على اقصاء الآخر ولا على التفرد بالحكم والإدارة ".
البطريرك الراعي كان يتحدث من بلدة " شواليق" الجزينية –شرق صيدا في زيارة هي الأولى له الى البلدة دشن خلالها القاعة الجديدة لكنيسة مار يوسف ، وذلك في اطار جولة رعوية قام بها على عدد من بلدات وقرى ساحل جزين بدأها عند العاشرة صباحا من بلدة "صفاريه" حيث اقيم له استقبال شعبي وكنسي ورافقه في الجوالة راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار والنائب الأسقفي العام في مطرانية صيدا المونسنيور مارون كيوان ، وسكرتير البطريركية الأب شربل عبيد والنائبان زياد اسود وسليم الخوري.
في شواليق
وقرابة الحادية عشرة من قبل الظهر وصل البطريرك الراعي الى بلدة " شواليق " حيث استقبله ابناء البلدة بنثر الورود والأرز وقرع اجراس الكنيسة ، وكان في استقباله كاهن الرعية المونسنيور الياس الأسمر ولفيف من الاباء ومختار البلدة سامي فرحات وجمع من الأهالي ، وتوجه البطريرك الراعي مباشرة الى كنيسة مار يوسف حيث قام بتدشين ومباركة قاعة الكنيسة الجديدة بمشاركة المطران العمار وبحضور النائبين اسود والخوري وممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي ، ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش والآباء " بيار جبور ، شارل كساب ، طوني بوراشد ، جوزيف واكيم، جان خوري " وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير.
فرحات
والقى كلمة مختار البلدة سامي فرحات نجله نمر فرحات فرأى ان " شواليق اليوم كما الساحل الجزيني في عرس وفرح عظيمين"، وقال: "هي زيارة اردتموها رعوية ابوية تفقدية للاطلاع عن كثب على اوضاعنا وحاجاتنا وهواجسنا فاقبلنا كبارا وصغارا شيبا وشبابا نحتفي بقدومكم الميمون . نرحب بكم وبصحبكم الكريم فحللتم اهلاً ، لا ضيوفاً ، فاهلا وسهلا بكم . لقد شرفتنا بقدومك فباركت تراب بلدتنا هذه القرية البعيدة عن اعين المسؤولين ، هذه الأرض التي ورثناها عن اجدادنا وسنورثها بدورنا لأجيالنا القادمة كشرط وجودي لا يكتمل الا بتوفير سبل العيش الكريم من عمل وسكن واستشفاء وتعليم حتى لا يضطر ابناؤها الى تركها مجددا بعد ان اجبروا على تركها عنوة بفعل التهجير الأليم . ان بلدتنا " شواليق " تشكل مثالا للعيش المشترك ومضرب مثل في لعايش والتلاقي بين جزين وجوارها فتفتخر باعتدال سلوك ابنائها وانفتاحهم واحترامهم للآخر مجسدين بذلك مبدأ الشراكة والمحبة الذي اتخذتموه شعارا لكم . اتوجه باسمي واسم مختار وابناء البلدة بالشكر على هذه الزيارة الكريمة الأولى في تاريخ البلدة والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الروحية والوطنية والتنموية والرعوية تزيدنا تمسكا وتشبثا في ارضنا وجذورنا ومعتقدنا وتقاليدنا.
الأسمر
والقى كاهن الرعية المونسنيور الياس الأسمر كلمة قال فيها ان " ابناء رعية مار يوسف - شواليق يجتمعون اليوم ليحتفلوا بقدومكم يا صاحب الغبطة وانتم الذين اطلقتم يوم انتخابكم شعار" شركة ومحبة" .بلدة شواليق تفرح وتهلل مع اصدقائها ومحبيها بحضوركم ووجودكم مع صاحب السيادة فهي من البلدات التي طالها التهجير سنة 1985 . وان "الرجاء الجديد من أجل لبنان" خلق الرجاء عند ابناء هذه البلدة الهادئة التي عُرف ابناؤها بمد جسور التواصل مع جيرانهم ان في مدينة صيدا وان في اقليمي التفاح والخروب وان في الشوف مدركين ان لبنان اكثر من بلد فهو رسالة وان ساحل جزين ومن شواليق هو الرسالة بحد ذاتها.
واستعرض الأسمر مسار مشروع بناء كنيسة وقاعة جديدة لرعية مار يوسف ودور الراعي السابق للأبرشية المطران الياس نصار باتخاذ القرار لوضع حجر الأساس للكنيسة في تموز 2011 ودور راعي الأبرشية الحالي المطران مارون العمار في متابعة وحث ابناء البلدة على بناء الكنيسة ومساهمات ابناء من البلدة ولا سيما المغترب ايلي فرحات أنطون في هذا البناء. وقال" وها انتم اليوم تباركون وتدشنون هذه القاعة وهذا يزيدنا نعمة فوق نعمة . وان استكمال بناء الكنيسة الجديدة يتطلب استمرار تكاتف وتضامن الجميع دون استثناء. ادامكم الله أرزة شامخة في لبنان تمتد شلوحها من لبنان الى كل العالم ".
الراعي
وتحدث البطريرك الراعي فتوجه بالشكر الى راعي الأبرشية المطران مارون العمار على تنظيمه هذه الجولة والزيارة لـ" الشواليق" وحيا كاهن الرعية المونسنيورالياس الأسمر منوها بنشاطه وجهوده في تنفيذ المشاريع الرعوية الكبيرة. وشكر الآباء والشخصيات الحاضرين ولا سيما رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش والنائبين خوري واسود ورؤساء البلديات على مشاركتهم ومختار وابناء البلدة على حفاوة استقبالهم . وقال" عندما نقول ان اهالي "الشواليق" جاءوا اساساً من بلاد جبيل من بلدة "جاج" نشعر اننا مع اهلنا واقربائنا بعد الخدمة التي امضيناها في بلاد جبيل طيلة 23 سنة وفي "جاج" بنوع خاص والأسبوع المقبل سنزور "جاج" ونقول لهم التقينا بـ"القرايب ". احيي كل منكم واقول ان قلبنا كبير بأننا اتينا ورأينا هذا الشعب الطيب المحب وقلبنا دائما يكبر بكم ونشعر معكم خاصة وانكم اختبرتم التهجير والحرب وويلاتها .. وهذا دليل على اهمية ان لا نفقد الرجاء بالعناية الإلهية ودائما يجب ان نتذكر ان حياتنا المسيحية مبنية على الآلام والقيامة ، هذا معناه ان الكلمة الأخيرة ليست للموت بل للحياة.علينا ان لا نفقد الأمل والرجاء لأن الله دائما معنا".
اضاف: "نحن في لبنان نختبر ان وطننا ككل يصل في كل مرة الى شفير الهاوية ونشعر ان يداً خفية امسكت به . هذا ايمان شعبنا وصلاتنا ، هذه سيدة لبنان وهذه العناية الالهية وهؤلاء قديسونا من هذا الوطن يشفعوا بنا . طبعا السماء لا تتركنا ولكن يجب ان نعرف نحن ايضا كيف نتولى بيدنا مسؤوليتنا . لدينا ضمانة ان الله يحمينا كما الطفل يعتبر ان اباه وامه يحميانه وعندما يكبر يفكر بأن يتحمل مسؤولية نفسه ويبقى الأم والأب مساندين له".
وقال: "في هذه الأيام التي نعيش، فيها ضياع وفيها مشاكل اقتصادية وفيها تفكك سياسي ومشاكل مذهبية وطائفية تقتضي منا ان نعود ونبني وحدتنا الداخلية والوطنية . ان قوتنا في وحدتنا ، قوتنا في تنوعنا في وحدتنا ، تعدديتنا في الوحدة، هذه ميزة لبنان . ان لبنان عندما يصبح لوناً واحداً دينياً او سياسياً او حزبياً ، لا قيمة له ، لبنان كل قيمته بالتعددية ، ولذلك هو ديمقراطي وهو الوحيد بين كل بلدان الشرق الأوسط متنوع ، والوحيد نظامه ديمقراطي والوحيد يحترم الحريات العامة والوحيد الذي يترك مكاناً للآخر ويتقاسم لا يتحاصص، بل يتشارك مع الآخر مسؤولية البلاد ، نحن لسنا مع المحاصصة بل نحن مع المشاركة بالحكم والادارة لأن المحاصصة تنهي البلد وتخربه . نحن مع المشاركة بأن نشارك سويا ونبني سويا كمواطنين في هذا المجتمع .ولذلك لبنان لا يستطيع ان يعيش لا على اقصاء الآخر ولا على التفرد بالحكم والإدارة ..هذه ثقافتنا وهذه رسالتنا ، هذا الكلام اقوله من الشواليق".
وختم البطريرك الراعي بالقول "سعداء بأن نكون معكم ولو كانت الزيارة خاطفة لكن انتم في قلبنا وصلاتنا وفكرنا .احييكم لأنكم لم تنتظروا الدولة كي تساعدكم بهذا القليل الذي ساعدت به بل جمعتم من بعضكم واشتغلتم وبدأتم الاعمار لبيوتكم ولهذه القاعة الجميلة.
وادي بعنقودين ولبعا وبيصور
بعد ذلك انتقل البطريرك الراعي الى بلدة وادي بعنقودين حيث عقد لقاء مع رعية كنيسة مار انطونيوس ، وتوجه ظهرا الى بلدة لبعا حيث اقيم له استقبال شعبي قام بعده بافتتاح شارع يحمل اسم " البطريرك الراحل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير "في البلدة . وزار الراعي بعد ذلك بلدة بيصور( قضاء جزين) حيث استقبله ابناء البلدة والجوار واقام رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الب عبدو ابو كسم غداء تكريمياُ على شرفه حضره جمع من فاعليات المنطقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.