حزب الله ليس وحده الذي يخوض في سوريا حرب وجود. كل القوى السورية والدولية والعربية شريكة فيها. الاعتراف بهذا الواقع يؤكد أن الحرب في سوريا، لن تنتهي في جنيف-2 ولا بمؤتمرات عدة. حزب الله عليه تأمين خلاصه وأن يحصل ما يتناسب مع التكلفة الضخمة، التي دفعها وسيدفعها حتى نهايتها. من دخل الحرب في سوريا، ليس بيده الخروج منها بقرار أحادي، عليه أن يأخذ في حساباته ماذا يريد حليفه خصوصاً إذا كان الحليف هو الأكبر والأقوى، مثل إيران والحزب.
الآن، وعام 2013 يشارف نهايته، من المهم قراءة مواقع أطراف الحرب في الملعب السوري، حتى يمكن رسم صورة واقعية، وللعام 2014 الذي سبقه الرعد المبشر بعواصف بعضها قاتل.
[ الرئيس بشار الأسد هو الغريق فما خوفه من البلل ومن إغراق العالم معه. الأسد يخوض معركة حياة أو موت. المضحك المبكي في كلّ ذلك أنه خاسر مهما ربح. مستقبل سوريا لن يكون أسدياً.
حين يقصف رئيس شعبه بالكيماوي والبراميل المتفجرة فلا مستقبل له. قد يبقى بالحديد والنار أشهراً وربّما سنوات باسم الحرب ضد الارهاب، لكنه سيبقى وسيلة وسلاحا للآخرين، وليس أسداً لحسابه.
[ القيصر بوتين، قرّر منذ البداية أن سوريا هي الملعب الذي سيسجّل فيه أكبر عدد من الأهداف التي ستعيد لـالدب الروسي بعض أمجاده الغابرة. القيصر لا تعنيه شيشنة سوريا. كل قتيل يسقط فيها، درجة على سلّم صعوده. لذلك حتى الأسد يمكن أن يصبح درجة له.
[ إيران. المرشد آية الله خامنئي يخوض في سوريا معركة المربع الأخير. لذلك وضع كل القدرات الايرانية في خدمة أهدافه. الأسد بالنسبة له جسر يعبره لتحقيق مشروعه في تحويل ايران الى قوة إقليمية كبرى شريكة مع الولايات المتحدة الأميركية. لا شيء محرّماً في حروب الوجود. متى قرع الجرس سيغيّر المرشد أسده. مصلحة إيران فوق الجميع.
[ حزب الله، غرق في المستنقع السوري ولن يخرج منه سالماً مهما كابر. لأن الحسم والانتصار ممنوعان، فإن أقصى ما سيحصل عليه، هو ما ستؤمّنه إيران له لا أكثر ولا أقل. المشكلة أن اللبنانيين يخسرون إذا ربح الأسد. والخسارة أكبر إذا صمد التكفيريون وثبّتوا لبنان أرض جهاد، لذلك من مصلحتهم الوطنية والوجودية أن يُهزم الأسد والتكفيريون، ليبقى لبنان أرضاً تجمع ولا تفرّق.
[ الرئيس باراك أوباما. هو اللاعب الوحيد من الخارج. لا أحد يسجل الأهداف في مرماه، بينما يستثمر أرباح وخسائر كل اللاعبين لمصلحته. لذلك وهو يلعب بلا تكلفة، مستعد لضرب أو بيع أو التخلي عن أي لاعب، وهو قادر دوماً على تغيير تحالفاته في اللحظة التي يجدها مناسبة له.
[ العرب. هم الخاسرون الكبار والحقيقيون. لم يعرفوا كيف يدعمون الثورة ولم يتّحِدوا بل تنافسوا وتزاحموا وتقاتلوا مباشرة أو بالواسطة. كيفما كانت نتيجة الحرب في سوريا فإن العرب خرجوا من كل معادلات الشرق الأوسط لعقدين من الزمن. المأساة أنه خلال هذين العقدين سيتقدم الجميع وهم سيتراجعون ليصبح الفارق عقوداً وليس عقدين.
[ النصرة وما لفّ لفّها، لن تنتصر. الحرب الدولية ضد الارهاب بدأت. ولا شيء محرّما فيها، لأنها هي حرب الوجود الحقيقية.
الدول يمكنها تحمل خسارة حرب، لأنها تستطيع الانطلاق نحو آفاق أخرى. حزب الله، سيبقى حزباً مهما كابر، لا يمكنه الاستيلاء على السلطة، لأن تركيبة لبنان لا تسمح بذلك. حان الوقت ليتصرّف حزب الله بأنه قوّة رديفة لإيران، وأنه سيبقى في لبنان شريكاً وليس قوة أحادية، ترسم وتقرّر والآخرون ينفّذون.
[email protected]
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.