دفعت الأحداث الأمنية التي شهدها مخيم عين الحلوة مؤخراً والتيقظ الأمني الفلسطيني غير المسبوق في مختلف المخيمات للحفاظ على الاستقرار فيها ، بالقوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية لتفعيل عمل الأطر السياسية والأمنية المشتركة بينها لإستشراف الأخطار الأمنية وما يمكن ان يشكل عامل توتير او تفجير في اي من المخيمات والعمل على قطع الطريق عليها وعدم السماح بتحويل بوصلة المخيمات عن قضيتها المركزية فلسطين وعن حق اللاجئين الفلسطينيين في العيش الكريم حياتيا واجتماعيا لحين عودتهم اليها .
وقد نجحت الأطر المشتركة التي اعيد تفعيلها مؤخرا ولا سيما "هيئة العمل الفلسطيني المشترك " و" القوة الفلسطينية المشتركة " حتى الآن في اثبات قدرتها على التصدي لكثير من محاولات تفجير الوضع الأمني في المخيمات وبشكل خاص مخيم عين الحلوة على اثر الأحداث والاغتيالات التي شهدها في الآونة الأخيرة..
وبهدف تحصين ما تحقق على هذا الصعيد ومؤازرة تلك الأطر المشتركة في تحقيق الهدف الذي قامت من اجله ، بدأت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح باعتماد منظومة " الأمن الاستباقي " في المخيمات وتجييرها لصالح ترجمة الالتزام الفلسطيني بأمن واستقرار المخيمات الى وقائع ملموسة وميدانية.
وفي هذا السياق جاءت خطوة انشاء " جهاز للأمن الوقائي " بقيادة اللواء منير المقدح ، هدفه الحفاظ على أمن المخيمات والجوار بالتنسيق مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية المعنية .
قرار انشاء هذا الجهاز كان صدر قبل اكثر من شهر عن قيادة فتح والمنظمة في اطار عمل الأخيرة على ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي في لبنان تحت اشراف عضو اللجنتين التنفيذية للمنظمة والمركزية لفتح المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد .
ويقول اللواء المقدح في حديث لـ" مستقبل ويب" ان "هذا الجهاز سيتواجد في كل المخيمات وسيفرز اليه مئات العناصر والضباط من حركة فتح لكنه سيكون مستقلاً عن التنظيم والعسكر في الحركة، وان "عمل هذا الجهاز سيكون مشابها لجهاز الأمن الوقائي في رام الله ، وستكون مهمته جمع كافة المعلومات الأمنية في المخيمات استباقاً لأي حدث وتداركاً له قبل وقوعه والتحرك السريع عند الضرورة من خلال وحدات خاصة تابعة لهذا الجهاز الذي ستكون مهامه ايضا مفتوحة على كل ما يطلب منه من القيادة" .
ويضيف المقدح ان "عمل "جهاز الأمن الوقائي " لا يتعارض مع عمل " الأمن الوطني الفلسطيني " و" القوة الفلسطينية المشتركة " ولكنه يتكامل معهما لافتاً الى انه "سيكون هناك تنسيق بين قيادة الجهاز وبين الدولة اللبنانية وان هذا التنسيق قد بدأ فعلاً "..
وحول ما اذا كانت خطوة انشاء هذا الجهاز في المخيمات يمكن ان تشكل " نقزة " لبعض الأطراف الفلسطينية فيها ، يقول المقدح " هذه الخطوة هدفها الحفاظ على امن واستقرار المخيمات والعلاقة مع جميع الأطراف جيدة والجميع يحرص ويعمل من اجل الهدف نفسه ".
وعن موعد مباشرة هذا الجهاز لعمله يشير المقدح الى ان " هناك بعض الترتيبات الداخلية لتعزيز الأمن في المخيمات وسنباشر العمل فور فرز ونقل العناصر والضباط الى الجهاز " .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.